لم يكن يدر بخلد أبناء المواطن مصلح الشراري أنهم لما نقلوا والدهم من شمال المملكة إلى مستشفى الشميسي بالرياض أنه ستنتظره أخطاء طبية قاتلة أثقلت جسمه الهزيل بأمراض لم يعد هناك لذلك الجسم طاقة أن يتحمله فدخل مع أبواب المستشفى على قدميه لحضور موعد مقرر مسبقا فغادره جنازة حملتها الأكتاف إلى سيارة الموتى ومن ثم للمقبرة. المرحوم مصلح الشراري والذي توفي في شهر شعبان الماضي لم يكن المواطن الأول في عصر زاهر بالأخطاء الطبية في المستشفيات السعودية ، حتى أنه أصبح مجرد التفكير في مراجعة المستشفيات مرضاً آخر يعاني منه المريض. إبنه بندر الشراري روى للوئام فصول شهرين مؤلمة قضاها والده في مستشفى الشميسي فأدخل المستشفى لمراجعة طبية روتينية ، وكان يعاني فقط من إنخفاض في الضغط وفشل كلوي وكانت الشهرين كفيلة لبعض أطباء المستشفى لأن يضاعفوا أمراضه الثلاثة حتى أصبحت عشرة فأصابوه بجلطة في قدمه أقعدته على السرير وشلت حركته وتعرض لتشجنات متكررة وحالات صرع متواصلة وتقرحات جلدية وتجمع للدم !!! بندر أكد للوئام أن صرخات علا صوتها في داخل الغرفة بعدما أكتشف طبيب سعودي فظاعة الأخطاء الطبية التي أرتكبت في والده وكان من بين تلك الأخطاء المضحكة المبكية أن أحد الأطباء عندما رأي بقعاً في جسم والده صنفها على أنها اصابة حصبى وبعد الكشف عليها عند طبيب آخر في نفس المستشفى أتضح أنها عبارة عن تجمع للدم !!! مؤكداً انه تقدم بشكوى لوزارة الصحة ولمدير المستشفى وكانت اجابة أحد المسؤولين أن والده يبلغ من العمره (ستين )عاما وبلغة ساخرة وبإبتسامة حارقة !وكأن بلسان حاله يقول القضية مسألة وقت ويموت والدك ! (ويضيف بندر عن الاهمال واللامبالاة عند دخول والده في العنايه المركزه في المره الاولى انهُ سأل الاطباء هل سيخرج والده من العنايه المركزه الليله قالوا غداً او بعد غد وأخرجوه بنفس الليله بالتنويم لوحده دون علم المرافق او الاتصال به ويقول أن والدي كان يُنادي طوال الليل ويصرخ ولم يقف على حالته الأطباء أو الممرضات وهو عاجز عن عمل أي شي بسبب الورم الذي بقدمه لكن لاحياة لمن تُنادي الى ان أتيتهُ بالصباح ووجدته بحاله مبكية). وتعجب بندر من تقارير طبية صدرت من المستشفى زيفت الحقيقة وكتبت غير الواقع .. فإنخفاض الضغط كتبوه إرتفاعا ، اضافة إلى أنهم كتبوا أن والده يتقيأ باستمرار ويقسم بالله أنه لم يتقيأ يوما واحد في المستشفى ! بندر أكد أن والده جلس في ممرات المستشفى لمدة تصل العشر ساعات في إنتظار الكشف عليه وغسيل كليتيه .. وهي ساعات انتظار ضاعفت من حالته الصحية السيئة حتى توفاه الله في شهر شعبان . ويلوم بندر أطباء المستشفى وإدارته على ما اسماه بالمجزرة البشرية التي ترتكب في المستشفى ويطالبهم بأن يتقوا الله في أرواح البشر .وناشدت أسرة الشراري مقام خادم الحرمين الشريفين بمجاسبة كل المسؤوولين والمتورطين في الإهمال الطبي والذي كان سببا رئيسا في مفارقة والدهم للحياة .