تحولت العاصمة الرومانية "بوخارست" من لقب "باريس الصغيرة" إلى عاصمة "الكلاب الضالة"، بعدما غزت كل الشوارع المحيطة بالمدينة العريقة. ورصدت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية وجود أكثر من 60 ألف كلب ضال في الشوارع الرومانية، بمعدل كلب ضال لكل 31 شخصاً في مدينة بوخارست.
وأكدت السلطات الرومانية أنها تسعى يومياً للقبض على عشرات الآلاف من تلك الكلاب، ولكن الأزمة هو معدل التكاثر السريع لديها؛ ما يجعلها تزداد أعدادها بصورة هائلة.
وتسببت تلك الكلاب الضالة حتى الآن في عشرات الوفيات، خلال السنوات الأربع الأخيرة، خاصة من بين الأطفال، كان آخرهم طفل ذو أربع أعوام يدعى "يونوت آنجيل" حاصره خمسة كلاب ضالة مع شقيقه، الذي تمكن من الهرب، بينما كانا يلعبان في حديقة بوسط المدينة.
وعقب وفاة آنجيل، أعلن الرئيس الروماني، ترايان باسيسكو، خطة عاجلة أسماها "البشر فوق الكلاب"؛ للتخلص من الآلاف من الكلاب الشاردة.
ولكن خطته واجهت إدانات كثيرة من جماعات حقوق الإنسان، الذين وصفوا خطته ب"الوحشية والهمجية"، ودعوا إلى بدائل أخرى مثل "التعقيم".
وأكدت إحصائية رسمية أنه في الأربعة شهور الأولى من عام 2013 تعرض نحو ستة آلاف شخص للعض من الكلاب بينهم ألف طفل.
وبدأت أزمة الكلاب الضالة في رومانيا منذ ثمانينات القرن الماضي، عندما أمر الدكتاتور نيكولاي تشاوشيسكو بهدم مئات المنازل، والاستعاضة عنها بمبان وعمارات سكنية في إطار خطة للتوسع الحضري، واضطر الأهالي للانتقال إلى شقق صغيرة، والتخلي عن كلابهم.