شهد العديد من المدن السورية يوماً جديداً من الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد، انطلقت بعد صلاة الجمعة، ضمن ما يُطلَق عليه "جمعة الحرية"، سقط خلالها من بين 12 – 17 قتيلاً على الأقل، برصاص قوات الأمن، وفق ما أكّد شهود عيان ومصادر حقوقية. وقال ناشط حقوقي لشبكة CNN: إن تسعة أشخاص لقوا حتفهم في مدينة "حمص"، غربي سوريا، عندما فتحت قوات الأمن النار على مئات المحتجّين، فيما سقط ثلاثة قتلى في مناطق أخرى، بينهم قتيل على الأقل بمنطقة "الصنمين"، قرب مدينة "درعا"، التي انطلقت منها الاحتجاجات المناهضة لنظام الأسد. وتشهد سوريا مظاهرات شعبية حاشدة، انطلقت أساساً؛ للمطالبة بإصلاحات سياسية وديمقراطية، وهي أكبر حركة احتجاجية على الإطلاق يواجهها نظام الرئيس بشار الأسد، منذ تولّيه رئاسة الدولة خلفاً لوالده حافظ الأسد، قبل ما يقرب من 11 عاماً. وأفادت تقارير حقوقية دولية بسقوط ما يزيد على 850 قتيلاً برصاص قوات الأمن، في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة السورية مؤخّراً عما أسمتها مبادرة ل"حوار وطني شامل" في مختلف المحافظات. واكتسبت الاحتجاجات الشعبية في سوريا زخماً دولياً مؤخذراً، في ضوء إعلان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، فرض عقوبات على الرئيس الأسد وستة من أركان نظامه، تتضمن تجميد أيّ أموال خاصة بهم في الولاياتالمتحدة وحظر التعامل التجاري معهم. كما خصّص أوباما جزءً من خطابه حول "الربيع العربي"، مساء الخميس؛ للحديث عن الوضع في سوريا، حيث دعا الرئيس السوري إلى البدء في عملية الإصلاح والتحوّل في بلاده، أو يتنحّى عن السلطة، مؤكّداً رفض الولاياتالمتحدة "لجوء سوريا لخيار القمع." إلا أن الحكومة السورية ردّت على العقوبات الأمريكية بقولها: إن "تحريض واشنطن يخدم مصالح إسرائيل"، وأن هذه العقوبات "لم ولن تؤثّر على قرار سوريا المستقل"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية. وكانت المعارضة السورية قد دعت، في وقت سابق، إلى تنظيم جمعة جديدة من المظاهرات، وأطلقت مجموعاتها على موقع "فيسبوك"، على تحرّكات هذا الأسبوع اسم "جمعة أزادي"، التي تعني "حرية" باللغة الكردية، في إشارة إلى التضامن بين الأكراد والعرب في سوريا.