أكد الشيخ الدكتور إبراهيم الدويش الأمين العام لمركز رؤية للدراسات الاجتماعية، أن العنف الجنسي يحتل المرتبة السابعة في العنف الأسري في المجتمع السعودي، وذلك وفق نتائج دراسة ميدانية غطت كل مناطق المملكة وأنجزها مركز رؤية للدراسات الاجتماعية بعنوان (العنف الأسري بين المواجهة والتستر). وقال الدويش: إن العنف اللفظي جاء في المرتبة الأولى، واحتل العنف الاقتصادي المرتبة الثانية، وفي المرتبة الثالثة العنف النفسي يليه العنف الاجتماعي ويأتي في المرتبة الخامسة العنف بالإهمال. أما العنف البدني (الجسدي) فجاء في المرتبة السادسة يليه العنف الجنسي في المرتبة السابعة ثم العنف الصحي في المرتبة الثامنة والأخيرة. وأضاف: إن تناولاً إعلامياَ سلبياَ من بعض وسائل الإعلام المقروءة والمرئية لنتائج دراسة مركز (رؤية) عن العنف الأسري أظهر العنف الجنسي وكأنه في مقدمة أنواع العنف الأسري في المجتمع السعودي. ونوه إلى أن إدارة الإعلام بمركز(رؤية) تلقت اتصالات من بعض الفضائيات العربية لاستضاف ة بعض باحثيهم في برامج تلفزيونية للحديث عن العنف الجنسي في المجتمع السعودي بعيداً عن كونه يحتل المرتبة السابعة وقبل الأخيرة في ترتيب أنواع العنف الأسري، فاعتذرت إدارة الإعلام عن ذلك. وأضاف أن مبرر المركز هو " إنكم تدفعون بالعنف الجنسي إلى الصدارة بغرض الإثارة وهذا ما يتنافى مع نتائج دراستنا ومع أخلاقيات البحث العلمي".
وقال الدويش: لقد قلنا مراراً وتكراراً:"إن نتائج الدراسات الاجتماعية ليست قطعية أو أنها حقائق نهائية، بل تبقى المسألة نسبية قابلة للتغيير، وهذا غاية في الأهمية عند استعراض القضايا الاجتماعية وتذكير المتلقي بذلك بين فترة وأخرى". وانتقد الدويش الطريقة التي يتم بها النظر إلى مشكلات المجتمع السعودي في وسائل الإعلام، موضحا: هناك خلل عند النظر في أي قضية حيث يتم تضخيمها أو تسطيحها. وتساءل الدويش:" بأي حق يتجرأ بعض الإعلاميين السعوديين على مجتمعهم؟! فقد نجد مثلاً صحافياً يمسك بحادثة عنف أسري معينة ويكتب عنها تحقيقاً صحفياً مطولاً بعناوين ساخنة مفادها ارتفاع نسبة العنف الأسري في المجتمع السعودي بناء على واقعة فردية جرى تضخيمها. وأضاف: "ونحن هنا لا ننفي فرضية ارتفاع نسبة العنف الأسري في المجتمع السعودي أو نثبتها، لكن لكي أنفي ذلك أو أثبته أحتاج إلى حقائق وإحصائيات عن طريق دراسة علمية ميدانية يقوم بها أهل الاختصاص". وأضاف الدويش:" يتحمل أهل الاختصاص من شرعيين وتربويين واجتماعيين وعلماء نفس المسؤولية، وعموماً المختصون في العلوم الإنسانية بغيابهم وانزوائهم هم السبب في تلك الفوضى في وسائل الإعلام عند تناول المشكلات الاجتماعية، وأقول لهم: أين أنتم عن مجتمعكم بالعلم الذي تحوزونه؟ وأشار الدويش إلى أن المجتمع السعودي يعاني ضعف قيمة المعلومة الصحيحة في واقعنا، بل وقلة الحرص على مصداقيتها حتى عند الغالبية من المثقفين بل والمصلحين وللأسف، قائلاً: " ولا أدري أي إصلاح هذا الذي سيقوم على مجرد التخرص والتحليلات والاجتهادات الشخصية". وقال: " وأخطر العقبات من وجهة نظري: إشكالية البحث العلمي عند بعض الأكاديميين أنفسهم المختصين بالعلوم الإنسانية من فتور وكسل، وعدم مصداقية، واتكالية بل وارتقاء على جهود الباحث والزميل غير السعودي ما يسمى أحياناً ب (عقود الباطن)، وعدم جدية بعض الباحثين والمتخصصين في القيام بتنفيذ الدراسات على وجهها الصحيح والتساهل في ذلك". وأضاف: " فالمعروف أن البحوث والدراسات تحتاج إلى وقت طويل قد لا يملكه البعض بسبب كثرة الانشغال والارتباطات بالعلاقات الاجتماعية والتي هي سمة بارزة لدى المجتمع السعودي، ربما أثرت في كثير من الطاقات والمواهب البشرية".