أفاد ناشطون حقوقيون وشهود عيان أن ستين شخصاً قُتِلوا وأُصيب العشرات الجمعة لدى قيام قوات الأمن السورية بإطلاق النيران؛ لتفريق متظاهرين في مدن عدة. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن المصادر، قولها: إن ثمانية قتلى سقطوا في مدينة أزرع في محافظة درعا، وقتيل تاسع في مدينة الحراك في المحافظة ذاتها، بينما قُتِل ستة آخرون في مدينة دوما القريبة من دمشق. وتحدَّثت معلومات من مصادر حقوقية لم يتسنّ التأكد منها بعد عن سقوط عدد آخر من القتلى والجرحى في مدينة حمص ومناطق المعضمية وزملكا والقابون في دمشق. وأفاد شهود عيان بوقوع أربعة قتلى على الأقل، وهم: محمد مصطفى رعد، أحمد موسى الياسين، يمان الآغا وناصر الحوري، إضافة إلى ثلاثين جريحاً؛ نتيجة إطلاق النار على تظاهرة احتجاجية في منطقة الحجر الأسود، إحدى ضواحي دمشق. ولم يتم التأكّد من جهات محايدة من عدد الضحايا. وحاول متظاهرون قادمون من منطقة دوما وحرستا وجوبر دخول ساحة العباسيين من جهة الجنوب قرب سوق الهال الجديد، الأمر الذي أدّى إلى اشتباك مع عناصر الأمن، حيث لم يبلّغ عن إصابات. وذكر شهود عيان من درعا أن "بين سبعة وعشرة آلاف متظاهر خرجوا من جميع الجوامع باتجاه ساحة السرايا في مركز مدينة درعا". وأفاد شاهد عيان- يقول: إن اسمه ياسر من بلدة أزرع في محافظة درعا- بوقوع نحو 16 قتيلاً؛ إثر إطلاق قوات الأمن النار على المتظاهرين، ولم يتسنّ التأكّد من المعلومات، وأشار الناشط إلى أن المتظاهرين ردّدوا هتافات تطالب "بحلّ الأجهزة الأمنية وإسقاط النظام". كما ردّدوا هتافات تدعو إلى "إلغاء المادة الثامنة من الدستور" التي تنصّ على أن "حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب القائد في المجتمع والدولة"، وأطلقت القوات السورية النار على متظاهرين في مدينة حماة؛ لمنعهم من الوصول إلى مقرّ حزب البعث في المدينة. وأكد شهود عيان أن خمسة أشخاص على الأقل جرحوا برصاص قوات الأمن في دوما. وقال الشهود: إن "قوات الأمن قامت بإطلاق النار أولاً في الهواء؛ لتفريق التظاهرة ثم مباشرة على المتظاهرين"، مشيرين إلى سقوط "خمسة جرحى على الأقل، معظمهم أصيبوا في أرجلهم"، وتابعوا أن أحد الجرحى "أُصيب إصابة خطيرة في رأسه". وكان ناشطون جدَّدوا دعوتهم للسوريين إلى التظاهر اليوم "الجمعة العظيمة" غداة صدور مراسيم إصلاحية تتعلّق بإنهاء العمل بحالة الطوارئ وإلغاء محكمة أمن الدولة العليا، وتنظيم حقّ التظاهر السلمي. وأفاد شهود عيان أن أجهزة الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع؛ لتفريق حشد من المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية في مركز مدينة دمشق. في هذه الأثناء دعت واشنطن الرئيس السوري بشار الأسد إلى ضرورة القيام بخطوات جديدة ملموسة؛ لتحقيق الإصلاحات السياسية التي يطالب بها الشعب السوري، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر: إن على الأسد "القيام بالمزيد، أو إفساح المجال لآخرين بالقيام بالمزيد".