كشف مفسر الأحلام إبراهيم الرويس أن الرؤى تواترت لي أن ليلة 27 رمضان هي ليلة القدر هذا العام، والله أعلم. لكن استدرك قائلاً ل"سبق": "هذا لا يمنع الاجتهاد في بقية الليالي، تفسير الرؤى ظني وليس جزمياً، ونحن لا ندعي الغيب فالله أعلم وهذه تفسيرات للرؤى".
وقال الدكتور يوسف بن دخيل الله الحارثي عضو الجمعية السعودية للدراسات والبحوث الدعوية الخبير بتفسير الرؤى والأحلام: "تكاثر الناس في سؤال المعبرين عن الرؤى التي تحدد ليلة القدر، وقد تنوّعت التفسيرات في الليالي هذا العام وغيره من الأعوام، وهذا أمر طبيعي فقد كان هذا هدي أصحاب النبي عليه أفضل الصلاة والسلام".
واستشهد "الحارثي" على ذلك. وقال: فعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رِجَالاً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أُرُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْمَنَامِ فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ؛ فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيَهَا فَلْيَتَحَرَّهَا فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ».
وأضاف: "هذا يدل على جواز الاستئناس بالرؤى وعدم التعويل عليها؛ لأنها مِن الْمُبَشِّرَات، ولا يُجزَم معها بشيء، ولا يتكل العبد عليها ويترك العمل. فمع إمكانية معرفة ليلة القدر عن طريق الرؤيا، وعن طريق العلامات التي تُعرَف بها ليلة القدر. كما قالت عائشة رضي الله عنها: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: أرأيت إن عَلِمْتُ ليلة القدر، ما أقول؟ قال: «قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني». رواه الإمام أحمد والنسائي بسند صحيح".
لكن مع إقرار النبي لذلك فقد قال صلى الله عليه وسلم: «أرى رؤياكم قد تواطأت في العشر الأواخر؛ فمن كان مُتَحَرِّيها فليتحَرّها من العشر الأواخر». وفي حديث عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تَحَرّوا ليلة القدر في الوتر مِن العشر الأواخر من رمضان». رواه البخاري ومسلم. وهذا لفظ البخاري.
واعتبر "الحارثي" أن هذه الأحاديث تدُلّ على أن ليلة القدر تنتقل بين ليالي العشر، وبين ليالي الوتر خاصة. واستشهد بقول ابن عبدالبر: فهذا يدل على أن ليلة القدر تنتقل. اه.
وقال: إن ما في حديث ابن عمر وغيره من تتابُع الرؤى على أنها ليلة سبع وعشرين، محمول على تلك السنة التي رأوا فيها الرؤيا. فمع تحريها والْتِماسها وفيه دليل على إخفاء ليلة القدر؛ حتى يجتهد الناس في العبادة في كل ليالي العشر ولا يتكلون ويعتمدون على ليلة واحدة من خلال رؤية قد تكون صادقة أو كاذبة، وقد يكون المعبر اجتهد وأخطأ في تعبيره؛ وقوله صلى الله عليه وسلم: «وعسى أن يكون خيرًا لكم» يعني: عدم تعيينها لكم، فإنها إذا كانت مُبْهَمَة اجتهد طُلابها في ابتغائها في جميع مَحَالّ رَجائها؛ فكان أكثر للعبادة، بخلاف ما إذا عَلِمُوا عَينها؛ فإنها كانت الهمم تَتَقَاصَر على قيامها فقط.
وقال: اقتضت الحكمة إبهامها لتعم العبادة جميع الشهر في ابتغائها، ويكون الاجتهاد في العشر الأواخر أكثر.