حلق الموهوبون السعوديون مجدداً في سماء الأولمبياد الدولي للرياضيات (APMO) ال54 ورفعوا علم المملكة بعد حصولهم على أربع ميداليات برونزية، وتحقيقهم المركز 42 من بين 99 دولة بمجموع 547 طالباً وطالبة من خمس قارات شاركت في الأولمبياد، الذي استضافته كولومبيا خلال الفترة من 18-28 يوليو 2013م. وحصد أربعة طلاب من بين ستة مثلوا المملكة في مشاركتها بالأولمبياد الدولي للرياضيات الميداليات، وهم: اليزيد البسيوني، إبراهيم عبد الحفيظ خان، وعبد الرحمن الحربي، وسامح طه زواوي.
ويأتي هذا الإنجاز الوطني الكبير إثر تنفيذ خطة متكاملة من اختيار الطلاب وتدريبهم وتهيئتهم لهذه المسابقة العالمية، التي أشرف عليها خبراء ومختصون من مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" ووزارة التربية والتعليم بمشاركة مدربين دوليين.
وجاء الإنجاز السعودي هذا العام بالمركز 42 من أصل 99 دولة ب84 نقطة، بعد أن احتل المركز 29 من أصل 101 دولة ب105 نقاط (2012)، المركز 70 من أصل 101 دولة ب 53 نقطة (2011)، 76 من أصل 96 دولة ب 67 نقطة (2010)، لم تشارك (2009)، 94 من أصل 97 دولة ب8 نقاط (2008)، 91 من أصل 93 دولة ب5 نقاط (2007).
واعتبر وزير التربية والتعليم نائب رئيس مؤسسة الملك عبد العزيز للموهبة والإبداع "موهبة" الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد هذا الإنجاز الوطني تتويجاً لجهود المملكة في السعي الحثيث للعناية بالموهوبين ورفع مستوى التعليم، وهنأ الوطن قيادة وشعباً والفائزين وأسرهم وبيئاتهم التعليمية ومدرسيهم والقائمين على تدريبهم وتأهيلهم من خبراء موهبة ووزارة التربية والتعليم.
وقال: "إن المشاركة في هذه الأولمبياد الدولية وغيرها بمثابة مشروع وطني استراتيجي لبناء جيل من الشباب السعودي من خلال التنافس العلمي والتأهيل والتدريب وتطوير وتفعيل الطاقات الوطنية الشابة وتنمية ذكائها العلمي وقدراتها على التحليل والوصول إلى الحلول بفكر مبدع يبدأ بالتميز ويتصاعد إلى الإبداع والتألق".
وأكد أن هذا الإنجاز برهن على أن الفريق السعودي لم يكن مجرد مشارك بل منافس قادر على ترك بصمة سعودية، ووضع نوابغ المملكة على منصات التتويج رغم حداثة مشاركات المملكة في الأولمبياد الدولي للرياضيات، ما يؤكد قدرة المبدع السعودي على التميز وتحقيق الإنجازات في أزمنة قياسية تقطع المراحل للدخول إلى إلى مرتبة النجاحات.
ومن جهته، قال رئيس الفريق السعودي المشارك في أولمبياد الرياضيات الدكتور فوزي الذكير أن المملكة شاركت بفريق مكون من ستة طلاب هم: اليزيد إبراهيم بسيوني، عبد الرحمن محمد الحربي، سامح طه زواوي، إبراهيم عبد الحفيظ خان، الزبير محمد حبيب الله، علي حسين الناصر. وأن المشاركة في أولمبياد (IMO) تأتي ضمن برنامج الأولمبياد الدولي للرياضيات الذي يجسد الشراكة الفاعلة بين وزارة التربية والتعليم ومؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة".
وأشاد بدعم الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود لهذه الشراكة لخدمة مبدعي وموهوبي الوطن، وحرص سموه على إتاحة الفرصة لجميع طلاب المملكة للمشاركة والتنافس في المسابقات والأولمبياد الدولية لتأهيل نوابغ سعوديين في الرياضيات، وقال: "كما أحب أن أشكر موهبة ووزارة التربية التعليم، معالي الدكتور د. خالد السبتي والدكتور محمود نقادي، والدكتور عبد العزيز الحارثي، وكذلك جميع مدربي الفريق الذي كان لهم دور بارز في هذا الإنجاز".
وعمل على تدريب الفريق عدد من المدربين المختلفين طيلة فترة التحضير التي تجاوزت أشهراً عدة، وكان لمدرب الفريق الدكتور مالك طالبي من جامعة الملك سعود دور فعّال وبارز في التأهيل والتدريب.
وتحقق الفرق السعودية بذلك في الرياضيات والفيزياء والكيمياء 8 ميداليات في ظرف أسبوعين تقريباً، في أقوى المسابقات الدولية لطلاب المرحلة الثانوية في هذه المجالات، لتعكس الحضور الإبداعي السعودي الشاب في ميادين العلوم العالمية.