كشفت مجموعة "نيوز كورب " التي يملكها إمبراطور الإعلام في أمريكا روبرت مردوخ ، عن استحواذها على 10 % من حصة شركة روتانا السعودية التي يملكها الأمير الوليد بن طلال، بمبلغ 70 مليون دولار بعد مفاوضات سرية استمرت لنحو عامين. وينتظر أن ترتفع النسبة خلال العامين المقبلين إلى 20 % من أسهم الشركة والتي ستضم بينها صفقة قنوات روتانا التلفزيونية وشركة روتانا للصوتيات . ولم تعد صفقة بيع أسهم من شركة روتانا سرية، إذ إن المفاوضات التي انطلقت بعيداً عن الأضواء قبل سنتين، تسربت إلى الإعلام الذي بدأ منذ وقت ليس بقصير برصد عجز شركة روتانا عن الإيفاء بإلتزاماتها تجاه فنانيها، الأمر الذي انعكس على علاقتها بهم كشركة إنتاج، فضلاً عن المأزق الذي تمر به قنوات روتانا، التي إتخذت قرارات مصيرية لم تزد إلا في تراجعها عن خارطة الإعلام العربي، لا سيما مع إلغاء قناة "روتانا موسيقا" لأهم برامجها، وصرف عدد كبير من نجومها وتبديل إدارتها وإبعاد أسماء كبيرة وتحجيم بعضها الآخر. وأكدت مصادر من داخل روتانا أن روتانا حاولت تعويض خسارتها من خلال استحداث قسم خاص بإنتاج الحفلات الغنائية، إلا أنها منيت بخسارة أكبر، ما دفع الشركة إلى إتخاذ قرار جدي بتحجيم القسم . وبينت المصادر أن مشاكل الشركة المالية انعكست على حجم الإصدارات هذا العام والعام الماضي، ولم تشهد الأسواق أي ألبومات جديدة لفنانينها الكبار الذين بدأوا في التسرب إلى شركات إنتاج أخرى، إلى جانب عدم إنتاج كليبات مميزة وبميزانيات ضخمة كالسابق . وعللت شركة روتانا العام الماضي عن تسريحها لأعداد كبيرة من موظفيها المهمين في جميع قطاعات الشركة إلى خطة جديدة للهيكلة وتطويرأداء الشركة، رغم نفي العديد من كبار مسؤوليها أسباب التسريح التي ذكرتها، مؤكدين أن الشركة تمر بضائقة مالية كبيرة، وستقوم ببيع جزء من أسهمها للإمبراطورية الإعلامية " نيوز كورب" العالمية التي بدأت في محاولات للاستحواذ على أكبر قدر ممكن من أسهم الشركة السعودية التي كانت خلال السنوات الماضية من أقوى وأشهر الشركات في المجال الإعلامي في العالم العربي.