لم تعد صفقة بيع اسهم من شركة روتانا سرية، اذ ان المفاوضات التي انطلقت بعيدا عن الاضواء قبل سنتين، تسربت الى الاعلام، الذي بدأ منذ وقت ليس بقصير برصد عجز الشركة عن الايفاء بالتزاماتها تجاه فنانيها، إن لناحية دفع مستحقاتهم أو لناحية انتاج اعمالهم، الامر الذي انعكس على علاقتها بهم كشركة انتاج، فضلاً عن المأزق الذي تمر فيه قنوات روتانا، التي اتخذت قرارات مصيرية لم تزد الا في تراجعها عن خارطة الاعلام العربي، لاسيما مع الغاء قناة «روتانا موسيقى» لأهم برامجها، وصرف عدد كبير من نجومها وتبديل ادارتها وتطيير اسماء كبيرة وتحجيم بعضها الاخر. معلومات اكدت ل«القبس» ان حوالي 20 في المائة من اسهم شركة روتانا تم بيعها بالفعل، بينما تجري المفاوضات منذ أكثر من سنتين بين الأمير الوليد بن طلال صاحب شركة «روتانا» وروبرت مردوخ صاحب الامبراطورية الإعلامية «نيوز كورب» لشراء حصة من قنوات «روتانا»، حيث سيتم الاعلان عن خواتيم الصفقة في نهاية هذا العام، حيث ستضم الصفقة قنوات روتانا التلفزيونية وشركة «روتانا للصوتيات». «روتانا للصوتيات» أزمة عقود على الرغم من تكتم القيمين على شركة روتانا على حجم الازمة المالية التي تمر بها الشركة، الا ان مصادر داخل الشركة اكدت ل«القبس» ان الازمة الحالية التي تضرب الشركة هي اكبر من سابقاتها، وهو أمر لم يحاول فنانو الشركة المدللون اخفاءه، اذا فضلت الفنانة نوال الزغبي التخلي عن مبلغ يفوق المليون دولار مقابل الغائها العقد مع الشركة التي اتهمتها بالتقصير معها، وبعدم دفع مستحقاتها. كما اكدت الفنانة اصالة انها لن تعود للشركة حتى لو دفعت لها ملايين الدولارات، فيما اطلقت الفنانة فلة صرخة الى الامير الوليد بن طلال ناشدته فيها الوقوف في وجه من يحاول عرقلتها داخل الشركة. ولعل الموقف الابرز كان للنجم وائل كفوري، الذي تمرد على الشركة وخرج عن طوعها ليصبح من المغضوب عليهم، باقل الخسائر، خصوصا ان زملاءه الذين فضلوا البقاء في الشركة لم يكونوا بحال افضل. فقد شكت انغام من امتناع الشركة عن دفع باقي تكاليف كليبها الاخير الذي صورته في بيروت، وامتنعت الشركة عن اكماله بسبب عدم تمكنها من دفع تكاليفه، لينقطع التصوير وتعود الفنانة الى بلدها قبل ان يحل الموضوع بعد تغيير مكان التصوير. وتبقى الفنانة هيفاء وهبي التي وقعت عقداً منذ اشهر قليلة مع الشركة الخاسرة الكبرى، اذ ان الشركة ركنتها جانباً ولم تطلق من خلالها اي عمل رغم مرور اشهر طويلة على توقيع العقد. بذور الازمة لم تبدأ مع الازمة الاقتصادية العالمية، بل سبقتها الى ذلك لأسباب عدة، اهمها الاستراتيجية التي اتبعتها الشركة بالسيطرة على الفن في العالم العربي، من خلال استقطاب نجوم الدرجة الاولى والعاشرة على حد سواء، وضمهم الى الشركة بعقود بعضها خيالي، ادى الى تراجع الشركة مادياً، خصوصاً مع القرصنة عبر شبكات الانترنت التي اثرت على حجم المبيعات، واوقع سوق مبيعات الالبوم في خسارة كبيرة. روتانا التي حاولت تعويض خسارتها من خلال استحداث قسم خاص بانتاج الحفلات الغنائية، مني بخسارة كبيرة ما دفع بالشركة الى اتخاذ قرار جدي بتحجيم القسم الذي كبّد الادارة خسائر مع مغالاته في دفع اجور الفنانين في حفلات كانت ضعف الاقبال الجماهيري عليها قاسم مشترك بينها. ركود فني ومشاكل بالجملة مشاكل الشركة المالية انعكست على حجم الاصدارات هذا العام، فلا ألبومات جديدة، ولا كليبات الا اذا شارك الفنانون في تكاليفها، ولا حفلات ناجحة، ما دفع بالفنانين الى الاختباء وراء مشاكلهم الشخصية لتعويض خساراتهم الفنية. طلاق الفنانة نوال الزغبي وتراشق الاتهامات مع زوجها ايلي ديب، خلاف الفنانين فضل شاكر وراغب علامة الذي استدعى تدخل شخصيات سياسية اهمها قائد الجيش اللبناني، خلاف الفنانة ميليسا ومدير اعمالها جان صليبا مع شركة روتانا واتهامهما للشركة بالتعامل معهما من منطلق الكيدية، وتمرد ميليسا اللاحق على صليبا لمصلحة روتانا، خلاف الفنانين محمد عبده وملحم بركات الذي وصل الى اروقة القضاء، سجن الفنان زياد برجي والافراج عنه لاحقا بكفالة مادية، وغيرها من المشاكل الفنية التي شغلت الصحافة عن الركود الفني لمصلحة خلافات الفنانين التي ابقتهم في الواجهة رغم اعتكاف اغلبهم عن تقديم اعمال جديدة.