أطلقت القوات السورية النار في الهواء، يوم الاثنين، لتفريق احتجاج مؤيد للديمقراطية في مدينة درعا الجنوبية، حيث يريد الإصلاحيون الإطاحة بحكم عائلة الأسد المستمر منذ 41 عاماً. ولم يعلق الأسد علانية على الاحتجاجات التي امتدت إلى مدينة اللاذقية الساحلية وإلى مدينة حماة وسط سورية، لكن مسؤولين يقولون: إنه سيلقي كلمة خلال اليومين القادمين وسط تكهنات بأنه قد يلغي قانون الطوارئ. وتدفقت حشود على الميدان الرئيسي في درعا يوم الاثنين، وهم يرددون هتافات تطالب بالحرية وترفض قانون الطوارئ. وقال سكان: إن قوات الأمن أطلقت النيران في الهواء لعدة دقائق، لكن المتظاهرين عادوا بعد توقف إطلاق النيران. ولم يتضح على الفور ما إذا كانت قد وقعت إصابات أو خسائر في الأرواح. وتعليقاً على الأحداث المتطورة في سورية، قال نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي دينيس مكوندو أمس الاثنين: إن الولاياتالمتحدة تنتظر من الحكومة السورية احترام حقوق السوريين في الاحتجاج بصورة سلمية. واعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن الأحداث في سورية تبعث على "القلق العميق" لكنها استبعدت تدخلاً على غرار ما يحدث في ليبيا. وذكرت منظمة العفو الدولية يوم الجمعة أن 55 شخصاً على الأقل قتلوا منذ ذلك الحين في منطقة درعا استناداً إلى "مصادر يعتد بها". وأشارت المنظمة يوم الاثنين إلى تقارير غير مؤكدة إلى أن 37 شخصاً آخرين قتلوا منذ ذلك الحين في احتجاجات في دمشق واللاذقية ودرعا وأماكن أخرى. وقال شهود عيان من سكان درعا: إن الجيش والشرطة السرية أرسلوا تعزيزات إلى المدينة يوم الاثنين. وتقوم الشرطة بحملة اعتقالات فيما تقف 20 حافلة تابعة لأمن الدولة على الجسر الرئيسي بالمدينة. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن نائب الرئيس فاروق الشرع قوله: إن الرئيس السوري بشار الأسد سيعلن قرارات مهمة خلال اليومين القادمين "تطمئن كل أبناء الشعب" لكن الدبلوماسيين ليسوا متأكدين من الطريقة التي سيتعامل بها طبيب العيون المتعلم في بريطانيا مع الأزمة. وقال دبلوماسي رفيع في دمشق: "أعتقد أنه لم يقرر ما إذا كان سيظهر على التليفزيون ليحاول نزع فتيل الموقف أو اختيار نهج قمعي أكثر وحشية". وأضاف: "لا أتوقع أن يلغي الأسد قانون الطوارئ دون أن يضع بديلاً بنفس السوء". وقال مأمون الحمصي الذي سُجن لمدة خمس سنوات لمطالبته بحريات سياسية أوسع لرويترز من منفاه في كندا: "الأسد يتعرض لضغوط داخلية وخارجية. هو أعد خطة تعطي للرأي العام الانطباع بأنه بدأ الإصلاحات". وقال وهو يستشهد بمعلومات حصل عليها من أشخاص مقربين من نظام الأسد: "بدلاً من قانون الطوارئ سيكون قانون مكافحة الإرهاب". ونشر الأسد الجيش في اللاذقية، وهي ميناء رئيسي في سورية، وتوجد بها حامية عسكرية كبيرة، للمرة الأولى يوم الأحد بعد قرابة أسبوعين من الاحتجاجات، في مؤشر على تنامي قلق الحكومة تجاه قدرة قوات الأمن على حفظ النظام هناك. عنف طائفي وقال عارف دليلة المعارض السوري والعميد السابق لكلية الاقتصاد بجامعة دمشق والسجين السياسي السابق يوم الاثنين: إن بعض الشخصيات الدينية السنية والعلوية وشخصيات المجتمع المدني التقت في مدينة اللاذقية السورية، عملاً على احتواء العنف الطائفي في المدينة. وقال دليلة لرويترز في اتصال هاتفي من دمشق: إن الوضع يبدو هادئاً يوم الاثنين بعد أن تدخلت بعض الشخصيات الدينية وشخصيات المجتمع المدني. وقال: إنه أُبلغ أن الحافلات تعمل والأعمال عادت لطبيعتها في منطقة الجامعة في اللاذقية. ومع تنامي الضغوط الغربية على سورية، وهي حليف وثيق الصلة بإيران، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان يوم الاثنين: إن الرئيس الأسد لم يرد عليه "بسلبية" عندما حثه على الاستماع إلى شعب سورية، وذلك في مكالمتين هاتفيتين على مدى الأيام الثلاثة الأخيرة. وقال أردوجان: "قال الرئيس الأسد: إنهم يعملون على رفع حالة الطوارئ لتلبية المطالب. قالوا لنا: إنهم يعملون من أجل تشكيل أحزاب سياسية.. نأمل أن تنفذ هذه الإجراءات بالفعل وألا تظل وعوداً". وأضاف: "لم نتلق رداً سلبياً عندما شجعنا الأسد على الاستماع لصوت الناس. أتمنى أن يعلن الأمر اليوم أو غداً". ويواجه الرئيس بشار الأسد (البالغ من العمر 45 عاماً) نداءات لرفع قوانين الطوارئ التي تستخدم منذ عام 1963 لتضييق الخناق على المعارضة السياسية وتبرير الاعتقال التعسفي وإطلاق العنان لجهاز أمن منتشر في كل مكان. ويريد المحتجون الإفراج عن السجناء السياسيين والكشف عن مصير عشرات الآلاف من المعارضين الذين اختفوا في الثمانينات.