وجهاً لوجه بين تيارين مختلفين ,مناظرة هي الثانية من نوعها بمنطقة الجوف والأولى على مستوى المملكة تقيمها جمعية الثقافة والفنون بمنطقة الجوف بين كلاً من الدكتور محمد بن يحيى النجيمي أستاذ الفقه في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامي والناشط المعروف في مجال الدعوة وقضايا الدين والمجتمع عبر وسائل الإعلامي المحلية والعربية المختلفة،والدكتور عبدالرحمن الحبيب الناشط الاجتماعي والثقافي في العديد من القضايا الهامة والحساسة على المستوى المحلي. وسيكون مقر المناظرة بمركز آل كايد الثقافي بسكاكا بعد غد الأربعاء بعد صلاة المغرب , فيما ستنقل عبر الدائرة التلفزيونية بالقسم النسائي بالمركز. محور المناظرة"المسرح السعودي بين الضرورة والترف في ظل غياب العنصر النسائي والتأثيرات الموسيقية"ويدور الجدل حول المؤثرات الموسيقية والإصرار على دخولها في العروض المسرحية، ومابين التفسيرات المختلفة والقراءات المتباينة لعدد من مضامين النصوص والأعمال المسرحية، تبرز أهمية المناظرة المرتقبة في جمعية الثقافة والفنون بالجوف. كما وتكتسبُ المناظرة التي أعلنت عنها جمعية الثقافة بالجوف أهميتها بالإضافة إلى قوة وأهمية المحور، وجود عَلمين بارزين من أعلام الفكر والثقافة السعودية واللذان يمثلان تيارات فكرية مختلفة، ولهما صولات وجولات في ساحة الجدليات الفكرية عبر وسائل الإعلام ومشهودٌ لهما بجرأة الطرح ووضوح الرأي واحترام الآخرين. وحول المناظرة, ذكر مدير المناظرة الأستاذ جلال خالد الخيرالله مقرر الفنون التشكيلية بالجمعية والناشط الاجتماعي إن فكرة المناظرة تبادرت لذهنه لكسر الروتين والملل بالمحافل المنبرية وبالذات بعد عزوف الكثير من المتلقين عنها مؤكداً إن هناك جيل قادم من المثقفين يحمل رؤى للمستقبل الثقافي بالمملكة مضيفاً إن المناظرة الأولى وكانت بعنوان:" الحداثة وتاريخها" التي أدارها بين الشاعر الدكتور صالح السعدون والأديب والمفكر زياد السالم لقيت حضوراً منقطع النظير وكان الحوار ممتعنا وثري وقد استفاد منها المتلقين وحظيت على إعجابهم.
وذكر النجيمي إن مناظره الدكتور عبدالرحمن الحبيب يحمل فكراً لبرالياً،معجباً بصراحة ووضوح الحبيب مؤكداً بالوقت ذاته إيمانه بالتوجه العام للانفتاح والمكاشفة والشفافية، فيما أبدى استنكاره لتغييب الدعاة والإسلاميين عن المنابر الثقافية والأدبية من خلال سيطرة تيار معين على كراسيها وتحكمهم بالأسماء والموضوعات المثارة في برامجها. أما الدكتور عبدالرحمن الحبيب أشترطً ان تكون المناظرة في إطار الاحترام المتبادل والاعتراف بالآخر وحقه في الاختلاف، والابتعاد عن المشاحنة والغوغائية أو مصادرة رأي الآخر"،معبراً عن احترامه الشديد للطرف الآخر في المناظرة. الجدير بالذكر،إن جمعية الثقافة والفنون بمنطقة الجوف لم يمض على تأسيسها ستة أشهر وقد بدأت تطرح طروحات ثقافية في المجال الثقافي السعودي تقتدي بها الجمعيات والمؤسسات الثقافية على المستوى المملكة التي فاقت أعمارها العشرين عاماً فهمي أول من طرح فكرة المناظرة الفكرية بين تيارات فكرية مختلفة عبر مؤسسة رسمية وتسليط الضوء على قضايا جريئة تشغل فكر المثقف السعودي منذ أمد بعيد ليس هذا فحسب بل إنهم يحاولون إيجاد الحلول لتلك القضايا.