مابين غياب أو تغييب المرأة السعودية عن خشبة المسرح السعودي، ومابين الجدل حول المؤثرات الموسيقية والإصرار على دخولها في العروض المسرحية، ومابين التفسيرات المختلفة والقراءات المتباينة لعدد من مضامين النصوص والأعمال المسرحية، تبرز أهمية المناظرة المرتقبة في جمعية الثقافة والفنون بالجوف. حيث سيتقابل وجهاً لوجه بعد صلاة العشاء من يوم الثلاثاء 9 3 1431ه في جمعية الثقافة والفنون بالجوف كل من الشيخ الدكتور محمد بن يحيى النجيمي أستاذ الفقه في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامي والناشط المعروف في مجال الدعوة وقضايا الدين والمجتمع عبر وسائل الإعلام المحلية والعربية المختلفة، مع الدكتور عبدالرحمن الحبيب الناشط الاجتماعي والثقافي في العديد من القضايا الهامة والحساسة على المستوى المحلي..يتقابلان في أمسية ثقافية تُصرّ جمعية الثقافة والفنون بالجوف على انتهاجها وإعلان حالة الرفض للأسلوب التقليدي في الأنشطة والبرامج المنبرية التي تقيمها المؤسسات المعنية بالثقافية على مستوى المملكة، حيث يعدُّ ( فنّ المناظرات ) من الفنون الحديثة محلياً وربما حاولت الكثير من المؤسسات المعنية والأفراد الابتعاد عنه والاكتفاء بمحاضرات تعتمد الإلقاء واستماع الحضور بطريقة تقليدية قد تقلل كثيراً من أوجه الفائدة من تلك المحاضرات.كما وتكتسبُ المناظرة التي أعلنت عنها جمعية الثقافة والفنون بالجوف أهميتها بالإضافة إلى قوة وأهمية المحور، وجود عَلمين بارزين من أعلام الفكر والثقافة السعودية واللذان يمثلان تيارات فكرية مختلفة، ولهما صولات وجولات في ساحة الجدليات الفكرية عبر وسائل الإعلام ومشهودٌ لهما بجرأة الطرح ووضوح الرأي واحترام الآخرين، (فالنجيمي والحبيب كلاهما غنيٌ عن التعريف)..وحول المناظرات باعتبارها توجه جديد لجمعية الجوف فقد اعتبرها الدكتور عبدالرحمن الحبيب توجه حضاري إيجابي يتماشي مع التوجه العام للانفتاح والمكاشفة والشفافية، ومع التوجه الخاص للحوار الوطني. لكنه يشترط من أجل نجاحها أن " تكون في إطار الاحترام المتبادل والاعتراف بالآخر وحقه في الاختلاف، والابتعاد عن المشاحنة والغوغائية أو مصادرة رأي الآخر"، معبراً عن احترامه الشديد للطرف الآخر في المناظرة، ووصفه بأنه "ناشط منظم ومجتهد وواسع الثقافة الاطلاع". أما توجهات النجيمي الفكرية هو يتفق معه في المبادئ ويختلف في الجزيئات وطرق التنفيذ، ومستوى ودرجة وكثافة علاقة الديني والدنيوي في حياتنا..كما اعتبر اختيار المسرح موضوعاً للمناظرة اختياراً موفقاً جداً فالمسرح من وجهة نظره "من محاور الفن الهامة وإشراك المرأة فيه يدعم التوجه لبناء مجتمع حديث وهو رافد مهم من روافد الثقافة والفنون". من جهته عبّر الشيخ د.النجيمي عن استعداده التام لهذه المناظرة مهما كان الطرف الآخر، فهو كما يصف نفسه "مستعدٌّ للمواجهة ولديه القدرة على طرح كل أفكاره وقناعاته بمنتهى الصراحة والجرأة".. وعن محور المناظرة أكّد الدكتور النجيمي بأن لديه في هذا المجال كتابات وآراء معينة وفضّل تأجيل الحديث فيها إلى وقت المناظرة، مرحباً بالطرف الآخر الدكتور الحبيب وواصفاً إياها بالجريء في مواقفه وآرائه.. وبحسب الدكتور نواف الراشد فإن هذه المناظرة هي الثانية من نوعها والتي تقيمها جمعية الثقافة والفنون بالجوف في خطتها العامدة إلى تكثيف المناظرات الفكرية ذات الحريّة المسؤولة والتحاور الفكري الراقي الذي يحترم كل رأي مخالف، مقدماً شكره لصاحب الفكرة مقرر الفن التشكيلي الفنان جلال الخير الله ولجميع زملائه في الجمعية وواعداً بالمزيد من البرامج والأفكار ذات البصمة الشابّة الطموحة.