تفاقمت ظاهرة حيلة المكالمات وجائزة ال 200 ألف التي رصدت قبل نحو عامين عبر مكالمات ترد من أشخاص مجهولين "أجانب" بأرقام اتصال محلية، يضللون المواطن بأنه فاز بجائزة مالية، وللحصول عليها يجب عليه تحويل رصيد لرقم معين، أو إرسال رقم بطاقة تعبئة رصيد، أو الكشف عن بعض المعلومات الشخصية، مثل رمز التعريف الشخصي الخاص بتحويل الرصيد، أو رقم الحساب. تفاقم القضية التي تضرر منها مئات المواطنين ونجا كثيرون منها، جاء من خلال ما تبين من اختراق المحتالين لأسرار المواطنين ومعلوماتهم الشخصية، ومع تزايد الاتصالات التي تبين نجاح المحتالين في حيلهم واصطيادهم للضحايا إضافة إلى اكتفاء الجهات المعنية بالتحذير دون اتخاذ أي إجراءات للحماية أو معاقبتهم.
ومما يثير استغراب المواطنين أن المتصلين يقدمون للضحية معلومات سرية عن شريحته، في العامين الماضيين، كانت تقتصر على الرقم في خلف الشريحة وحالياً تطورت للإدلاء بإسم الشخص المسجلة الشريحة بإسمه ورقم هويته ورصيد الشريحة من الشحن والأرقام الأخرى المسجلة باسمه وآخر مكالمات أجراها! ما يثير الدهشة ويبرز التساؤلات عن مدى اختراق النظام أو تعاون المحتالين مع موظفين في شركات الاتصالات.
"سبق" حصلت على تسجيل صوتي لأحد المحتالين خلال تغريره بمواطن قبل نحو يومين.
يقول صاحب التسجيل ل "سبق": تفاجأت باتصال مقيم يقول لي إني ربحت 200 ألف ريال وأنه من شركة الاتصالات السعودية، حيث أدلى باسم صاحب الشريحة ورقم السجل المدني ورصيد الشحن إضافة للأرقام الأخرى المسجلة بنفس الإسم".
وأضاف المواطن: "أمور غريبة، كيف استطاع الحصول على معلوماتي الشخصية؟!".
وطالب المواطن باتخاذ إجراءات أمنية تحد من مثل هذه الاحتيالات والنصب وعدم اكتفاء الجهات المعنية بالتحذير.
وكشف مواطن آخر تفاصيل وقوعه ضحية لأحد هذه الاتصالات، مشيراً إلى أنه يسكن مكةالمكرمة وتلقى قبل نحو أسبوعين مكالمة من مجهول أبلغه من خلالها أنه من شركة الاتصالات السعودية وأنه فاز بجائزة نقدية قدرها 200 ألف ريال.
وقال: "بعدها أبلغني المتصل المجهول ببعض المعلومات الشخصية والسرية ليطمئنني أنه فعلاً موظف بشركة الاتصالات حيث أبلغني بآخر مكالمتين هاتفيتين أجريتها من هاتفي المحمول، كما أبلغني أن لدي رقماً آخر وأعطاني الرقم، ثم طلب مني إخراج الشريحة وأملى علي الرقم الموجود خلفها والمكون من 15 رقماً ما جعلني اطمأن أن المتصل من منسوبي شركة الاتصالات".
وأضاف: "في الأخير بين لي أنه يجب علي من أجل تسلم الجائزة تخطي مرحلتين وسيكون ذلك بعد تلقي رسالة نصية من شركة الاتصالات السعودية على هاتفي المحمول بها رقم سري يجب أن أزوده به متى ما اتصل"، حيث وصلت له رسالة نصية تحمل اسم STC واتصل المواطن بالرقم المجهول وأملى عليه الرقم السري، بعدها طلب منه تخطي المرحلة الأولى وهي تحويل بطاقات شحن بقيمة 3000 ريال، فما كان من المواطن إلا أن اشترى 10 بطاقات شحن، كل بطاقة فيها 300 ريال وذلك بقيمة إجمالية 3000 ريال.
وأكمل: "بعد ذلك طلب المتصل المجهول تخطي المرحلة الثانية وهي تحويل مبلغ 3600 ريال، عندها أحسست أنني تعرضت لعملية نصب منظمة، فحاولت أن أتحدث معهم بأسلوب لطيف لعل وعسى أن يعود لي المبلغ الذي دفعته في بطاقات الشحن إلا أنه رفض وحول مكالمتي لشخص مجهول آخر وعدني بإعادة المبلغ إلا أنه لم يعده ما دفعني لتقديم بلاغ رسمي لمركز شرطة الشرائع بمكةالمكرمة، وزودتهم بالرقم والرسائل.
وفي طريقة احتيال أخرى للاشتراك في الخدمات كشف المواطن محمد الجعيلان أنه وردته رسالة من رقم مجهول على أنه من شركة موبايلي وتطلب اختيار وإرسال أحد رقمين لاستلام الفواتير، في طريقة احتيال للاشتراك في خدمة رسائل، مبيناً أنه أجرى اتصالاً بشركة موبايلي ونفت الرسالة، وقال: زودتها بالرقم وأبلغوني بأنه تم الرفع بالكود للقسم المختص لاتخاذ اللازم.
من جهته حذر المتحدث الرسمي لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات سلطان المالك من التجاوب مع مثل هذه الاتصالات، مشيراً إلى أن الهيئة تكرر تحذيراتها من هذه الاتصالات وتشدد على أهمية إبلاغها وشركات الاتصالات عنها.
وجددت شركة "الاتصالات السعودية" تحذيرها من المكالمات التي ترد من قبل أشخاص مجهولين يضللون العميل بأنه فاز بجائزة مالية.
وقال مدير عام الشؤون الإعلامية نواف بن سعد الشعلاني إن مثل تلك المكالمات المضللة سبق أن حذرت "الاتصالات السعودية" منها أكثر من مرة، عقب بلاغات تلقتها من بعض العملاء تفيد بأنهم تعرضوا لمحاولات استغلال من قبل متصل مجهول، مناشداً العملاء عدم الاستجابة لمثل تلك الاتصالات وعدم الكشف عن معلوماتهم الشخصية عبر مكالمات هاتفية، أو رسائل نصية قصيرة.