نفى أصدقاء الغوّاص إبراهيم عبد الله الجراح، أن تكون فرق حرس الحدود هي التي انتشلت جثة صديقهم الذي كان يرافقهم في رحلة غوص، وأكّدوا أن فريقاً من الغوّاصين المتبرعين هم مَن قام بانتشال الجثة. من جانبه، قال والد الغريق الجراح: "آلمني كثيراً بطء عمليات البحث وآلمني أكثر الضحكات والأحاديث الجانبية بين بعض عسكر حرس الحدود ونحن في لحظة كانت تعتصر لها القلوب، وفي الوقت ذاته أشكر فرق الهلال الأحمر السعودي التي كانت معنا لحظةً بلحظة طوال 12 ساعة التي كنا نبحث فيها عن جثمان ابني إبراهيم, حتى لحظة انتشال جثته ونقلها للمستشفى".
وعن التفاصيل، قال فهيد العطوي مدرب غوص وصديق المتوفى: "أولا أتقدم بخالص التعازي للعم عبد الله الجراح ولأسرته كافة في وفاة زميلنا ابراهيم؛ داعين الله أن يتغمده بواسع رحمته، فقد كان زملائي أحمد الغزواني وعلي الجراح، شقيق المتوفى، ويوسف الفيفي إضافة إلى المتوفى في رحلتهم، وكعادة جميع الغوّاصين قاموا برحلة غوص في أثناء تنزههم في منطقة الثميلة التي كانوا مخيمين فيها، وعند الساعة الحادية عشرة ليلاً من مساء الجمعة نزل الأربعة إلى البحر على مجموعتيْن وبعد ما يقارب نصف ساعة خرج زملاؤه بسبب تزايد حدة الأمواج وفي أثناء وجودهم على سطح البحر بحثوا عن الفقيد ولم يجدوه، وهنا تم إبلاغ حرس الحدود عند الساعة الحادية عشرة والنصف".
وأضاف: "في تلك الأثناء بدأت عمليات البحث وبعد فترةٍ من الزمن وصلت أنا ووالده وأشقاؤه من مدينة تبوك, وعندما حضرت وبصفة الخبرة التي لديَّ في الغوص والشهادات حاولت أن اعرف آلية وعمليات البحث، ولكن ضابطاً برتبة عقيد موجود في الموقع رفض بحجة أن الفرق التابعة لحرس الحدود هي التي تقوم بالمسح، وحاولنا الاستعانة بالغوّاصين الموجودين، ولكن حرس الحدود رفض ذلك؛ مؤكداً أنه تم طلب دعم من محافظة الوجه، وسيصل الدعم بعد أربع ساعات، وهو ما يعتبر أمراً صعبا في زمن يُحسب لإنقاذ أي شخص".
وتابع: "مع تأخُّر الوقت وبدأت شمس الصباح تطلع قررنا نحن الغوّاصين التدخُّل، وتم تحديد موقع الغوص التقريبي، وقام أحد الغوّاصين وهو أحمد الغزواني من زملائي، بالنزول وفعلاً وجد جثة المتوفى عالقة بالمكان الذي حدّدناه بعد 15 دقيقة غوصاً على عُمق 60 قدماً، وهو الأمر الذي كان يرفضه العقيد بعدم تدخلنا".
وأكمل العطوي حديثه: "رغم كل هذه التفاصيل فإننا لا نغفل دور حرس الحدود ولا نضيع جهود أفراد وفرق حرس الحدود الذين شاركوا في عمليات البحث والإنقاذ وهم كثيرون، ولكن أتذكر منهم النقيب نايف الشمري، الذي أبدى تعاطفاً كبيراً معنا وكان يحاول ما بيده لتخفيف الموقف ومساعدتنا".
وعلمت "سبق" أن جثمان الشاب إبراهيم الجراح سيُدفن بعد الصلاة عليه في جامع البازعي بعد عصر اليوم الأحد.