أحرز السعودي يزيد الراجحي وبرفقة ملاحه الفرنسي ماثيو بوميل في سيارة ميتسوبيشي رايسينغ لانسر، فوزه الثالث على التوالي في أرضه والثاني على التوالي في باخا حائل بعدما سجلّ أسرع توقيت خلال الكيلومترات ال 187،7 للمرحلة الثالثة التنافسية والتي أجريت في صحراء تحدي النفود شمال وسط المملكة العربية السعودية, فيما أعلن عن تبرعه بقيمة الجائزة البالغة 100 ألف ريال لصالح جمعية البر بمدينة حائل. وكان الثنائي السعودي والفرنسي بدأ اليوم الأخير في صدارة الترتيب العام المؤقت للسائقين بفارق 6،34 دقائق عن الثنائي السعودي عبدالله باخشب وملاحه اللبناني جوزيف مطر، وتمكنا من البقاء أمام فريق سيارة تويوتا أف،جي كروزر بروتو نموذجية بعد اجتيازهما لمسارات متطلبة في جنوب وشمال حائل، ليحققا إنجاز الفوز للمرة الثانية بفارق بلغ 32،54،3 دقيقة عن عبدالله باخشب الذي عانى من مشاكل ميكانيكية مع نهاية هذا اليوم. ومنح هذا الإنتصار السعودي يزيد الراجحي تقدماً في الترتيب العام المؤقت للسائقين برصيد 4 نقاط غير رسمية على أقرب منافسيه مع نهاية الجولة الأولى من كأس العالم للباخا الكروس كانتري 2010، والتي ستعود منافساتها لتشتعل مجدداً مع باخا روسيا، والذي يطلق عليه تسمية رالي "نورثرن فوريست" أو الغابة الشمالية, والذي سيقام بالقرب من سان بطرسبرغ في روسيا، بعد أقل من أسبوعين. وأكد الملاح الفرنسي بوميل سيطرته على هذا الحدث خلال السنوات الثلاث الأخيرة إذ سبق له أن توج بلقب باخا حائل في العام 2008 مع السائق القطري ناصر صالح العطية على متن سيارة بي،أم،دبليو إكس3 سي،سي تابعة لفريق إكس رايد للراليات بإدارة سفن كوانت، بينما فاز مع الراجحي العام الماضي على متن نيسان بيك أب.
وقال الراجحي : "لقب عزيز وغالي خصوصاً انه يتحقق في السعودية, استطعت المحافظة على لقبي عاماً ثانياً على التوالي ولله الحمد وسط منافسة قوية. السيارة كانت رائعة، وملاحي ماثيو بوميل قام بعمل رائع على المسارات وأنا سعيد جداً لأنني حققت الفوز خلال بداياتي في البطولة وتحديداً ضمن برنامجي في كأس العالم للباخا". وأضاف :"الفوز هنا في المملكة العربية السعودية يجعل الأمر ممتعاً أكثر بالنسبة لي".
اما الإماراتي رائد باقر ونبيل الأحمدي فسجلا ثاني أسرع توقيت في هذا اليوم وتمكنا من التغلب على الضغوط المحلية الكبيرة التي مارستها الفرق السعودية قبل الكيلومترات الأخيرة من النهاية، ليؤكدا صعودهما إلى آخر عتبة على منصة التتويج، بعدما قادا بنجاح سيارتهما ميتسوبيشي ال200 للمركز الثالث. مطير ومتعب الشمري أنهيا المنافسات في المركز الرابع على متن تويوتا لاند كروزر، بينما أكمل خماسي المراكز فرحان غالب الشمري وطارق رماح على متن نيسان.
والبارز ان إنجازات السعوديين لم تقف عن حدود الإستئثار بالمركزين الأول والثاني, بعد أن تمكن الثنائي سامي وعبدالله الشمري, من تحقيق الفوز بلقب سيارات ال "تي2" أي السيارات الشبيهة بتلك الموجودة داخل صالات العرض, على متن باخشب إيسوزو دي ماكس، بعدما إستفاد الثنائي السعودي من تأخر الإماراتي يحيى الهلي وملاحه خالد الكندي، وواقع عدم انطلاق عبدالله الحريز يوم الخميس صباحاً. وسمحت اللجنة التنظيمية لباخا حائل ل 25 سيارة من أصل 27 شاركت في هذا الحدث العالمي بأحد شارة الانطلاق في اليوم الثالث للمنافسات صباح الخميس، بينما أضطر ماجد الغامدي للانسحاب بسبب مشكلة في المحرك، على غرار ما حصل مع صفاء السعدي. بينما أعطت اللجنة التحكيمية السيارات التي لم تتمكن من إنهاء المرحلة الثانية بكاملها عقوبة إضافة 10 ساعات و15 دقيقة إلى توقيتها.
وكالعادة برزت المنافسة بين الثنائي الراجحي وباخشب مع افتتاح مسارات المرحلة الثالثة في قانا، حيث تقدم سائق الميتسوبيشي رايسينغ لانسر مواطنه. بدوره بدأ مطير الشمري هجومه باكراً وتمكن من تجاوز باقروالقطري الشيخ حمد بن عيد آل ثاني لاحتلال المركز الثالث المؤقت في هذه المرحلة، حيث تصبح الرمال أكثر نعومة وتسمح بزيادة السرعة حتى الوصول إلى نقطة الأمان الثانية.
الراجحي كان أول الواصلين إلى نقطة التفتيش في طوية، وتبعه كل من باخشب والشمري، غير أن الشيخ حمد آل ثاني أضطر للتوقف بعد خمسة كيلومترات من نقطة البداية بسبب مشاكل ميكانيكية، ليتقدم الشمري للمركز الرابع والحريز للمركز الخامس. كما تأخر كل من السعوديين عبدالله الدوسري وصالح الصالح، لكنهما أكملا مغامرتهما. وحافظ الراجحي على تقدمه أمام باخشب حتى الوصول إلى نقطة التفتيش، بينما دخل سامي الشمري بصراع شرس مع الحريز على لقب سيارات المجموعة "تي2". وكان يتوجب على الفرق أن تجتاز مسارات مخادعة والعديد من الأودية الصغيرة الوعرة للوصول إلى كثبان رملية عملاقة مع صعود جبل رملي عال. الفارق كان يتضاعف تدريجياً بين الراجحي وباخشب بينما كانت الفرق تتجه جنوباً نحو المحفر، وتمكن باقر من تجاوز الشمري للعودة للمركز الثالث. وبدأت الكيلومترات الأخيرة سريعة مع مسارات رملية ناعمة والعديد من المرور على كثبان رملية، قبل اجتياز مقاطع هبوط أوصلت الفرق إلى خط النهاية.
ولم يواجه الراجحي أي مشكلة وتمكن من انتزاع فوزه الثالث على التوالي (بعد أن سبق له في العام 2008 وان أحرز لقب رالي الشرقية إضافة للقب باخا حائل العام الماضي) على أرضه وأمام جمهوره. بينما وصل باخشب إلى خط النهاية مع مشكلة في القابض الفاصل (الكلتش) مع احتلاله للمركز الثاني، وضربت المأساة سامي الشمري، الذي خسر مركزه بين الخمسة الأوائل بسبب مشكلة ميكانيكية، لكنه عوض خيبته بإحرازه لقب سيارات المجموعة "تي2". ووقع الإماراتي الهلي بدوره في أفخاخ باخا حائل على متن سيارته نيسان باترول بعد نقطة التفتيش عند المحفر، وخسر الكثير من الوقت وتراجع للمركز السابع في الترتيب العام والمركز الثاني ضمن فئة ال "تي2". البريطاني دايفيد مابس تخطى مشكلة مع مبرد المياه يوم الأربعاء ليسجل ثالث أسرع توقيت في المرحلة الأخيرة، غير أن العقوبة التي فرضت عليه أخرجته من المراكز العشرة الأولى.
وأقيم باخا حائل هذا العام تحت رعاية صاحب السمو الملكي الامير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز أمير منطقة حائل، رئيس الهيئة لعليا لتطوير حائل ورئيس اللجنة العليا المنظمة لباخا حائل.