كشفت دراسة حديثة أن العائدات للجريمة أو المرتكبات للجريمة أول مرة هن من العاطلات عن العمل أو لا يتجاوز مصدر دخولهن مبلغ 1000 ريال شهرياً وغالبيتهن من سكان الشقق والمنازل الشعبية. وأوضحت الدراسة التي أجرتها الباحثة أسماء التويجري ضمن متطلبات الحصول على درجة الدكتوراه وأجريت على 210 مبحوثات داخل سجن النساء في كل من الرياضوجدة وانحصرت أعمارهن بين 31 إلى 40 سنة، أنهن من ذوات التعليم المنخفض "أمي، متوسط"، ومن المطلقات، وغالبيتهن من اللاتي تم طلاقهن قبل السجن في المرة الأولى. وكشفت الدراسة عن وجود فروق دالة إحصائياً بين مرتكبات السلوك الإجرامي بسبب الظروف الاجتماعية، حيث تأثير الظروف الاجتماعية على العائدات للجريمة كان أكبر من المرتكبات لها لأول مرة، وأن استمرار المشكلات الأسرية الناجمة من الظروف الاقتصادية والاجتماعية السيئة، كانت سبباً في ارتكاب السلوك الإجرامي. وأشارت الدراسة إلى أن نظرة المجتمع لمرتكبات الجريمة بأنهن خريجات سجون ساهمت في العودة للجريمة مرة أخرى، وأن الشعور بالظلم والقهر قاد إلى ارتكاب السلوك الإجرامي، كما أن السجن ومخالطة السجينات "صديقات السوء" ساهما بدرجة كبيرة في ارتكاب السلوك الإجرامي وأن العائدات أفدن أن صديقات السوء اللاتي اختلطن بهن هن سبب مباشر للعودة للجريمة, مقارنة بغير المرتكبات للجريمة لأول مرة. وكشفت الدراسة أن الرغبة في مجاراة الصديقات يعد سبباً أيضاً في ارتكاب السلوك الإجرامي، وأن غالبية أنماط الجرائم التي ترتكبها أفراد العينة المبحوثة هي الجرائم الأخلاقية، من ضمنها الغش، والاحتيال، والتزوير، والسرقة وغيرها من الجرائم الأخلاقية الأخرى، مشيرة إلى أن العلاقة الأسرية السائدة التي يعيش فيها أفراد العينة، والمتمثلة في التفكك الأسري السائد في الأسرة وعدم وجود الأمان في الأسرة, وكذلك الحرمان العاطفي وغيرها، كانت ذات أثر كبير في ارتكاب السلوك الإجرامي. وقالت الدراسة لقد أفادت المبحوثات المرتكبات للجريمة لأول مرة أن الوضع الأسري الرديء الذي يعشن فيه، كان ذا أثر بالغ في ارتكابهن للسلوك الإجرامي, مقارنة بزميلاتهن العائدات للجريمة. وأوصت الدراسة بتوفير خدمات مهنية داخل المؤسسات الإصلاحية لتعليم مرتكبات السلوك الإجرامي مهنة تساعدهن في حياتهن بأن تكون مصدر رزق لهن يساعدهن في مواجهة ظروفهن بعد الخروج من السجن وتفعيل هذه المهن كماً ونوعاً عن طريق مكتب متخصص لتوظيف السجينات، كما أوصت بتشكيل لجان من المتخصصات في شؤون إدارات السجون للقيام بزيارات ميدانية لمرتكبات السلوك الإجرامي للتعرف أكثر على العوامل المرتبطة بارتكاب السلوك الإجرامي، حتى يتسنى القيام بالتوجيه والإرشاد اللازم لهن، ضرورة الاهتمام بمرتكبات السلوك الإجرامي، وذلك بغرس الأخلاق الحميدة في نفوسهن وتذكيرهن بتعاليم القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة لكي يخرجن للمجتمع وقد تعافين، إجراء مزيد من البحوث المتخصصة في مجال العوامل المرتبطة بارتكاب السلوك الإجرامي والعودة له ويشمل جميع مدن المملكة ومناطقها، ضرورة توعية المجتمع من خلال مختلف وسائل الإعلام بكيفية التعامل مع مرتكبات السلوك الإجرامي وضرورة أن يتعامل المجتمع معهن، إيجاد آلية فاعلة لتوعية الأسر بالاهتمام بأبنائهم وبناتهم من خلال توعية أولياء الأمور أو القائمين على أمر مرتكبات السلوك الإجرامي.