عبد الله باجبير - الاقتصادية السعودية مع الأسف الشديد فإن 75 في المائة من السجينات المفرج عنهن بعد انقضاء فترات محكومياتهن يعدن للجريمة من جديد. هذا ما كشف عنه المستشار الأسري وعضو برنامج الأمان الأسري الوطني، عبد الرحمن القراش، في جريدة "المدينة" بتاريخ 28/3/2012، حيث أكد أن عدد السجينات السعوديات بلغ عام 1429ه 312 سجينة، فيما بلغ عدد السجينات غير السعوديات 2975، وأن غالبية مرتكبات السلوك الإجرامي انحصرت في الفئة العمرية من 31 إلى 40 وأقل من 30 سنة. أما عن الحالة الاجتماعية والتعليمية لهؤلاء السجينات، فهن من ذوات التعليم المنخفض "أمي أو متوسط"، وغالبيتهن مطلقات وعاطلات عن العمل، ومن سكان الشقق والمنازل الشعبية، ودخولهن الشهرية متدنية لا تتجاوز ألف ريال شهريا، مع ما سبق أصبح من البديهي أن نتوقع عودتهن للجريمة ثانية والأسباب كثيرة، منها: رفض أسرهن لهن لشعورهن بالفضيحة، وبأن بناتهن أصبحن وصمة عار عليهم. إذا فإن استمرار المشكلات الأسرية الناجمة عن الظروف الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، كذلك المشاكل المتراكمة التي أدت بهن لدخول السجن، لم تحل أو تزل، وما زالت قائمة كالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي فالعودة للجريمة تصبح حتمية، كذلك نظرة المجتمع الدونية لهن ووصمة "خريجة سجون" تلاحقهن كيفما سرن وأينما اتجهن، سواء للبحث عن عمل أو العودة للحياة الاجتماعية العادية، فمن ذا الذي يشجع أن تعمل خريجة سجون في مصنعه أو مشغله أو حتى خادمة في منزله.. فتشعر السجينة بالظلم والقهر ليكون هذا الشعور دافعا قويا للعودة للجريمة من جديد. وكذلك تؤكد الدراسة أن 66 في المائة من السجينات يعدن للجريمة بسبب رفيقات السجن من النزيلات، وتأثيرهن السيئ في بعضهن بعضا، مع وجود المغريات المادية والرغبة في مجاراة الصديقات. فيما تأتي نسبة 45.7 في المائة بأنها عادت للجريمة لضعف الإرادة في التخلص من المخدرات وكذلك ضعف الوازع الديني، والعنوسة من أهم الأسباب التي تؤدي لتكرار الجريمة.. ويبقى على رأس هذه الأسباب والأكثر أهمية هو رفض الأسر لاستلام بناتهن بعد انقضاء محكومياتهن، وهذا سبب قوي للعودة من جديد للجريمة. السجن تهذيب وإصلاح وليس مكانا لتفريخ الجريمة من جديد.. لذلك لا بد من توعية المجتمع بأن السجن مكان للإصلاح وليس العقاب، والدليل أن السجينة تخرج مهيأة نفسيا ومهنيا وتعليميا لتواجه الحياة من جديد، فلم لا نمد لها يد العون!