أصدر مجلس الأمن الدولي أمس السبت، قراراً بالإجماع لفرض عقوبات على النظام الليبي، منها حظر على سفر الزعيم الليبي معمر القذافي وعائلته والمقربين منه، وتجميد أرصدتهم، على خلفية حملة قمع دموية تصدت بها الحكومة الليبية لثورة شعبية انطلقت في 17 فبراير الجاري، تنادي بتغيير النظام الحاكم القائم منذ 42 عاماً. كما قرر المجلس تكليف المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في الجرائم المرتكبة في ليبيا، وفرض حظر على تزويد ليبيا بالأسلحة، بالإضافة إلى تقييد تحركات بعض رموز النظام بفرض حظر سفر عليهم، وتجميد جميع الأموال والأصول المالية والموارد الاقتصادية التي تمتلكها هذه الشخصيات وعدد من الكيانات. وشملت قائمة حظر السفر وتجميد الأرصدة والأصول المالية والموارد الاقتصادية الزعيم الليبي معمر القذافي، وأبناءه عائشة وهنيبعل، وخميس، ومحمد، وسيف العرب، وسيف الإسلام، إضافة إلى رئيس مكتب الاتصال باللجان الثورية الدكتور عبد القادر محمد البغدادي، ووزير الدفاع اللواء جابر أبو بكر يونس، وعدداً آخر من القيادات الأمنية بنظام القذافي، وفق ما أوردت المنظمة الأممية. ويطالب القرار الدولي رقم 1970 بالوقف الفوري للعنف، ويدعو إلى اتخاذ خطوات لمعالجة المطالب المشروعة للشعب، كما يحث السلطات الليبية على ضبط النفس واحترام قانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدوليين، وضمان الممر الآمن للإمدادات الإنسانية والطبية، والوكالات الإنسانية والموظفين الإنسانيين إلى ليبيا. وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس: إن المجتمع الدولي قال كلمته، وعلى القذافي أن يتنحى. وأضافت: "هذا تحذير واضح بأن على الحكومة الليبية وقف أعمال القتل". وبدوره، أعرب إبراهيم الدباشي نائب الممثل الدائم لليبيا لدى الأممالمتحدة، عن سعادته لقرار مجلس الأمن الدولي لإحالة الجرائم التي ارتكبها النظام إلى المحكمة الدولية. ودعا الدباشي الجيش الليبي للانشقاق عن النظام قائلاً: "أرجو من جميع الضباط الآخرين أن يتخذوا القرار نفسه الذي اتخذه (أحمد قذاف الدم) حتى لا يكونوا في يوم من الأيام أمام محكمة الجنايات الدولية". من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: إن القرار يوجه رسالة قوية تؤكد عدم التسامح مع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وأن المسؤولين عن تلك الانتهاكات سيحاسبون على أفعالهم. وتشهد ليبيا منذ منتصف الشهر الجاري ثورة شعبية تدعو للتغيير تمكن خلالها المحتجون من السيطرة على عدة مدن وتتجه المواجهات حالياً نحو العاصمة طرابلس. إلى ذلك، كشفت صحيفة "تايمز" البريطانية عن عملية تحويل أموال قام بها الزعيم الليبي معمر القذافي، نقل بموجبها ثلاثة مليارات جنيه إسترليني (ما يعادل خمسة مليارات دولار) إلى حساب لدى مؤسسة استثمارية في لندن. وبحسب الصحيفة، فإن العملية تأتي ضمن خطوات أوسع شملت مبالغ طائلة، كان الهدف منها إخفاء ثروة القذافي وعائلته في ظل التطورات الحاصلة بالبلاد، والتي تهدد نظامه المستمر منذ أكثر من أربعة عقود. وذكرت الصحيفة أن الأموال جرى نقلها إلى حسابات شركة استثمارية في حي "ماي فير" المالي بلندن، بالتزامن مع تفكير الولاياتالمتحدة بفرض عقوبات مالية على النظام.