قال الباحث الفلكي، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، الدكتور خالد الزعاق: إن يوم غد السبت، سيكون أطول نهار وأقصر ليل في السنة، مبيناً أنه "خلال الأسبوع المقبل سنعيش النُّهُر الأطول والليالي الأقصر في السنة؛ إذ إن الشمس حلت برأس برج السرطان هذا العام في صباح اليوم الجمعة في الساعة الثامنة والدقيقة الثالثة، وبذلك وصلت الشمس إلى أقصى حد لها جهة الشمال، فيطول النهار ويقصر الليل، وحينئذ سيكون يوم السبت أطول نهار في السنة، وأقصر ليلة في السنة". وأوضح أن ذلك يتزامن "مع بلوغ الشمس أقصى ميل لها جهة الشمال، والشمس إذا بلغت ميلها الكلي، وهو 23 درجة تقريباً شمالاً؛ يبلغ النهار طوله والليل قصره إذا كان الموقع الجغرافي شمالياً، وإذا كان الموقع جنوبياً يبلغ الليل طوله والنهار قصره، هذا في العروض الشمالية، والعكس من ذلك في العروض الجنوبية".
وأضاف "الزعاق": "أما المناطق القطبية، أي من خط عرض 66 درجة إلى 90 درجة؛ فإن الليل والنهار يتراوح من يوم إلى ستة شهور، على حسب درجات العرض شمالاً أو جنوباً، علما بأن هناك عاملين رئيسين يتسببان في طول النهار والليل، أو قصرهما، وهما ميل الشمس عن خط الاستواء والعرض الجغرافي".
وتابع "فالشمس عندما تكون على خط الاستواء، فإن الليل والنهار يتساويان في جميع أرجاء المعمورة، وكذلك فإن الموقع الجغرافي الذي يقع على خط عرض صفر، أي على خط الاستواء، فإن الليل والنهار متساويان فيه طوال السنة".
وذكر: "وكلما ابتعدنا عن خط الاستواء كلما زاد الفرق في طول النهار أو الليل وفي قصرهما، فالشمس تشرق في أيام الاعتدال الربيعي والخريفي من الشرق تماماً، وتغيب في الغرب تماماً، وبعد ذلك تبدأ بالانحراف شمالاً في رحلتها السنوية الصيفية، وجنوباً في رحلتها السنوية الشتوية، إلى أن تصل إلى أقصى انحراف لها عن الشرق أو الغرب في الانقلابين، وسيستمر الصيف ثلاثة شهور من يوم غد".
واستعرض "الزعاق" طول النهار غداً في عدد من المدن قائلاً: "سيكون طول النهار 13:40 على الرياض، و13:84 على بريدة، و13:47 على المنامة، و13:43 على الدوحة، و13:39 على أبو ظبي، و13:35 على مسقط، و13:27 على عمان، و14:6 على القاهرة".
وأشار "الزعاق" إلى أن "أقصر نهار في الدول العربية سيكون في دولة جزر القمر؛ لوقوعها في الجهة الجنوبية من الكرة الأرضية، وهي الدولة العربية الوحيدة التي تقع بالكامل جنوب خط الاستواء".
وبين "الزعاق" أنه "وفي هذه الأيام سنعيش مرحلة حر الانصراف، والذي يقال فيه لا حر إلا بعد الانصراف، أي: لا يأتينا الحر اللاهب إلا بعدما تنصرف الشمس من جهة الشمال، وهي مرحلة "جمرة القيظ"، وستستمر درجة الحرارة بالارتفاع تدريجياً، وخاصة بالمناطق الحجرية، وذلك راجع إلى أن الأرض الصخرية تحتفظ بدرجة الحرارة، ومما يزيد درجة حرارة الجو هو أن الأرض تنشط في شعشعة ما في جوفها من الحرارة التي احتفظت بها طوال الفترة الماضية، وخاصة إذا سكنت حركة الريح الملطفة للجو، وسيزداد عصف رياح "البوارح"، وهي رياح شمالية عالية لكنها رتيبة ليس فيها عنصر المفاجأة، ورتابتها أنها تبدأ بعد طلوع الشمس، وتشتد في الظهيرة، وتهدأ ليلاً، ويترسب الغبار ويصفو الجو في هدأة الليل".