يحذّر كاتب ومحلل سياسي من انخداع العرب، وخاصة دول الخليج، بفوز الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني، المحسوب على التيار الإصلاحي، رافضاً الأصوات التي تنادي بأن تبادر دول المنطقة بتقوية الرئيس ضدّ المتشدّدين في إيران، مطالباً روحاني بسحب فيلق القدس وحزب الله من سوريا، والتوقف عن دعم بشار الأسد كبادرة حُسن نية.. وفي شأن آخر، يرفض كاتب فتوى الداعية محمد الشنار، بتحريم السفر إلى دبي، مؤكداً أنه إذا كان وجود المنكرات سبباً لتحريم السفر إلى أي مكان، فإن السفر سيحرم إلى مدننا في المملكة نفسها لا إلى دبي فقط، مشيراً إلى أن مثل هذه الفتاوى الشاذة تسيء إلى صورة المجتمع السعودي.
محلل: على "روحاني" أن يسحب "فيلق القدس وحزب الله" من سوريا كبادرة حُسن نيّة
يحذّر الكاتب والمحلل السياسي طارق الحميّد من انخداع العرب، وخاصة دول الخليج، بفوز الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني، المحسوب على التيار الإصلاحي، رافضاً الأصوات التي تنادي بأن تبادر دول المنطقة بتقوية الرئيس ضدّ المتشدّدين في إيران، مطالباً روحاني بسحب فيلق القدس وحزب الله من سوريا، والتوقف عن دعم بشار الأسد كبادرة حُسن نيّة، وفي مقاله "حتى لو كان روحاني!" بصحيفة "الشرق الأوسط" يقول الحميّد "ما يجب أن نعيه هو أن الرئيس ليس كل شيء في إيران التي باتت دولة عسكرية ترتدي عمامة الولي الفقيه، حيث ليس بمقدور الرئيس فعل الكثير، مهما كانت درجة اعتداله، أمام سطوة الحرس الثوري، وصلاحيات الولي الفقيه"، ثم يرصد الكاتب التغييرات التي حدثت في المنطقة العربية في الرؤساء الإصلاحيين بإيران ويقول "من المهم أن نتذكر أن حزب الله قد تأسّس فترة رئاسة رفسنجاني، وهو الحزب الذي يقاتل السوريين دفاعاً عن الأسد. وعلينا أن نتذكّر أيضا أن النفوذ الإيراني قد تغلغل بمنطقتنا في فترة الإصلاحي خاتمي، الذي شغل العالم وشغلنا بالتسامح والحوار، بينما كان الحرس الثوري يعزّز نفوذ طهران بشكلٍ غير مسبوق بمنطقتنا"، ويعلق الكاتب قائلاً "علينا أن نتذكر هذه الحقائق، لأننا سنسمع اليوم، وبعد فوز روحاني، من الإخوان المسلمين بمصر، وغيرهم في المنطقة، أنه من الضروري أن يُمنح الرئيس الجديد فرصة، ولا بد من أن تبادر دول المنطقة بتقوية الرئيس ضدّ المتشدّدين في إيران، وهنا سنكون قد وقعنا في المحظور تماماً، خصوصاً أن هذه المنطقة قد قدمت ما يكفي من حُسن النيّة تجاه إيران، إصلاحياً كان الرئيس أو متشدّداً، والنتيجة هي ما نراه الآن من حجم التغلغل الإيراني في منطقتنا، وأبسط مثال ما يحدث في العراق ولبنان وسوريا واليمن، وما يحدث في الخليج"، ويمضي الحميّد قائلاً "الحكمة تستدعي اشتراط مبادرة طهران أولاً لإظهار حُسن النيّة، وليس المنطقة، وبالأخص مع رئيس إصلاحي، فعلى روحاني أن يبادر أولاً إلى الملف السوري، ويقوم بسحب مرتزقة طهران من هناك، مثل فيلق القدس، وحزب الله، وغيرهما، والتوقف عن دعم الأسد، الذي يعني سقوطه، أي الأسد". وينهي الكاتب قائلاً "على الرئيس الإيراني الجديد أن يبادر هو بحُسن النيّة، وليس المنطقة، التي يجب أن تكون حذرة في عدم تمكين الولي الفقيه من تحقيق المكاسب التي يريد من خلال فوز مرشح إصلاحي. كما أن على المنطقة، دائماً وأبداً، الحذر من التقية الإيرانية، وألا تُلدغ من الجحر الإيراني ثلاث مرات، وحتى بعد فوز السيد حسن روحاني!".
يرفض الكاتب الصحفي خالد السليمان، فتوى الداعية محمد الشنار، بتحريم السفر إلى دبي، مؤكداً أنه إذا كان وجود المنكرات سبباً لتحريم السفر إلى أي مكان، فإن السفر سيحرم إلى مدننا في المملكة نفسها لا إلى دبي فقط، مشيراً إلى أن مثل هذه الفتاوى الشاذة تسيء إلى صورة المجتمع السعودي، وفي مقاله "دبي .. المحرمة!" يقول الكاتب "إذا كان وجود المنكرات سبباً لتحريم السفر إلى أي مكان تتواجد به هذه المنكرات، فإن السفر سيحرم إلى مدننا نفسها لا إلى دبي وحدها، فالمنكرات موجودة في كل مكان وكل زمان، ولا يعصم الإنسان منها إلا أخلاقه وإيمانه! لذلك، أعتبر كل فتوى من شاكلة فتوى تحريم السفر إلى دبي فتوى شاذة تستلزم المساءلة والمحاسبة، خصوصاً أن الأمر الملكي قصر الفتوى على سماحة المفتي العام ومَن ترى فيه هيئة كِبار العلماء الأهلية العلمية والفقهية والشرعية للفتوى!"، ويؤكّد الكاتب أن "مثل هذه الفتاوى الشاذة لن تجد لها أي صدى عند عامة الناس؛ لأنهم اليوم أكثر وعياً من أن تستغفل عقولهم أو قلوبهم بمثل هذه الاجتهادات التي لا تستند إلى الشرع، بقدر ما تستند إلى الهوى الشخصي، لكن التصدّي لها وتعرية أصحابها واجب؛ لأنها تسيء إلى صورة المجتمع السعودي عندما تتلقفها وسائل الإعلام الخارجية وتبني عليها أعشاش الإساءة والتشوية!"، ويضيف الكاتب "لو أن التحريم طال مقاصد السفر لارتكاب المحرمات والمنكرات لكان ذلك مقبولاً، بل مفروضا لأي بقعة على وجه الأرض، لكن أن يطول مقاصد السفر عموماً ودون أي تمييز، فإن هذا غير مقبول، بل إنه تجرؤ على الله بتحريم حلاله!"، وينهي الكاتب قائلاً "أما مَن رفعوا شعار النصرة لصاحب الفتوى ظالماً أو مظلوماً، فإن عليهم إدراك أن ارتكاب المنكرات محرّم في الحل والترحال، لكن نصرة المسلم تكون في إعانته على الحق والرجوع عن الخطأ لا في أن تأخذه العزة بالإثم!".