قال الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز، أن المملكة قامت باستخدام المعلومات لتخطيط وتنفيذ أحد أكبر برامج إعادة الإعمار البيئي في التاريخ، بأكثر من 1.1 بليون دولار أمريكي؛ لمعالجة وإعادة تأهيل وإعمار موارد البيئات الحساسة والهشة الصحراوية والساحلية في المملكة. وأوضح الأمير "تركي" -خلال كلمته في الحفل الذي أقيم يوم أمس الجمعة الموافق 5/ 8/ 1434ه بجنيف بمناسبة تحقيق المملكة لمتطلبات لجنة الأممالمتحدة للتعويضات لإدارة برنامج إعادة التأهيل البيئي- أن المملكة ركزت عند وضع الأُسس لأنشطة المعالجة وإعادة التأهيل والإعمار البيئية على تحقيق الاستدامة في المستقبل، حيث لم يتم استخدام مبالغ التمويل فقط في تمهيد الصحراء، وزراعة الشجيرات، أو إزالة الإسفلت عن الساحل، وزراعة نبات المنجروف، بل تم إنفاقها على برامج تسطر إرثاً حضارياً في العمل البيئي يبقى على مدى التاريخ، مثل مركز البادية، ومركز الأبحاث التطبيقية البحرية، والمتنزهات الساحلية والبحرية، وبرنامج إدارة المراعي الدائمة؛ من أجل ضمان تحقيق فوائد اجتماعية واقتصادية وبيئية للأجيال القادمة.
وأعرب الأمير "تركي" عن خالص شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، والنائب الثاني، على ما تم إنجازه عبر برنامج إعادة التأهيل البيئي، واحتفال المملكة باستيفاء متطلبات لجنة الأممالمتحدة للتعويضات.
وأضاف الأمير "تركي": إننا ندرك الحقيقة المؤلمة لما نتج عن حرب الخليج عام 1991م من أضرار فادحة لم يسبق لها مثيل لحقت بمنطقتنا الخليجية وبالبيئة الحساسة والهشة التي تنفرد بها، وليس أدل على أهمية ذلك الحدث الجسيم، سوى تأسيس لجنة الأممالمتحدة للتعويض بقرار مجلس الأمن رقم 692، وكذلك القرار 786 في نفس العام، وكلنا يعلم أيضاً الرحلةً الطويلةً والشاقة التي مضت على مدى عقدين من الزمن، تم خلالها إجراء الاستقصاءات والمسوحات والدراسات، وما تلاها من رفع وتقييم وإقرار مطالبات الدول المتضررة، ومن ثم تخصيص المبالغ المطلوبة للتمويل وتنفيذ البرنامج، حتى وصلنا إلى ما نحن عليه من نتائج، ولعل من بين ما تحقق من نتائج تلك التي لم يسبق لها مثيل، والمتمثلة في تخطيط وتصميم وإعداد وإدارة وتنفيذ هذا البرنامج، بهدف معالجة وإعادة تأهيل وإعمار بعض الأضرار التي لحقت بالبيئة، ومنح الطبيعة دفعة لإكمال العمل؛ من أجل ترك إرث طبيعي وحضاري للأجيال القادمة.
وأعرب "الأمير تركي" عن شكره للجنة الأممالمتحدة للتعويضات للمساعدة التي قدمتها لجعل نجاح هذا البرنامج ممكناً وواقعاً ملموساً، حيث حقق الفريق تقدماً فائقاً لإنجاز العمل بما يكفل تحقيق أهداف البرنامج، والفائدة المرجوة منه على المدى البعيد للمملكة العربية السعودية بصفة عامة، وللبيئة والموارد الطبيعية والحياة الفطرية.
وأضاف الأمير "تركي" أنه بالإضافة إلى إعادة التأهيل والإعمار الفعلي، توجد مبادرة رائدة أخرى ستوفر منفعة كبيرة مستقبلاً، هذه المبادرة هي تشكيل برنامج بناء القدرات فيما يختص بحماية البيئة، فمن خلال هذه المبادرة سيتم عقد دورات تدريبية في المجالات الفنية والإدارية الخاصة بالبيئة، يحضرها أكثر من 900 متدرب، والذين بدورهم سيصبحون مدربين للجيل القادم عبر استمرار واستدامة البرنامج.
واختتم "الأمير تركي" كلمته بالشكر للجنة الأممالمتحدة للتعويضات على الجهود الجبارة لإنجاح هذا البرنامج، وأكد أن كل هذا أصبح ممكناً نتيجة لجهود كل العاملين والقائمين على البرنامج.