أكد عدد من كبار علماء وشيوخ الأزهر أن طاعة ولي الأمر ليست مطلقة في الشريعة الإسلامية، وقالوا: إنها مقيدة بعدم مخالفة أوامر الله تعالى وتوفير الحياة الكريمة وحفظ كرامة الرعية، وأن خلع الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي جائز شرعاً، إذ لم يتم استخدام العنف. ونقلت صحيفة "المصري اليوم" القاهرية عن الدكتور عبد المعطى بيومى، عضو مجمع البحوث الإسلامية: إن قول المولى عز وجل (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم) لا يعنى الطاعة المطلقة للحاكم أو ولي الأمر وإنما هذه الطاعة مقيدة بعدم مخالفة تعاليم وأوامر المولى عز وجل، استناداً للقاعدة الشرعية (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق). وأضاف: "عدم تنفيذ الحاكم وعوده في برنامجه الانتخابي يبيح للرعية الخروج عليه وعدم الالتزام بطاعته، وإذا استشرى الفساد وأصبح ظاهراً ومخالفاً لأحكام الشريعة وجب الخروج على الحاكم". وقال الدكتور محمد رأفت عثمان، عضو مجمع البحوث الإسلامية ومجمع فقهاء الشريعة بأمريكا: إن مبدأ طاعة ولى الأمر في الشريعة الإسلامية ليس مطلقاً، بل تحكمه ضوابط وقواعد عامة، منها عدم الخروج على أحكام الشريعة. واستدل عثمان بما حدث لجماعة من المسلمين حينما كانوا في سفر فغضب عليهم أميرهم في السفر، وسألهم: أليس لي عليكم حق الطاعة؟ فأجابوا: بلى، فقال :إذن اجمعوا حطباً، وأوقدوا النار فيه، ففعلوا ثم أمرهم بأن يلقوا بأنفسهم في النار، فرفضوا وقالوا: ما أسلمنا إلا هروباً من النار فكيف ندخل فيها؟ وحينما عادوا قابلوا النبي صلى الله عليه وسلم وأخبروه بما حدث فقال: (لو دخلوا فيها ما خرجوا منها، إنما الطاعة في المعروف)، ما يدل على تقييد طاعة ولى الأمر وربطها بعدم معصية الخالق أو مخالفة الأحكام الشرعية. وأكد عثمان أن خلع الرئيس التونسي زين العابدين بن على، تم بطريقة أقرب إلى الشرعية وجائز شرعاً، إذ لم يتم استخدام العنف في المظاهرات إلا من رجال الأمن. وذكرت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن طاعة ولي الأمر محددة بضوابط وليست مطلقة وترتبط بتوفير ولي الأمر سبل الحياة الكريمة وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع، مستدلة بقول سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حينما تولى الخلافة: (أيها الناس إني وليت عليكم ولست بخيركم فإن رأيتمونى على حق فأعينوني، وإن رأيتموني على باطل فقوّموني) فرد أحد الحضور: "والله أقوّمك بسيفي" فقال سيدنا عمر: (رحم الله هذا الزمان أن وُجد فيه من يقوّم عمر بسيفه).