لا تزال أصداء الخروج الهلالي من دوري أبطال أسيا محل اندهاش وتساؤل الجماهير عن الأسباب التي آل إليها هذا الخروج، الكاتب الرياضي في جريدة النادي ناصر الجديع، أحد الأسماء التي رشحتها الجماهير ليخلف عبدالكريم الجاسر في رئاسة المركز الإعلامي للهلال فتح قلبه ل"سبق"، وأجاب عن الكثير من الأمور التي تشغل بال الهلاليين سنوردها لكم على النحو التالي: - من يتحمل خروج الهلال مجدداً من أسيا؟
بالطبع في لعبة كرة القدم هناك عدة عناصر تتشارك مسؤولية النجاح والفشل، ولكن تبقى المسؤولية الكبرى على عاتق الإدارة فهي من تتحكم في تشكيل بقية العناصر وهي المسؤول الأول دائماً، خصوصاً إذا كانت إدارة تعمل منذ 5 مواسم وليست حديثة عهد بالنادي، 5 سنوات والأداء يتراجع وهيبة الهلال محلياً وأسيوياً تتناقص، إذن الخلل الأكبر إداري، ومن يقول بغير هذا فهو يحاول لسبب أو لآخر حماية الإدارة.
- هجوم جماهيري شرس.. هل أنت مع الجماهير؟
الجماهير لا تمدح وتثني لتتلقى العطايا، ولا تهجو وتهجم لتصفية حساب أو سبق صحفي أو طمعاً في منصب أو جاه، الجماهير هي المرآة الحقيقية للعمل، أتحفظ طبعاً على بعض الطرح الجماهيري المتشنج الذي يتجاوز الخطوط الحمراء أدباً وذوقاً ويتجاوز انتقاد العمل إلى الهجوم الشخصي، أما بقية النقد الجماهيري المتزن فهو النقد الأصدق، هذه الجماهير هي نفسها التي رفعت عبدالرحمن بن مساعد في أول موسمين إلى عنان السماء وكان يستحق حينها ذلك، وهي الجماهير التي تحملته لموسمين آخرين وكان يستحق ذلك، وهي الجماهير التي انفجرت في وجهه الآن وهو يستحق ذلك.
- هل تؤيد رحيل ابن مساعد؟
أصدقك القول أن الإجابة على هذا السؤال محيرة، الرجل وقع منذ 3 مواسم في أخطاء كبيرة، ومع نهاية كل موسم كان يطرح هذا السؤال عليَّ وكنت أطالب بمنحه الفرصة لعله يصحح المسار، لكنه كان (محلك سر) وهذا الموسم أصبح (للخلف در)، لا أستطيع أن أعطيك إجابة واضحة وصريحة على سؤالك.. هل سيدير الهلال بنفس الفكر ونفس الأشخاص وبهذا الطموح المتناقص يوماً بعد يوم؟ إن كان كذلك فليته يرحل مبقياً لنا بعض الذكريات الجميلة، أما إن كان سيبقى ليعيد لنا صورة الرئيس التي قدمها أول موسمين ويقدم عملاً مختلفاً يعيد فيه شعبيته التي تدهورت بشكل مؤسف، إن كان كذلك فلعله يبقى، لا أحد من جماهير الهلال وإعلامه ضد عبدالرحمن بن مساعد شخصياً، عليه أن يتأكد من هذا، وحينها لابد أن يعترف بأنه وقع بأخطاء كبيرة وأن يؤكد بالأفعال لا الأقوال أنه ماضٍ في إصلاحها واستعادة احترام الجميع لعمله، أما إن استمر على مكابرته وراح يردد عباراته المستهلكة بأن الموسم مقبول، وأن الآخرين أيضاً يعملون، وراح يذكر الجماهير بفرق (لم تنجح) ويعقد معها المقارنات، فالجماهير كلها ستردد بصوت واحد.. ارحل يا ريس.
- ما العلاج والعمل المطلوب ليعود الهلال كبير أسيا؟
صدقني إن قلت لك.. ليس من الصعب عودة الهلال بأسرع مما يظن الكثيرون، الهلال يملك الأدوات التي تساعد كل من سيعمل بشكل صحيح على تحقيق نتائج سريعة، اختيار رباعي أجنبي من العيار الثقيل وفي المراكز التي يعاني منها الفريق (قلب دفاع، ومحور، وصانع ألعاب، ومهاجم تقليدي)، مع مدرب قوي الشخصية ومتمكن في توظيف اللاعبين ومدعم بجهاز مساعد قدير على الصعيد اللياقي والطبي، والتخلص من اللاعبين الذين أثبتوا عدم جدارتهم بالبقاء، بعيداً عن المجاملة وفق نظرة فنية متفحصة من أبناء النادي، بعيداً عن استشارة الأصدقاء الشخصيين الذين لا يتمنى بعضهم للهلال خيراً.
- تولي الجابر المسؤولية.. هل أنت ضد أو مع؟
سامي أمل المدربين الوطنيين، لاعب أسطورة يملك تجربة فريدة كلاعب وكمحلل وكإداري، عاش أكثر من 20 سنة يجوب الملاعب وينثر الإبداع والإنجازات التي عجز وسيعجز عن تحقيقها غيره من اللاعبين، وإن تم تصنيفهم بالعاطفة من الأساطير، سامي يملك فكراً مختلفاً بشهادة كبار المدربين والمحللين وآخرهم غي رو مدرب أوكسير وكبير مدربي فرنسا والخبير العربي الأبرز عبدالمجيد الشتالي، هؤلاء يشيدون بفكر سامي وثقافته الفنية وشخصيته القيادية، ثم يأتيك إعلامي مبتدئ، أو لاعب كل تاريخه مشاكل وبه من عقد النقص ما الله به عليم، أو رئيس نادي ريفي (منبطح) باحث عن الشهرة ليقللوا من قدرات سامي وكفاءته، عموماً سامي يستحق الفرصة وهو جدير بها، ولا يساورني شك في قدرته على النجاح متى ما توفر له الدعم والمساندة الإدارية، وكل ما أخشاه أن يكون الاستنجاد بسامي لمجرد النجاة من الغضبة الجماهيرية ثم التخلي عنه وتركه يغرق بالهلال وحيداً.
- ماذا عن أحاديث حول علاقة سامي المتوترة بياسر القحطاني؟ وهل عودة سامي تعني رحيل ياسر؟
ياسر لاعب كبير وإن كان التفت مؤخراً للظهور إعلامياً أكثر من الاهتمام بما يقدمه في الملعب، وهو في النهاية لاعب ضمن أكثر من 30 لاعباً في الفريق الأول، وسامي إن حضر مدرباً فسيكون سعيداً إذا ما وجد أن بقاء ياسر سيخدم الفريق ويضيف له، أما إن كان بقاء ياسر باسمه ونجوميته فقط فبالتأكيد لن يعجب هذا سامي، القرار لياسر أكثر منه لسامي، وإن كان القريبون من ياسر يحبونه ويريدون مصلحته فعليهم أن ينصحوه بأن يهتم بنفسه أكثر ويثبت نفسه أمام الجميع، وأن يعود ياسر الذي لا يختلف عليه اثنان، أما سامي فأنا أعرفه جيداً، رجل ذكي ومحترف يستطيع أن يفصل بين مشاعره وبين مصلحته كمدرب ومصلحة الفريق بشكل عام.
- انتهى الموسم.. من ترشح للخروج من قائمة الفريق الهلالي؟
أعتقد أن الزمن تجاوز كثيراً لاعبين مثل محمد نامي ومحمد مسعد وسعد الحارثي وعبداللطيف الغنام، أما وجود ماجد المرشدي في القائمة الأساسية فهو كارثة مستمرة منذ سنوات وبحثت أصوات الهلاليين ولا من مجيب، كما أتمنى أن يتخلص الفريق من لاعبي السهر واللا انضباط، طبعاً، ذلك بعد أن تستنفذ فرص المناصحة والعقوبات.
- هناك أقاويل تتردد عن احتمالية تولِّيك المركز الإعلامي للهلال؟
لأول مرة أسمع هذا الكلام، ولا أعتقد بصحته، وإن كان هناك من رشحني فأشكره على ثقته، وأتشرف بخدمة هذا الكيان الكبير، لكن الجواب بالطبع لا، لا يمكن أن أعمل في المركز الإعلامي مهما كانت المغريات، تجربة المراكز الإعلامية في أنديتنا لا تشجع، وسبق أن خضتها في الهلال مع الأستاذ القدير سلمان العنقري، واكتشفت أنك يجب أن تختار بين أن تكون كاتباً وإعلامياً حراً، وبين هذا المنصب، ولكل اختياراته، وأنا اخترت الحرية.
- علاقة عبدالكريم الجاسر متوترة مع جماهير الهلال.. ما رأيكم في أحاديثه الأخيرة؟ وهل نجح في إدارة المركز الإعلامي؟
عبدالكريم الجاسر هو من اختار أن يخسر الجمهور الهلالي، وكما قلت هي خيارات وأولويات تختلف بين شخص وآخر، علي السمراني وسلمان العنقري وعادل التويجري قادوا المركز الإعلامي في نادي الهلال بنجاح كبير، ولم يدخلوا يوماً في مواجهة مع جماهير الهلال لمجرد إرضاء (المعزب)!! ولا أعتقد أن رئيس الهلال يرضى ب(خرابيط) الجاسر ضد الجماهير، وإن كان يرضى كما ينبئ بذلك سكوته فسيجدون أنفسهم قريباً في الزاوية السوداء من ذاكرة المشجع الهلالي، لا أقول إن على الجاسر أن يمارس دور الإعلامي الحر وينتقد أخطاء الإدارة كما كان يفعل قبل أن (يأسره) المنصب، ولكن أيضاً لا يجب أن يكون التطبيل بهذه الطريقة الفجة التي يقوم بها، وحتى التطبيل للرئيس لا يجب أن يكون عن طريق شتم وتحقير جماهير الهلال، الجاسر أتى بما لم تستطعه الأوائل..لا بعمله وإضافته إعلامياً للنادي، بل بتطبيله وتسفيهه وتقليله من الجماهير وآرائها، وهو الذي كان قبل المنصب ينتقد الصغيرة قبل الكبيرة ولا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب، وكان الهلال حينها (هلال جيريتس) مثار إعجاب وتغزل خصومه قبل عشاقه، حتى زملائه الإعلاميين الذين يغطون التدريبات لم يسلموا من غطرسته وعنجهيته، أعود وأقول إن الجاسر ربما كسب خلال تجربته مع الهلال الكثير على الصعيد المادي والاجتماعي، لكنه بالتأكيد خسر ما لا يشترى ولا يُقَدَّر بثمن.. احترام الجماهير.
- قاعدة الهلال منذ سنوات وهي تعاني على صعيد تقديم النجوم وحتى على صعيد البطولات، وبعد أن كانت الفرق السنية تحتكر البطولات أصبحت تكتفي بالمنافسة.. ما الذي تحتاجه؟
قاعدة الهلال وفئاته السنية تعاني كثيراً من وجود الفكر القديم، إضافة لوضعها الغريب إدارياً، وانفصالها التام عن الفريق الأولمبي والأول، وكأنها (نادي داخل نادي)، إدارتها غير متفرغة وغير متمكنة مادياً، رغم خطوتها الجيدة بالتعاقد مع الاتحاد الإسباني وهي الخطوة التي نحتاج لوقت حتى نعرف مدى جديتها ونجاحها وثمارها، لكن المشكلة الأكبر تكمن في آلية اكتشاف المواهب وتسجيلها، وكثير من المواهب التي هي في مصاف النجوم حالياً كانت في طريقها للهلال لولا البيروقراطية والواسطة التي عثت بالفئات السنية الهلالية فساداً، تخيل أن الهلال يعاني قبل سامي الجابر وبعده من عدم وجود مهاجم يراهن عليه باستثناء عبدالله الجمعان الذي ذهب ضحية فكره وثقافته، تخيل أن الهلال يعاني منذ رحيل النعيمة من عدم وجود قلب دفاع يقود الجهة الأكثر حساسية في الفريق فاضطر النادي لشراء واستقطاب عشرات المدافعين المحليين والأجانب، قس على ذلك في مراكز الحراسة والأظهرة، القاعدة تنتج عدداً ضئيلاً من اللاعبين القادرين على تمثيل الفريق الأول وجلهم في مركز الوسط، هذا خلل كبير وتحدثنا عنه كثيراً منذ سنوات طويلة ولا مجيب.