أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم عن رفع الحظر على نقل سجناء معتقل "جوانتانامو" إلى اليمن، داعياً الكونجرس إلى رفع القيود عن باقي حالات الانتقال، مشيراً إلى أنه سيُعَيِّن مبعوثاً جديداً لإغلاق المعتقل. وقال "أوباما" في خطاب عن سياسة مكافحة الإرهاب بجامعة الدفاع الوطني: "ليس هناك أي مبرر غير سياسات الكونجرس لمنع إغلاق المعتقل الذي لم يكن يتعين فتحه قط".
وأعلن "أوباما" عن رفع الحظر على ترحيل السجناء إلى اليمن، مشيراً إلى أنه سيجري نظر حالة كل معتقل على حدة.
وأضاف: "بأقصى حد ممكن سننقل المعتقلين الذين تمت الموافقة عليهم إلى دول أخرى، عندما يكون ذلك مناسباً، سنقدم الإرهابيين إلى القضاء في محاكمنا، وفي نظامنا القضائي العسكري".
وتابع: "سنصر على أن تكون المراجعة القضائية متاحة لجميع المعتقلين".
وأشار "أوباما" إلى أن مسؤولية المبعوث الجديد ل"جوانتانامو" ستتمثل في "التمكن من نقل المعتقلين إلى دول أخرى".
وأوضح أنه في الوقت الذي تجري فيه الحكومة استقطاعات بالميزانية، يتم إنفاق 150 مليون دولار سنوياً على صيانة "جوانتانامو" الذي يضم 166 معتقلاً.
واعتبر أن التاريخ "سيصدر حكماً قاسياً" إذا لم يتم إغلاق "جوانتانامو".
وأثار إضراب نحو مائة سجين عن الطعام منذ ثلاثة أشهر في "جوانتانامو" القلق حول ظروف السجن وأحيا الجدل حول إغلاقه، وهو الوعد الذي قطعه أوباما في 2008 ولم يفِ به حتى الآن.
وافتتح معتقل جوانتانامو في يناير 2002 بقرار من الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، في إطار الحرب الأمريكية العالمية ضد الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.
وحصل 86 معتقلاً من 166 على الضوء الأخضر للإفراج عنهم، لكن معارضة الكونجرس وعدم وجود اتفاقيات ثنائية لنقلهم ووقف ترحيل السجناء اليمنيين إلى بلدهم حتى الآن، عرقلت من إتمام العملية.
ودعا الرئيس الأمريكي إلى "إنجاز مهمة هزيمة القاعدة وحلفائها". وقال: إن "قلب القاعدة في أفغانستان وباكستان على وشك الهزيمة".
وأعلن الرئيس الأمريكي عن توقيع مذكرة تحدد الظروف التي ستستخدم فيها الولاياتالمتحدة في المستقبل الطائرات بدون طيار ضد إرهابيين محتملين.
وقال حول إتمام انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان في 2014: "يتعين علينا تحديد تعزيزاتنا ليس كحرب لا نهائية وشاملة على الإرهاب، لكن كمجموعة من الجهود المتواصلة الهادفة إلى تفكيك شبكات معينة للمتشددين الذين يهددون الولاياتالمتحدة".
وحذَّر من أن القاعدة "تحاول تدشين معاقل في بعض المواقع المتطرفة".
وأضاف أنه برغم موت أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، إلا أن الولاياتالمتحدة "لا تزال تتعرض للتهديد من جانب الإرهابيين".
وأكد "أوباما" أن بلاده "ليست في حرب ضد الإسلام"، موضحاً أن "العنف ضد أهداف غربية" ينجم كثيراً عن هذا الاعتقاد الخاطئ.
وقال "أوباما": إن "الإرهاب الذي نواجهه له أيديولوجية عامة تتمثل في اعتقاد بعض المتشددين بأن الإسلام في نزاع مع الولاياتالمتحدة والغرب".
وقال: إن العنف "ضد أهداف غربية وحتى مدنية يحدث نتيجة قضية أكبر من ذلك".
وأوضح "من المؤكد أن هذه الأيديولوجية قائمة على أكذوبة؛ لأن الولاياتالمتحدة ليست في حرب ضد الإسلام".
وأضاف أن هدفه يكمن في مواصلة مكافحة الإرهابيين دون الإبقاء على الولاياتالمتحدة "في حرب أبدية".
ودافع "أوباما" عن استخدام طائرات بدون طيار ضد جماعات إرهابية؛ لأنه يرى أنها "أنقذت أرواحاً"، لكنه اقترح ضوابط لزيادة الشفافية وضمانات لهذا الخيار. وقال: "هذه الهجمات أنقذت أرواحاً وأنها قانونية".
وأوضح أن التقدم المتواصل ضد القاعدة "سيقلل ضرورة" شن هجمات باستخدام طيارات بدون طيار، مفيداً بأن الولاياتالمتحدة تشن هجمات فقط ضد القاعدة وحلفائها.
وقال: "الولاياتالمتحدة لا تشن هجوماً عند امتلاكها القدرة لاعتقال الإرهابيين. إننا نفضِّل دائماً اعتقالهم واستجوابهم ومحاكمتهم. الولاياتالمتحدة لا تشن هجمات لمعاقبة أفراد".
وبرَّر استخدام الطائرات بدون طيار في حالات مثل تلك التي قُتل فيها رجل الدين الأمريكي أنور العولقي باليمن.