رحب المسؤولون الأستراليون بالمبادرة التي أطلقها السعوديون لإنقاذ الجمال والإبل الأسترالية عن طريق إرسالها إلى السعودية بدلاً من قتلها. وأشاروا إلى أنهم مستعدون لإرسال الجمال التي تصل أعدادها إلى 6 آلاف جمل بري إلى السعودية، إلا أن على من يرغب في ذلك من السعوديين تحمل تكلفة إرسالها التي تعد عالية؛ لأن هناك مشاكل لوجستية مثل عدم وجود طرق برية إضافة إلى طول المسافة بين البلدين. وذكروا أن بعض المواطنين السعوديين بالفعل يقومون في الوقت الحالي بإجراء اتصالات على السفارة الأسترالية بالرياض وبعدد من المكاتب المهتمة بالجمال والحيوانات في أستراليا، للتوصل معهم إلى طرق لنقل الجمال إلى السعودية، مشيرين إلى أنهم لا يمانعون في أخذ السعوديين للجمال الأسترالية للاعتناء بها بدلاً من قتلها، مؤكداً أن بعض السعوديين بدؤوا في ترتيب إجراءات نقل عدد كبير من هذه الجمال إلى بلادهم. وكان عدد كبير من المواطنين السعوديين شنوا حملات مكثفة لمطالبة أستراليا بإرسال جمالها إلى السعودية، بدلاً من إطلاق النار للتخلص من الأعداد الكبيرة التي تنتشر في صحاري أستراليا. وكانت أستراليا قد ذكرت بأنها ستقوم بإطلاق النار على نحو6 آلاف جمل وإبل لديها؛ لأنها تتلف المحاصيل وتأكل المرعى المخصص للغنم والماشية وتلحق الأذى بأنابيب المياه، وهو ما يعدها عدد كبير من الأستراليين مصدر إزعاج. وتأتي المطالبة الأسترالية بإعدام الجمال والإبل بعد تسببها في الفوضى لأكثر من خمسة أشهر في الإقليم الشمالي، حيث حطمت خزانات المياه وبعض البيوت، كما أرعبت العديد من سكان الإقليم ومنعت الكثيرين من الخروج من منازلهم وحطمت الحمامات ومضخات المياه في المزارع، كما أن السكان في مختلف الأقاليم الأسترالية تشكو من أكل الجمال نحو 80 % من محاصيلهم الزراعية. وكانت أستراليا قد بدأت في عام 1860 باستيراد بعض الجمال من الهند مع جمّاليهم للمساعدة في حركة نقل البضائع ونحوها، ومنذ ذلك الحين وإلى عام 1929 ساهم الجمل والجمالون المسلمون مساهمة عظيمة في الصحراء الأسترالية. ومن جهتهم قام السكان الأصليون بإنتاج فصيلة مختلفة من الجمال الهندية التي تعرف اليوم بالجمل الأسترالي والتي تستطيع التأقلم مع الظروف المناخية القاسية في الصحراء واستخدموها في الكثير من الأعمال التي تتطلب الجهد والمشقة هناك. فيما يشير البعض إلى أن وجود الإبل في أستراليا بدأ قبل مائة عام (وتحديداً في تسعينيات القرن التاسع عشر) حين استورد أحد تجار داروين الإبل من السعودية (ومن الأحساء تحديداً) لأغراض النقل في الصحراء، غير أن شق خطوط المواصلات وإنجاز خط القطار العظيم- من الغرب للشرق- جعل أصحابها يستغنون عنها ويتركونها في الصحراء، وناسبت البيئة الأسترالية الجمال القادمة من السعودية، لتنتشر بشكل كبير في أستراليا. وقد ساهمت المساحة الشاسعة للصحراء الأسترالية، وعدم احتوائها على تجمعات سكنية مهمة، في التغاضي عن هذه المشكلة طوال المائة عام الماضية، ولكن أعداد الجمال والإبل السائبة ارتفعت في السنوات الأخيرة لدرجة اقترابها من المدن والبلدات واعتدائها على المزارع ومناطق الرعي الخاصة.