أرسلت السلطات الأسترالية أمس (الخميس)، مروحيات إلى منطقة نائية لتطويق نحو 6 آلاف جمل متوحش، وأطلقت النار عليها في منطقة نهر دوكر الصحراوية، بعدما دفعها الجفاف والعطش إلى ترويع السكان، واقتحام منازلهم وغزو مدرج هبوط الطائرات. وأدت أنباء اعتزام أستراليا قتل تلك الجمال إلى اتفاق عدد من محبي الجمال السعوديين على إطلاق حملة على شبكة «الإنترنت»، لمطالبة السلطات الأسترالية بإرسال تلك الجمال إلى السعودية، حيث تحظى بالتقدير والعناية، وتقام لها مسابقات ملكات جمال الإبل. المطالبة حظيت بترحيب مدير شعبة الصحة الحيوانية في وزارة الزراعة السعودية الدكتور فيصل الطيب، لكن وفق ضوابط تبدأ بأخذ عينات من هذه الجمال، لفحصها مخبرياً والتأكد من سلامتها من جميع الأمراض، خصوصاً ما يعرف بمرض «الجهرة»، الذي يعد من أخطر الأمراض الطفيلية. وأضاف ل«الحياة» أمس أن الصعوبة في هذا الموضوع تكمن في السيطرة على هذه الجمال لإحضارها إلى السعودية، كونها حيوانات برية. وبحسب السلطات الأسترالية، فإنها نجحت حتى الآن في قتل 3 آلاف جمل روّعت السكان باقتحام منازلهم للاستئثار بصنابير المياه. ويوجد في أستراليا أكبر قطيع من الجمال، التي يقدّر تعدادها بنحو مليون جمل، وطالب زعماء الأحزاب السياسية هناك بأن تتخلص الدولة من الجمال وإزالتها تماماً، واتهموا تلك الحيوانات الضخمة بإلحاق الضرر بالأنظمة البيئية الهشة أصلاً في صحراء المناطق الشمالية من البلاد. ودعا سعوديون على شبكة «الإنترنت» رجال الأعمال في بلادهم إلى التوافق على خطة لنقل تلك الجمال إلى السعودية، خصوصاً أن عدم رغبة الأستراليين في وجودها تعني استعدادهم لبيعها بأثمان «بخسة». وذكرت خدمة «مكلاتشي تربيون» الإعلامية الأميركية، أن السعوديين المتعاطفين مع جمال أستراليا المتوحشة بنوا حملتهم الإلكترونية على الآية الكريمة في سورة الغاشية «أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلقت». وتشير إحصاءات إلى أن عدد الجمال في براري أستراليا سيتضاعف إلى مليونين في غضون تسع سنوات. وأعلنت السلطات الأسترالية، أنها استدرجت الجمال المتوحشة بطائرات مروحية، لتبعد نحو 15 كيلومتراً من حاضرة الإقليم الشمالي، ثم أطلقت النار عليها في الصحراء. وكان البيض أدخلوا الجمال إلى أستراليا من أفغانستان في القرنين ال19 وال20، لاستخدامها في النقل، بيد أن مالكيها أطلقوها في الخلاء، بعدما رصفت الطرق وعمت وسائط النقل الحديثة، وقال الزعيم المحلي غراهام تايلور: «إن أدق وصف لحال السكان هنا أن يقال إنهم يخضعون لحصار، إذ إنهم أضحوا مضطرين للبقاء داخل بيوتهم، وحين يتطلعون خارجها فهم لا يرون سوى عدد كبير من الجمال تقف أمام أبواب منازلهم».