أعلنت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية صباح اليوم الأحد، عن إطلاق المبادرة الوطنية لتحلية المياه بالطاقة الشمسية برعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبمشاركة ثلاث جهات حكومية تضم وزارة المالية، ووزارة المياه والكهرباء، والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة. جاء ذلك أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقدته المدينة في مقرها بحضور رئيس المدينة الدكتور محمد السويل، ووزير المالية إبراهيم العساف، ووزير المياه والكهرباء رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة المهندس عبدالله الحصين، وعدد من المسؤولين في المدينة. وأوضح الدكتور محمد السويل أن المبادرة تهدف إلى إيجاد الحلول التقنية بأقل التكاليف للمساهمة في دعم الاقتصاد الوطني، مشيراً إلى أنه تم تطوير تقنيات متقدمة من خلال المركز المشترك لأبحاث تقنية النانو بين المدينة وشركة آي بي ام العالمية، في خطوة تهدف إلى التطبيق العملي لتقنيات النانو المتطورة في مجال إنتاج أنظمة الطاقة الشمسية والأغشية لتحلية المياه. وبين أن أهمية هذه المبادرة الوطنية تأتي باعتبار أن تحلية المياه المالحة تعد الخيار الاستراتيجي لتأمين مياه الشرب للمملكة العربية السعودية، حيث تنتج المملكة أكثر من 18% من الإنتاج العالمي للمياه المحلاة، وحيث أن أسباب إزدياد تكلفة إنتاج المياه المحلاة تنبع من الإستهلاك الكبير للطاقة في محطات التحلية، ولذلك فإن العمل على تخفيض تكلفة إنتاج الطاقة سينعكس إيجاباً على خفض تكلفة الإنتاج. وذكر السويل أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عملت منذ أكثر من ثلاثة عقود على تنفيذ برامج البحث والتطوير في مجال نقل وتوطين تقنيات الطاقة الشمسية، نظراً لما تتمتع به المملكة العربية السعودية من سطوع شمسي عالي على مدار العام يقدر بعشرين ألف كيلووات لكل متر مربع سنوياً. وعن تفاصيل المبادرة أفاد أنه سوف يتم تنفيذ المبادرة الوطنية لتحلية المياه بالطاقة الشمسية على ثلاث مراحل في مدة زمنية تبلغ تسع سنوات، حيث تهدف المرحلة الأولى إلى بناء محطة لتحلية المياه المالحة بطاقة إنتاج تبلغ ثلاثين ألف متر مكعب يومياً لسد إحتياجات مدينة الخفجي من مياه الشرب وذلك من خلال بناء محطة لإنتاج الطاقة الشمسية بطاقة 10 ميجاوات وأغشية التناضح العكسي وذلك في مدة ثلاث سنوات، حيث بدأ التنفيذ العملي لهذه المرحلة منذ فترة قريبة. وأضاف : إن المرحلة الثانية تستهدف بناء محطة لتحلية المياه بالطاقة الشمسية بطاقة إنتاج ثلاثمائة ألف متر مكعب يومياً، يستغرق تنفيذها ثلاث سنوات، بينما سيتم خلال المرحلة الثالثة بمشيئة الله بناء عدة محطات لتحلية المياه المالحة بالطاقة الشمسية لكافة مناطق المملكة . وكشف رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عن أن مشاريع المبادرة الوطنية لتحلية المياه المالحة سوف يتم تنفيذها من خلال تجمع صناعي في المملكة يسوق المنتجات على مستوى العالم وهو ما يخدم ويعزز من توجهات الإستراتيجية الوطنية للصناعة ، حيث تملك المدينة الحقوق ويتم ترخيصها للآخرين وسوف يتم تسويقها خارج المملكة. من جهته عبر وزير المالية عن اعتزازه وفخره بهذه المبادرة الوطنية للتطوير الهام فيها بإشراف مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، حيث أن الطاقة الشمسية تعتبر مصدراً متجدداً بالإضافة إلى توفر مياه البحر مما سيساعد على توفير المياه بالكمية المناسبة للمملكة وكذلك خفض تكلفة إنتاجها. وأبدى استعداد وزارة المالية لتقديم الدعم الكامل واللازم لتوجه المملكة الواعد في مجال استخدام الطاقة الشمسية بالتعاون مع الجهات الدولية المتخصصة مشيراً إلى أهمية قيام رأس المال المحلي بالمشاركة وتطوير هذه الصناعة الواعدة التي تنفذها المدينة وغيرها من المجالات الهامة . بدوره اعتبر وزير المياه والكهرباء الإعلان عن هذه المبادرة نقلة نوعية ويوم مشهود في تاريخ صناعة المياه والكهرباء في المملكة باعتبار أن الطلب يزيد سنوياً في هذين القطاعين 7 % وهي تعتبر ثلاثة أضعاف النمو السكاني، وهذه نسبة نمو هائلة جداً أصبحت تشكل عبئاً مالياً كبيراً علينا وعلى إنتاج مصادر الطاقة في المملكة . وقال إن استخدام الطاقة الشمسية في تحلية المياه يعد أمراً مثالياً للمملكة لعدة أساب تتمثل في أنها طاقة نظيفة لا تشكل عبئاً على البيئة، كما أن هذه الطاقة متوفرة بشكل كبير على مدار العام، إضافة إلى التكلفة المنخفضة لاستخدام هذه الطاقة في تحلية المياه المالحة . وبين الحصين أنه بنهاية المرحلة الأولى للمبادرة فإنه سيتم القضاء بشكل نهائي على ما يواجه مدينة الخفجي من مشاكل في نقص المياه على المدى الطويل، حيث سيتم إنتاج ثلاثين متر مكعب عوضاً عن الكمية الحالية المقدرة بعشرين ألف متر مكعب والتي لا تكفي إحتياجات المدينة حالياً.