كرمت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي 72 متقاعداً ومتقاعدة، في حفل أقيم تحت رعاية الرئيس العام، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، وبحضور المستشار محمد بن حمد العساف، والوكيل المساعد، والشيخ الدكتور يوسف بن عبدالله الوابل، ومستشار مدير مكتب الرئيس العام، الدكتور خالد السبيعي، وقائد القوات الخاصة لأمن المسجد الحرام العميد يحيى الزهراني. وألقى زهير منصوري كلمة نيابة عن المتقاعدين، تضمنت سعادتهم بهذا اللقاء، بعد حياة حافلة بالجهد، والاجتهاد، والبذل، والعطاء، في خدمة بيت الله الحرام، والفخر والاعتزاز بالشرف العظيم في خدمة بيت الله الحرام وخدمة قاصديه من حجاج وزوار ومعتمرين، محتسبين في ذلك الأجر والمثوبة من الله عز وجل، وأن يجعل ذلك خالصاً لوجهه الكريم.
وأضاف "منصوري" أن هذا اللقاء ليس نهاية الصلة بالعمل، وأن التواصل مستمر إن شاء الله ولن ينقطع، وعبر عن عظيم الشكر والامتنان للشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، والشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الفالح، والدكتور محمد بن ناصر الخزيم، ولمن سبقهم من المسؤولين على الرعاية والاهتمام الذي يدل على مدى الحرص على التواصل بين أبناء الرئاسة .
وألقى مدير فرع الجمعية الوطنية للمتقاعدين، الدكتور محمود بن حسن زيني، كلمة قال فيها: يشرفني أن أقف بين يدي جميع المتقاعدين في هذا اليوم المبارك لتكريمهم، وفي البدء نرفع آيات الشكر والعرفان والوفاء لخادم الحرمين الشريفين، ونجدد البيعة له حفظه الله. أيها الإخوة أنتم الذين نسميكم المتميزين، قدمتهم كل خير تقرباً إلى الله تعالى وقد فضَّلكم المولى جل جلاله وشرَّفكم بالخدمة في المسجد الحرام والمسجد النبوي، وهذا فضل من الله جل علاه "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ".
وقال الرئيس العام، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، في كلمته التي ألقاها: "يسرنا أن نلتقي في رحاب البلد الحرام وفي احتفائية متميزة، لإخوة أعزاء متميزين، أفنوا أعمارهم في خدمة المسجد الحرام والمسجد النبوي، جزاهم الله خيراً، على جهودهم وضاعف أجورهم وأعطاهم الأجر والمثوبة، وأن يجعل ما قدموه رفعه لهم بالدنيا، وذخراً في الآخرة".
وأضاف: "أيها الإخوة الأحبة يطيب لي باسم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام، والمسجد النبوي، أن أرفع الشكر لله أولاً وأخراً، ثم لولاة أمرنا، وفقهم الله على جهودهم في خدمة المسلمين عامة، وفي خدمة الحرمين الشريفين خاصة".
وأشار "إننا ونحن نتذكر النعم ومنها منة البيعة لولي الأمر خادم الحرمين الشريفين، وفقه الله، وأمد في عمره في طاعته ورزقه البطانة الصالحة، وأسبغ عليه لباس الصحة والعافية، نتذكر هذه النعم وما حبا الله هذه البلاد عقيدةً وشريعة وخدمة الحرمين الشريفين من النعم العظمى، ونعمة الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار، إن هذه المناسبة لتجديد النعم للمتفضل المنعم جل وعلا ولولا فضله وعونه وتوفيقه سبحانه لما حصلت هذه النعم والحمد لله جل وعلا، على هذه النعم العظمى ونسأله تعالى أن يوزعنا شكرها، وأننا باسم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، نجدد البيعة لخادم الحرمين الشريفين، ونشكره على الجهود العظيمة التي تبذل في خدمة الإسلام والمسلمين عامة، وما يوليه للرئاسة العامة للمسجد الحرام والمسجد النبوي من عناية خاصة، ومن تشجيع ودعم ومؤازرة، وإن المشاريع العظمى التي هي درة في جبين التاريخ المعاصر لاسيما من التوسعات التاريخية للحرم المكي الشريف والمسجد النبوي لاشك أنها من أعظم ما يفاخر به، والله نسأل أن يجعلها في موازين أعماله وأن يجزيه فضله وكرمه، وسمو ولي عهده، وسمو النائب الثاني، وسمو أمير منطقة مكةالمكرمة، وسمو أمير منطقة المدينةالمنورة، على ما يبذلونه من تشجيع ودعم ومؤازرة للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام، والمسجد النبوي في خططها المستقبلية، التي تصب في خدمة الحرمين الشريفين والتوجيهات السامية، وتصب في خدمة قاصديه، ولم يكن لهذه الجهود أن توجد لولا فضل الله ثم التعاون الكبير من الرئاسة، لذا نقدم الشكر والثناء للعاملين بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، وكذلك لزملائنا المتقاعدين، وكذا الجهات المتعاونة مع الرئاسة كالجهات الأمنية، ومقام وزارة الداخلية، والأمن العام، وكذا شرطة منطقة مكةالمكرمة، وزملائنا الأخيار؛ قيادة أمن المسجد الحرام، والزملاء الذين يتعاونون مع الرئاسة في كل ما من شأنه تقديم أرقى الخدمات وذلك في أعلى مستويات الأمن والخير في المسجد الحرام والمسجد النبوي، ونشكر الزملاء في الجمعية الوطنية للمتقاعدين ونقدم لهم الشكر والثناء على تشريفهم حفل الرئاسة".
وأضاف :"أيها المتقاعدون، التقاعد ليس نهاية المطاف، إنه باب البداية لمنعطف جديد في حياة كل إنسان والتجديد والتغيير والتطوير في حياة الأفراد والمؤسسات، ولا يمكن أن تستمر الأمور على حال، وهذه سنة الله - عز وجل - لكن يبقى العمل الصالح وحسن العمل، هنيئاً لكم يا بشرى ما قدمتموه من أعمال عظيمة هي أوسمة عز وفخار لكم في دنياكم، وثواب وأجر في أخراكم، فما قدمتموه حقيقة يتفاخر بها في الرئاسة، واليوم نلتقي مع كوكبة متميزة، ونخبة مختارة متألقة مبدعة، وبإذن الله سوف نستفيد منهم ويستفيد منهم المجتمع في كل المجالات، إن عمل المسلم لا ينقطع أبداً قال تعالى: "وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ"، وقال جل شأنه: "الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ"، والرئاسة تثمِّن الجهود المباركة التي قدمتموها من تميز خلال فترة عملكم، وكذا هنالك أفكار كثيرة للاستفادة من خبراتكم، وأنتم بيوت خبرة، وأنتم المكاتب الاستشارية ليستفيد منها الجميع، والرئاسة ترحب بكل اقتراحاتكم ومشوراتكم، وسيكون هنالك لجنة للمتقاعدين والاستفادة من خبراتكم المتميزة، وننسق مع الجمعية، وسننشئ نادياً للمتقاعدين لخدمة الرئاسة، وسنستفيد من الخبرات والطاقات التي كانت تعمل لخدمة الحرمين الشريفين، ونطلب من الله القبول وجزاكم الله خيراً".
وأوصاهم "السديس" باستغلال الوقت في القراءة، وكتابة المذكرات، والاهتمام بأبنائهم، ومواصلة تعليمهم، ووصف كلمة التقاعد بأنها وصف شنيع، ومن الوفاء أن نتذكر المتوفين من رؤسائنا ومشايخنا، الذين لهم قلم بهذه الرئاسة وسطر وإبداع .
وألمح "السديس" إلى أنه سيتم تكريم علمائنا، وخطبائنا، ومؤذنينا، ومدرسي المسجد الحرام، وتعد هذه الليلة من الليالي السعيدة التي نلتقي بها.
وشكر "السديس" ولاة الأمر على ما قدموه لخدمة الإسلام والمسلمين، وقاصدي المسجد الحرام، والمسجد النبوي، وكرَّم المتقاعدين، والتقط معهم الصور التذكارية.