رصدت مدونة "جلوبال إيكونيمك انالسيز" المتخصصة في تحليل الأسواق العالمية مجموعة من التقارير الساخنة والمتوترة في الشرق الأوسط هذا الأسبوع فيما يتعلق بإعلان طهران تدشين مفاعل بوشهر النووي الإيراني على ساحل الخليج العربي يوم السبت 21 أغسطس، وخلص تحليل المدونة إلى أن هذه التصريحات والتقارير مجرد تسخين للأجواء بلا تهديدات حقيقية؛ حيث لا يبدو أي هجوم أمريكي أو إسرائيلي على إيران قابلاً للتحقق. وأول التقارير التي رصدتها المدونة قادم من شبكة "بلومبرج" الأمريكية تحت عنوان "إيران تهدد وجود إسرائيل نفسها في حال قيام إسرائيل بضربة جوية على إيران"، ونقل التقرير عن وكالة "مهر" الإيرانية الرسمية أن وزير الدفاع الإيراني أحمد فاهيدي عندما سُئل عن احتمال قيام إسرائيل بتوجيه ضربة لمفاعل بوشهر النووي قال: "إنه في حال قيام إسرائيل بتوجيه مثل هذه الضربة فسوف نفقد مفاعلاً نووياً، لكن في المقابل سيكون وجود إسرائيل نفسه عرضة للخطر". أما التقرير الثاني فكان عن افتتاحية صحيفة "المدينة" السعودية يوم السبت 14/ 08/ 2010؛ حيث نقل التقرير عن إشارة الصحيفة إلى أنه ربما يلوح الخيار العسكري بوصفه حلاً أفضل لدى البعض. واقتطف التقرير عن افتتاحية "المدينة" قولها إن "إعلان طهران وتأكيد روسيا معه أن تدشين مفاعل بوشهر النووي الإيراني على ساحل الخليج العربي سيكون خلال الشهر الحالي مؤشر على مرحلة جديدة ستدخلها المنطقة؛ فطهران بهذا التصرف نقلت مواجهتها مع المجتمع الدولي إلى مرحلة متقدمة ربما يلوح الخيار العسكري فيها بوصفه حلاً أفضل لدى البعض لن يؤدي تأخيره إلا إلى الوصول إلى نقطة يصبح فيها استعماله مستحيلاً إنْ نجحت طهران في صنع قنبلتها النووية". والتقرير الثالث خرج من واشنطن في تصريحات أدلى بها سفير الولاياتالمتحدة السابق في الأممالمتحدة وأحد أركان المحافظين الجدد جون بولتون لقناة "فوكس بزنس نتوورك" الثلاثاء، حين أعلن أن أمام إسرائيل ثمانية أيام لتوجيه ضربة عسكرية لمحطة بوشهر النووية في جنوبإيران، وبعد ذلك يكون قد فات الأوان لضرب هذا المفاعل دون التسبُّب في تلوث إشعاعي يطول المدنيين. وانتقد بولتون في هذا الصدد دور روسيا في بناء تلك المحطة قائلا: "إن موسكو كانت تريد دائماً القدرة على وضع أصبع في عين الولاياتالمتحدة". وينتهي التقرير بالقول: "إن تقديم روسيا الوقود لإيران يبدو أمراً قابلاً للتحقق بعد إعلان المتحدث باسم هيئة التعاون النووي الروسية الجمعة الماضي أن روسيا ستبدأ تزويد المفاعل الإيراني بالوقود النووي ابتداء من يوم 21 أغسطس الجاري، أما أي هجوم أمريكي أو إسرائيلي على إيران فلا يبدو قابلاً للتحقق، وخير شاهد على ذلك أن البورصات وأسواق التبادل التجاري لم تستجب لهذه التصريحات، وهي تسير بشكل عادي، أما ما يحدث فمجرد تسخين للأجواء بلا تهديدات حقيقية".