تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو على اليوتيوب، يُظهر سودانياً ينقذ وافداً آسيوياً، جرفت سيول وادي الأديرع بحائل حافلته، السبت الماضي، وأُطلق عليه "السوداني بطل الأديرع". "سبق" التقت السوداني إبراهيم عوض (41 عاماً) بطل الفيديو، وسألته عن كيفية إنقاذ الوافد، فأوضح أنه جاء لأول مرة إلى حائل في مهمة عمل، مبيناً أنه وصل الساعة العاشرة صباحاً، أثناء هطول الأمطار على حائل.
وأوضح "عوض" أنه رأى أثناء خروجه من السكن الخاص بمقر الشركة، عدداً من السيارات تحاول عبور الوادي، ومن ضمنها حافلة. وواصل: توقفت الحافلة فيما يبدو بسبب تعطل محركها من الماء، وفوراً استنجد صاحبها بعد أن رأى حافلته بدأت تنجرف جانباً بسبب قوة المياه، وسقط الوافد من حافلته.
وعندما لاحظ "عوض" عدم تطوع أحد من المتفرجين لإنقاذه، أعطى جميع مستنداته الرسمية لشخص سعودي، وغامر لإنقاذ الوافد. وقال: "فور نزولي في الماء لاحظت قوة دفعه، فتذكرت عمق الوادي أثناء مروري به للصدفة، فجرأت نفسي، ولمعرفتي التامة بالسباحة، كنت أصارع سرعة الماء بالتوجه صوب الغريق.
وأكمل: وخلال وقت قصير جداً وصلت له، ولله الحمد، ولعدم معرفتي بجنسيته أشرت إليه أن يتشبث بي عن طرف وأن يسير موازياً لي، وأنا ممسك به، إلا أنه تعب، فأشرت عليه ألا يتشبث بي بقوة، حتى لا نغرق سوياً، وكأنه فهم ذلك فأصبحت ممسكاً به وهو مواز لي بالرغم من تعبه الشديد، لكن وجود جدار على جانبي الوادي زاد من خوفي بعدم نجاتنا.
ويبين: لمحت سلماً للطوارئ على بعد 500 متر تقريباً، فحاولت جاهداً التوجه له، إلا أن الوافد بدأ يسقط، فاقتربت منه وساعدته والماء يغمرنا، ووصلت لسلم الطوارئ، ووجدت الدفاع المدني والإسعاف والمواطنين أمامنا، فتم إسعاف الوافد.
وعن الوقت الذي استغرقه إنقاذ الوافد، ذكر أنه لا يتجاوز خمس دقائق، مشيداً في الوقت ذاته بسرعة استجابة الدفاع المدني بحائل والهلال الأحمر السعودي، للبلاغ الذي لا يتجاوز عشر دقائق.
وأوضح "عوض" أنه كان محل حفاوة وتقدير المتفرجين، الذين قدموا له الشكر واستضافه أحد السودانيين، يُدعى "أبو محمد السمّاني"، كما تلقى اتصالاً من مدير إدارة الدفاع المدني بمنطقة حائل، اللواء عبدالله بن علي الزهراني، الذي شكره على عمله ذلك، كما تلقى اتصالاً من رئيس شركته وعائلته، وأكثر من 1000 اتصال ورسالة من أبناء حائل يشكرونه على ذلك، خاصة أن رقم جواله انتشر للمطالبة بشكره على عمله.
وعما جرى له وسط المياه، قال عوض ل "سبق": "لقد كنت أثناء نزولي للوادي متخوفاً مما قد يعيق عملية الإنقاذ من الأخشاب، وكذلك الأحجار التي لاحظت وجودها بكثرة بالوادي في بداية جريانه عند تأملي له، لكن بمجرد مغامرته نسيت كل شيء، ولم أشعر بالإعياء إلا بعد الخروج من الوادي، موضحاً أنه لم يصب بأذى ولله الحمد.
والسوداني إبراهيم عوض من سكان مدينة عرب الواقعة على النيل الأزرق في السودان، ويعمل في السعودية منذ أكثر من 15 عاماً، وهو أب لطفلة واحدة "ريان 3 سنوات".