ألقى وزير العدل الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى محاضرةً عن النظام العدلي في المملكة العربية السعودية وتحديثاته التنظيمية والإجرائية والتقنية ومشاريعه التدريبية والإنشائية، في إطار مشروع خادمِ الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطويرِ مرفق القضاء. وتطرق في محاضرته التي نظّمتها سفارة خادم الحرمين الشريفين بمملكة بلجيكا، إلى عددٍ من الجوانب العدلية، مشدّداً على أن المرجعية القضائية في السعودية تعتمدُ النصَ الإسلامي، وتفتحُ المجال للسلطة التقديرية للقضاء وفق المبادئ التي استقر عليها قضاءُ المملكة. وتحدث الدكتور العيسى عن المعالم الرئيسة لمشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير مرفق القضاء، ولاسيما ضمانات العدالة والبدائل الشرعية للتقاضي المتمثلة في خيارَي المصالحة والتحكيم ودورهما الكبير في تخفيف العبء على المحاكم مع وصولهما إلى حلول توفيقية في الغالب الأعم، وأن هذا مطلب ينشده الجميع مع ضمانة عدم اللجوء لهما بأي أسلوبٍ من أساليب التأثير واعتماد القضاء لما يصدر عنهما دون التدخل في موضوع الصلح أو التحكيم كما هي المبادئ المستقرة. وتناول وزير العدل أبرز مواد نظام التحكيم الجديد وتحدث بإسهاب عن المحاكم التجارية ودورها في حماية الساحة التجارية وليس فقط الفصل في المنازعات، وكذلك أسهب الحديث عن توسيع قاعدة التخصص النوعي في نظر القضايا وملامح استقلال السلطة القضائية، كما تطرق خلال المحاضرة إلى العديد من الأنظمة ذات الصلة بالعمل العدلي مبرزاً أهم ملامحها. وفي ختام المحاضرة أجاب العيسى عن أسئلة واستفسارات الحضور، والتي شملت عديداً من الموضوعات في قضايا العدالة والحقوق وبعض الجوانب ذات الطبيعة الدينية. من جهة أخرى، التقى وزير العدل الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى اليوم رئيسة لجنة بعثة شبه الجزيرة العربية في البرلمان الأوربي أنجليكا بنلر، وذلك بمقر البرلمان الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل. وجرى خلال اللقاء مناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك فيما يتعلق بالعدالة والحقوق. وأكد الدكتور العيسى خلال لقاءاته الأوروبية أن الإسلام ليس له في المفاهيم العدلية للمملكة اسمٌ بديلٌ ولا رديفٌ ولا فصائل تخرج عن مظلة مسماه، وأن المملكة انتهجت في فهم نصوصه منهج أسلافها السابقين في نظرتهم الوسطية والمعتدلة في تطبيق نصوص الشريعة الإسلامية والتي استقرت بها أحوال الدولة داخلياً وتواصلت خارجياً بحضور دولي يتمتع بالموثوقية والمصداقية والعدالة وذلك طيلة قرن من الزمن ترجم خلالها المفهوم الوسطي لفهم النص الإسلامي، مشيراً إلى أن الوسطية سمة بارزة في وصف القرآن للمسلمين.