كشف مدير مكتب العمل بمنطقة مكةالمكرمة، عبدالله العليان، أن وزارة العمل ستكون شريكاً إستراتيجياً لملتقى شباب منطقة مكةالمكرمة، انطلاقاً من العام المقبل، فيما حث الشباب السعودي على "الجديّة" في طلب العمل، حتى يجدوا وظائف تناسب مؤهلاتهم، عبر التواصل مع جهات التوظيف. وزار 50 طالباً من المشاركين في ملتقى الشباب بمنطقة مكة - الذي ترعاه سبق إلكترونياً - زاروا ميدانياً مكتب العمل بمحافظة جدة أمس، السبت، ضمن الفعاليات المصاحبة، بحضور المدير العام لصندوق تنمية الموارد البشرية بمنطقة مكةالمكرمة، هشام عبدالرحمن لنجاوي، ومدير مكتب العمل بجدة، عبدالمنعم الشهري، كما زاروا أيضاً المعهد الوطني للتقنية، التابع لمجموعة بن لادن السعودية، وأكاديمية "دلة" للعمل التطوعي.
وتهدف الزيارات الميدانية للطلاب، إلى الاطلاع على جهود الجهات الحكومية، والخاصة، والالتقاء بالمسؤولين؛ لتمكين الشباب من المساهمة في قيادة مسيرة التنمية لتحقيق الرؤية المستقبلية، والأهداف الإستراتيجية، والتنموية للمنطقة، وإيصال أهدافهم، ورسائلهم المتمثلة في الشعور بالمسؤولية، واحترام النظام، لتعزيز السلوكيات الإيجابية، ودفع الشباب إلى التفاؤل بالمستقبل لخدمة أهداف الولاء والانتماء، وتعزيز حب الدين، وحب الوطن، فضلاً عن أهمية العمل، وأهميته في تعزيز الثقة بالنفس، وبناء المجتمع، والمشاركة في التنمية.
وأوضح مدير مكتب العمل بمنطقة مكةالمكرمة، عبدالله العليان، في حديثه للطلاب وجود تعاون من شركات القطاع الخاص، مستدركاً القول: "ولكن أحياناً لا يوجد تعاون من طالب العمل، فأغلب الشباب لا يبحثون بجدية عن العمل، ولا يتواصلون بل إن أغلبهم يجهل جهات التوظيف"، مستطرداً القول: "هذه مشكلة حقيقية، حيث إن لدينا طلبات توظيف من شركات لتوظيف سعوديين، وآخر تلك الطلبات من شركة تطلب ألف موظف سعودي، ولم تجد موظفين لأنه لم يوجد من يقدم أوراقه، ومؤهلاته، وعناوينه، لجهات التوظيف".
وأكد "العليان" أن فرق التفتيش ستواصل مهامها، بعد نهاية المهلة، وفق خطط مسبقة، تم وضعها لهذا الأمر، وقال: "مفتش مكتب العمل لا يحق له قطع الإقامة ووزارة العمل، لم توقف الحملة على مخالفي نظام العمل، إنما هي فقط ملتزمة بالمهلة التي منحها خادم الحرمين الشريفين، ومدتها ثلاثة أشهر، لتصحيح أوضاع المخالفين، ونحن بانتظار انتهائها".
وشدد مدير مكتب العمل بمنطقة مكةالمكرمة، على أهمية الدور الذي يلعبه القطاع الخاص في التوظيف، ممثلاً في الشركات والمؤسسات، وأن دورها يعد أهم بكثير من دور الوزارة، متى ما كان صاحب العمل لديه إحساس بالمسؤولية تجاه وطنه ومجتمعه، فالواجب الوطني يحتم على كل صاحب عمل أن يكون مسؤولاً وشريكاً أساسياً لوزارة العمل في الإحلال والتوظيف.
ورحب "العليان" بجميع الطلاب ممتدحاً فكرة تنظيم الملتقى، ودعم الشباب واحتضانهم، ليقدموا إبداعاتهم، وأفكارهم، وابتكاراتهم، مقدماً شكره وتقديره للأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب الفكرة، على دعمه واحتضانه للشباب لينموا مهاراتهم، ويصقلوا مواهبهم.
وأوضح مدير مكتب العمل بمحافظة جدة، عبدالمنعم الشهري، رداً على استفسارات الطلاب المشاركين في ملتقى شباب منطقة مكة: "أن وزارة العمل نجحت في توظيف أكثر من 450 ألف مواطن ومواطنة، خلال الفترة الأخيرة، مشيراً إلى وجود خطط وإستراتيجية لتوظيف السعوديين وفق دراسات واسعة، ومتأنية، ودقيقة، متوقعاً أن النتائج سوف تتضح مع بدء انتهاء مهلة تصحيح أوضاع العمالة، والبدء في تطبيق خطة التوطين خطوه خطوة، وقال: "نحن واثقون من إيجابية النتائج لتقضي تماماً على مشكلة البطالة"، مفيداً بأن الوظائف الصيفية المتاحة للطلاب، ستوزع على طالبي العمل بحسب قرب مواقع إقامتهم من الشركات.
وأشاد المدير التنفيذي للمعهد التقني التابع لمجموعة بن لادن، رائد الرشيد، بفكرة ملتقى الشباب ودوره في صناعة وإنتاج شباب وطني واعد، مشيراً إلى أن احتضان الأمير خالد الفيصل لشباب الملتقى يأتي دعماً للشباب الذين يمثلون الثروة الحقيقية للوطن.
وأوضح "الرشيد" أن المعهد وبكل إمكاناته سيسهم وبفاعلية في تدريب وتأهيل وتوظيف الطلاب، من خلال تهيئتهم في المجالات التي يختارونها، بحسب تخصصاتهم العلمية، بحيث يستقبلهم المعهد في العديد من التخصصات التقنية والفنية، وكذلك تعليمهم اللغة الإنجليزية، ليمارسوا العمل فيما بعد باللغة الإنجليزية وبطلاقة، مبيناً أن هذا الدور يأتي تفاعلاً مع توجهات وتوجيهات سمو أمير منطقة مكةالمكرمة الذي احتضن كعادته الشباب ليصنع منهم رجالاً يخدمون أنفسهم ووطنهم.
وبين "الرشيد" أن المعهد يستقبل الخريجين، ويقدم لهم فرصاً مجانية تدريبية وتأهيلية، من خلال تعليمهم اللغة الإنجليزية، وتدريب التدريب المنتهي بضمان التوظيف، بل إن الطالب وخلال دراسته يحصل على مكافأة شهرية تبدأ ب1500 ريال إلى ثلاثة آلاف ريال، مشيراً إلى وجود مدربين وأساتذة اختصاصيين في التدريب، والطالب يحصل على شهادة دبلوم معترف بها.
وتعرف الشباب المشاركون في ملتقى الشباب على البرامج والأنشطة التي شاركت فيها أكاديمية "دلة" للعمل التطوعي، وتقدمها للمجتمع ضمن إطار المسؤولية الاجتماعية، واستمعوا خلالها إلى شرح من مسؤول العلاقات، وشؤون المتطوعين إيهاب السفياني.
وقدم مدير المشاريع والبرامج بالأكاديمية، عمرو غازي العوفي، محاضرة عن أسس ومهارات التطوع الإيجابي، مشيراً إلى أن العمل التطوعي بات يمثل في المجتمعات الحديثة صورة إيجابية للمواطنة، وقيمة وطنية عليا، تجعل من الوطن حافزاً للبذل، والعطاء، والعمل، من أجل الآخرين.
ولفت "العوفي" إلى أن الإنسان السعودي وبفعل قيمه الدينية والاجتماعية والثقافية، فإن العمل التطوعي يأخذ بعداً آخر لديه، فهو يحقق له استثمار تلك القيم لخلق قيم وطنية عليا، مضيفاً "العمل التطوعي يمثل ثقافة وحالة وطنية وإنسانية عليا"، مستشهداً بأنه في الأحداث التي يشهدها كثير من دول العالم "يصبح العمل التطوعي ذا مكانة وتأثير، فهو يؤدي مهامه الوطنية التي تحفزها القيم الإنسانية".