للمرة الأولى في المملكة، تنطلق فعاليات الاحتفال بيوم التراث العالمي، الثلاثاء القادم، بمقر جامعة دار العلوم، تحت شعار "التراث الوطني "إرث الماضي للحاضر"، وتتضمن خمس جلسات تستعرض خمسة موضوعات متخصصة على مدار يومين، يناقش خلالها أكثر من 20 متحدثاً 18 محوراً متخصصاً. يأتي الاحتفال برعاية رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز؛ لتعزيز ونشر قيم التراث العمراني، وتلبية للدعوات العالمية بضرورة صيانته والحفاظ عليه، باعتباره جزءاً مهماً للإنتاج والإبداع الإنساني على مر العصور.
كما سيُقام معرض مصاحب، وعرض فيلم عن اهتمام المملكة بالتراث العمراني، وإبرام عددٍ من مذكرات التفاهم بين جهات متخصصة لدعم جهود المملكة في العناية بالتراث العمراني، وتأكيد إبراز الجهود الوطنية في هذا المجال.
وتتصدر الجلسة الافتتاحية الاحتفاء بشخصية العام ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الحاصل على جائزة الإنجاز مدى الحياة للتراث العمراني لمؤسسة التراث الخيرية، يعقبه تكريم الرعاة والمشاركين ومن لهم دور مؤثر في إبراز جهود المملكة بمجال التراث، كما سيتم إقامة لقاء مفتوح لرئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير "سلطان بن سلمان" مع طلاب وطالبات جامعة دار العلوم والجامعات السعودية، يديره رئيس مجلس جمعية الثقافة والفنون سلطان البازعي.
أُعلن عن ذلك في مؤتمر صحفي عقدته اللجنة المنظمة أمس بمقر جامعة دار العلوم، بحضور كلٍ من رئيس جامعة دار العلوم "رئيس اللجنة المنظمة للاحتفالية" الأستاذ الدكتور عبد الله بن سعد المديميغ، والمشرف العام على مركز التراث العمراني الوطني بالهيئة العامة للسياحة والآثار الأستاذ الدكتور مشاري بن عبدالله النعيم ، والذي ناب عنه المدير التنفيذي لمركز التراث العمراني الوطني الدكتور محسن بن فرحان القرني، ورئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لعلوم العمران الدكتور عبد العزيز بن ناصر الدوسري، ووكيلة جامعة دار العلوم لشؤون الجودة والتطوير الدكتورة ندى بنت عبد العزيز النافع، وعميد كلية الهندسة المعمارية والتصميم الرقمي بجامعة دار العلوم الدكتور أيمن بن مشرف المشرف.
وفي بداية المؤتمر الصحفي أكد الدكتور "المديميغ" رئيس اللجنة المنظمة للاحتفالية: "إن إقامة هذه الفعالية للمرة الأولى في المملكة تعكس إلى حد كبير حجم الحفاوة والاهتمام الذي يوليه أبناؤها لقيم التراث العمراني فيها، ورغبتهم في تعزيز قيمها بين أجيالهم المتعاقبة".
من جهة أخرى قال الأستاذ الدكتور "النعيم": "نحن في مركز التراث العمراني الوطني بالهيئة العامة للسياحة والآثار ندعم فكرة إنشاء يوم التراث العالمي الذي يحتفل به العالم في يوم 18 إبريل، ونشكر جامعة دار العلوم التي تبنّت فكرة الاحتفال بيوم التراث للمرة الأولى في المملكة العربية السعودية. والذي نتوقع أن يكون له تأثير كبير على مستوى الوعي الاجتماعي بثقافة التراث في بلادنا، خصوصاً أن المملكة تُمثل قارة كبيرة ويوجد بها آلاف المواقع التراثية التي تحتاج منا إلى عمل كبير ودؤوب من أجل المحافظة عليها".
وقال الدكتور محسن القرني، المدير التنفيذي لمركز التراث العمراني بالهيئة: يهدف الاحتفال إلى تفعيل المشاركة بين كل الجهات ذات العلاقة بالتراث العمراني بما يحقق الجدوى الاجتماعية الاقتصادية وزيادة فرص العمل في مجال المحافظة على التراث ولاسيما إعادة تأهيل مباني التراث العمراني بما في ذلك القرى التراثية التقليدية، فضلاً عن تعزيز نشر الوعي بأهمية الحفاظ على التراث العمراني كونه يشكّل حلقة الوصل بين الأجيال "الماضي إرث الحاضر" ودوره في تشكيل الهوية الوطنية من خلال عقد ورش العمل والملتقيات وغير ذلك من الأنشطة الثقافية.
وكشف المؤتمر الصحفي عن أن فعاليات الجلسة الأولى ستسلط الضوء على رؤية الأمير وأثره على التراث العمراني للمملكة في أربعة محاور، هي: المنجز الحضاري والموروث العمراني، والتنمية العمرانية الشاملة، والحفاظ وإعادة التأهيل العمراني، والأصالة وترسيخ الهوية الوطنية.
فيما تناقش الجلسة الثانية لليوم الأول موضوع "العمارة والتراث في منطقة الرياض"، ويرأسها: المشرف العام على مركز التراث العمراني الوطني بالهيئة العامة للسياحة والآثار الأستاذ الدكتور مشاري بن عبدالله النعيم، وينضم إليها مقرراً رئيس الهيئة السعودية للمهندسين حمد بن ناصر الشقاوي، وتتضمن الجلسة ثلاثة محاور يستعرض خلالها المتحدثون عدداً من الجهود والإنجازات المبذولة في: تطوير عمران الرياض، وترسيخ الهوية المعمارية والحفاظ على الموروث العمراني، وإدراج الموروث العمراني للمملكة العربية السعودية على لوائح اليونسكو.
وتضم قائمة المناقشين في الجلسة الثانية لليوم الأول عدداً من المتخصصين، هم: رئيس مكتب دار العمران راسم بن جمال بدران، ومدير مكتب البيئة- مخططون ومعماريون ومهندسون، علي بن محمد الشعيبي، ومدير إدارة التطوير العمراني- الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، عبدالله بن حمد الركبان.
وكشفت اللجنة المنظمة خلال المؤتمر الصحفي عن فعاليات اليوم الثاني، حيث تتضمن الجلسة الأولى مناقشة البعد الحضاري للتراث في المملكة، وذلك برئاسة الأستاذ الدكتور علي بن ابراهيم الغبان، نائب الرئيس لقطاع الآثار والمتاحف "الهيئة العامة للسياحة والآثار"، وعميد كلية السياحة والآثار في جامعة الملك سعود الدكتور سعيد بن فايز السعيد مقرراً.
بالإضافة إلى مناقشة موضوع البعد الحضاري للتراث بالمملكة من خلال: الآثار، والحِرف والصناعات اليدوية، والتراث العمراني، بمشاركة المدير التنفيذي لجمعية الحفاظ على التراث الدكتورة مها بنت عبدالله السنان، ونائب الرئيس المساعد لقطاع الآثار والمتاحف- الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور حسين بن علي أبو الحسن، ومدير مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي فؤاد بن فهد الذرمان، والمشرف العام على برنامج الحِرف والصناعات التقليدية- الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور علي بن صالح عنبر، والمدير التنفيذي لمركز التراث العمراني الوطني - الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور محسن بن فرحان القرني.
وتدور وقائع الجلسة الثانية من فعاليات اليوم الثاني حول موضوع "التراث العمراني: "فكر كونياً ونفذ محلياً"، للحديث عن التراث العمراني في المملكة بين المحلية والعالمية من خلال محاور: المواثيق والاتفاقيات العالمية، والتجارب العالمية الناجحة، العلوم والتقنية الحديثة، حيث سيرأس الجلسة الأستاذ المشارك غير المتفرغ في كلية العمارة والتخطيط بجامعة الملك سعود، صالح بن علي الهذلول، ومدير إدارة برنامج المحافظة على التراث بالهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض المهندس سامي بن أحمد الجبير مقرراً. وسيتحدث فيها كلٌ من: رئيس مكتب معمار استشاريون في العمارة والتخطيط الأستاذ الدكتور عادل بن عبد الفتاح إسماعيل، ورئيس مركز إحياء تراث العمارة الإسلامية في مصر الأستاذ الدكتور صالح بن لمعي مصطفى، والمشرف العام على مركز التراث العمراني الوطني بالهيئة العامة للسياحة والآثار الأستاذ الدكتور مشاري بن عبدالله النعيم.
وستختتم فعاليات اليوم الثاني بجلسة خاصة حول دور المؤسسات العلمية والتعليمية والمهنية في غرس ثقافة الحفاظ على التراث، يرأسها الدكتور أحمد بن محمد السيف، نائب وزير التعليم العالي، والدكتور أيمن بن مشرف المشرف مقرراً، وذلك في محور "البحث العلمي والتخصص المهني في مجال التراث" من خلال: كراسي البحث والجمعيات العلمية، والمقررات التخصصية، والتعاون مع المؤسسات المحلية والدولية، والدورات التدريبية المحلية والعالمية.
وتضم قائمة المناقشين كلاً من: الدكتورة ندى بنت عبدالعزيز النافع، وكيلة الجامعة لشؤون الجودة والتطوير "جامعة دار العلوم"، وعميد كلية العمارة والتخطيط "جامعة الملك سعود" الدكتور عمر بن سالم باهمام، ورئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لعلوم العمران الدكتور عبدالعزيز بن ناصر الدوسري، وأمين عام الهيئة السعودية للمهندسين الدكتور غازي بن سعيد العباسي.