أكد رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد بن إبراهيم السويل، اهتمام المدينة بالثقافة العلمية ونشر الوعي في مجال العلوم والتقنية، حيث بادرت بإنشاء إدارات مختصة بالتوعية العلمية لتعميم ونشر الثقافة العلمية في المملكة. وأوضح "السويل" خلال افتتاح المؤتمر السعودي الدولي للثقافة العلمية الذي ترعاه "سبق" وندوة التراث العلمي اللذين تنظمهما المدينة ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالتزامن مع أسبوع العلوم والتقنية 2013م، أن المؤتمر هو الأول من نوعه على مستوى المملكة في مجال الثقافة العلمية، وينسجم مع ما ترمي إليه الخطة الوطنية الشاملة للعلوم والتقنية التي ركزت على التوعية العلمية كضرورة تساعد في إيجاد الوعي الاجتماعي والبيئة التي تحفز للاهتمام بقضايا العلوم والتقنية والإيمان بدورها في التحول إلى مجتمع المعرفة وبناء اقتصاد معرفي.
وأضاف "السويل" أن تنظيم المدينة لهذا المؤتمر مع مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، يأتي ضمن سياق التعاون بين المدينة والمركز لدعم تفعيل الاهتمام بالعلوم والتقنية في المملكة، مشيراً إلى المدينة والمركز قد نظما عدداً من الفعاليات والندوات من بينها عمل دراسة وضع إستراتيجية وطنية لنشر الثقافة العلمية في المملكة ودورة للتحرير العلمي.
كما انطلقت الجلسة الافتتاحية التي ترأسها الدكتور علي النملة، بورقة الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز أوضح خلالها دور مركز الملك فيصل في الحفاظ على التراث العلمي العربي والإسلامي من خلال الاهتمام بترميم المخطوطات، حيث أشار إلى إنشاء المركز معملاً مميزاً لنقل الخبراتٍ العلميةً في هذا المجال، وأسفر عن تطوير اختراع للتعقيم يستخدم حالياً في داخل المملكة، فضلاً عن تخريجه عشرات المرممين داخل المملكة وخارجها.
وأضاف "تركي" أن من أبرز جهود المركز في نشر الثقافة العلمية هي نشر الكتب والمؤلفات التي تدخل في المجلات العلمية، وإقامة المعارض والورش العلمية، ونشر المقالات المبسطة في العلوم والتقنية من خلال دورية علمية مستقلة وهي مجلة الفيصل التي انطلقت عام 1424ه.
وبين "تركي" أن الإسلام كان له دور مميز في مسيرة العلوم البحثية والتطبيقية لاسيما في القرون الأولى حيث برز مجموعة مع العلماء المميزين أسهموا في علوم الجبر والحساب والهندسة والطب وغير ذلك، مؤكداً أن هناك عودة قوية للعناية بهذه العلوم في المملكة وقد تمثلت في اهتمام الجامعات بالتخصصات العلمية.
وتحدث وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس محمد جميل ملا عن دور الثقافة العلمية في نهضة الشعوب وتطورها وإسهامها في تقليص الفجوة العلمية في المجتمعات البشرية، موضحاً الدور الذي لعبه العالم الرقمي والثقافة الرقمية في نشر الثقافة العلمية من خلال الوصول السهل والميسر إلى المعلومات القيمة، التي تساعد على تثقيف المجتمع واستيعاب ما يحدث حوله من اكتشافات وظواهر وإنجازات علمية.
وأوضح "ملا" دور وزارة الاتصالاتِ وتقنية المعلومات في نشرِ الثقافةِ الرقمية وتعزيزِها، عن طريق إطلاق وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات عدة مبادرات وفعاليات سعت إلى نشر الثقافة الرقمية في شتى أرجاء المملكة، وذلك في إطار توجهاتِ الخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات، وسعيها لتمكين شرائحِ المجتمع كافةً في جميعِ أنحاءِ البلادِ من التعاملِ مع الاتصالاتِ وتقنيةِ المعلومات بفاعليةٍ وإيجابيةٍ ويسرٍ، مفيداً أن الخطة تضمنت عدداً من المشروعاتِ والمبادراتِ والسياساتِ الهادفةِ إلى تشجيعِ المنظومةِ المجتمعيةِ والتطبيقيةِ والثقافيةِ على استيعابِ تقنياتِ المعلومات والاتصالات، في سياقِ الرؤى الإستراتيجيةِ الراميةِ إلى التحولِ إلى "اقتصادِ المعرفة" و "مجتمعِ المعلومات".
عقب ذلك تحدث الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ نائب وزير التربية والتعليم للبنين عن دور وزارة التربية والتعليم في تنمية الثقافة العلمية من بداية نشئت الدولة السعودية الحديثة ومرور بمراحل عدة كمرحلة التأسيس ومرحلة التوسع إلى مرحلة الجودة.
وأشار "آل شيخ" إلى المبادرات التي تبنتها الوزارة في مجال نشر الثقافة العلمية عن طريق تطوير مناهج العلوم والرياضيات، والتطوير المهني للمعلمين، والحلول العلمية التعليمية الالكترونية من خلال الشراكات مع الجهات العالمية المتميزة في هذا المجال مثل (خان أكاديمي)، والبدء بإنشاء الوزارة على عدد من المراكز العلمية في مختلف مناطق المملكة تكون حاضنة للمواهب العلمية والإبداع سواء من الطلاب أو من المعلمين.
وبين "آل شيخ" أن من أهم المبادرات التي تهتم بها الوزارة هي استكمال تحقيق أهداف وغايات قيادة هذا الوطن وتطلعات المجتمع السعودي وتحقيق الأهداف القيمة والمعرفية والمهارية، المرتبطة بتطوير التعليم وبالتالي تنمية الثقافة العلمية، من خلال تبني الوزارة إستراتيجية شاملة لتطوير التعليم العام تقوم على رؤية واضحة لطالب المستقبل.
وتجول الأمير تركي الفيصل برفقه رئيس المدينة والضيوف في معرض الأسبوع الذي يعرض أبرز المخرجات العلمية والتقنية من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية كما شاهدوا المكوك الفضائي واحدث التقنيات والبحوث العلمية التي تنتجها جميع المعاهد والمركز العلمية بالمدينة، فضلاً عن معرض التراث العلمي والذي ينظمه مركز الملك فيصل حيث شاهدوا المخطوطات والكتب العربية العلمية التراثية.