رعى أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل مراسم اختيار تحالف من سبع شركات عالمية؛ لتصميم واحة التقنية بمحافظة الطائف، أهمها عقد بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومجموعة "مورجانتي" العالمية لتخطيط وتصميم الواحة الكبرى للتقنية بالطائف. وأوضحت إمارة مكةالمكرمة في بيان صادر عن الإدارة العامة للدراسات والعلاقات العامة أن الأمير خالد الفيصل أكد أن "المشروع إضافة مهمة للمخطط الجديد لمحافظة الطائف؛ إذ تُعتبر واحة التقنية رافداً رئيساً للتطور والتنمية في منطقة مكةالمكرمة خاصة، والسعودية على وجه العموم".
وأوضح الأمير أن "الرؤية التنموية للمشروع تكمن في إنشاء مدينة حيوية، تجسد التخطيط الحضري، وتدعم التنمية الاقتصادية، وتسهم بشكل فاعل في التنمية وتطوير مشاريع المعرفة في السعودية"
وأضاف "وذلك من خلال تحقيق أهدافه بإنشاء مجمع استقطاب إقليمي للبحث والتطوير والابتكار، ينتج منه خلق فرص عمل قائمة على المعرفة، وتأسيس رؤية حضرية واسعة النطاق للمحافظة؛ لتصبح أنموذجاً تنموياً يُحتذى به، ومن ثم الوصول بها إلى العالمية بعد تحقيق الأهداف المحلية التي أُنشئت من أجلها".
وفي سياق متصل، كرّم الأمير خالد الفيصل ورئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد بن إبراهيم السويل الفائزين من رواد الأعمال السعوديين، وهم: عبدالله إلياس عن مشروع عنواني، أسامة نتو عن مشروع نظم الأعمال الإبداعية، نضال مراد عن مشروع أكادوكس ومهند نابلسي عن مشروع الطابعة ثلاثية الأبعاد.
وكرّم الأمير أيضاً المستثمرين السعوديين خالد السليماني رئيس لجنة تقييم المشاريع في شبكة سرب للمستثمرين الأفراد، ياسر باحارث عضو لجنة تقييم المشاريع في شبكة سرب للمستثمرين الأفراد، سراقة الخطيب عضو لجنة تقييم المشاريع في شبكة سرب للمستثمرين الأفراد، ومحمد فتيحي مستثمر فردي.
حضر المناسبة الثلاثة الفائزون بفاعلية ستارت أب ويك أند، التي نظمتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ممثلة ببرنامج "بادر" لحاضنات التقنية، وهم: البندري الغنيم عن مشروع زفاف، عبدالله الغامدي عن مشروع ادرس ووائل يار عن مشروع آي مشفى.
وأوضح رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أن "المدينة منحت فرصة إقامة واحات التقنية ضمن التطور المستقبلي لمدينة الطائف الذكية التي يخطط لها سمو أمير منطقة مكةالمكرمة".
وذكر أن "المدينة تحتفل بأولى الخطوات الرامية نحو بناء واحة التنمية"، مثمنا تكرم الأمير خالد الفيصل بمنح مكتبه الخاص في إمارة الطائف لمدينة الملك عبدالعزيز؛ ليكون مركزاً لريادة الأعمال والابتكار ومقراً لرواد الأعمال من داخل السعودية وخارجها".
وأشار إلى أن "أعمال الواحة انطلقت في التاسع عشر من جمادى الأولى، الموافق نهاية شهر مارس الماضي، بالتزامن مع تدشين الأمير خالد الفيصل مركز ريادة الأعمال والابتكار، أول المشاريع التنفيذية لبرنامج الواحات الكبرى للتقنية بالسعودية".
وذكر "السويلم" أن "مشروع الواحة يحظى بدعم كبير من قِبل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، الذي رعى أيضاً توقيع المدينة عقد تخطيط وتصميم الواحة بالطائف، التي تضم في تحالفها أكثر من سبع شركات عالمية".
وبيّن أن "الهدف من إنشاء برنامج الواحات الكبرى للتقنية، وفي طليعتها واحة الطائف، استقطاب شركات عالمية نوعية ورواد أعمال مبتكرين، وإيجاد بيئة ملائمة لتحويل المخرجات البحثية من الجامعات إلى منتجات ذات عوائد تجارية".
وأضاف "هذا فضلاً عن نقل التقنيات الاستراتيجية من مصادرها بمختلف الدول للمملكة، وإيجاد فرص للباحثين والطلاب من مختلف الجامعات للمشاركة في المشاريع التي تحتضنها الواحة".
وزاد بأنه "من المؤمل أن تساهم الواحة وتحفز على التطوير المادي والاقتصادي في منطقة مكةالمكرمة، مع تحقيق التنمية المتوازنة القائمة على الميزة النسبية لمنطقة مكةالمكرمة، خاصة محافظة الطائف".
وأفاد "السويل" بأن "الواحة تستهدف تقنيات المعلومات، الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، التقنيات الحيوية، الصناعات الزراعية والعطور، والرعاية الصحية والعلوم الطبية، وستستهدف طيفاً من القطاعات الداعمة مثل التراث والسياحة، والمرافق التعليمية، وعدد من الجهات الحكومية ذات الصلة".
وأضاف بأن "آلية عمل الواحة ستكون من خلال توفير الأرض والمقار والبنية التحتية، مع حوافز استثمارية، وإشهار اسم الواحة والتسويق لها". موضحاً بعض الدعائم الأساسية للواحة، مثل سوق عكاظ، ومطار الطائف الدولي، والميناء الجاف، والمؤسسات العلمية البحثية، والمرافق الصحية، إضافة إلى شبكة مواصلات عصرية تعتمد على الطاقة النظيفة، وستكون جميع هذه المنشآت ضمن مدينة الطائفالجديدة، أولى المدن الذكية في السعودية بعد اكتمال المشروع الشامل.
وأوضح المستشار والمشرف على برنامج واحات التقنية بالطائف الدكتور سعيد الهاجري أنه "خُصّص للواحة الكبرى للتقنية بالطائف مساحة قدرها عشرة كم2، واعتُمد لها 85 مليون ريال، وتقع بالقرب من سوق عكاظ وضمن مخطط مدينة الطائفالجديدة".
وأشار إلى أن "باكورة أعمال الواحة انطلقت بعقد تنافسي بين رواد أعمال عالميين وسعوديين للفوز بثقة رؤساء مجموعة مستثمرين مبادرين من دول فرنسا، تركيا، الهند والسعودية".
وأكد "الهاجري" أن المدينة "تعمل لتكون الواحة نموذجاً متميزاً للواحات الكبرى للتقنية بالسعودية، وعددها 13 واحة، وأن واحة التقنية الجديدة في الطائف ستكون بفضل الله ثم الدعم الكبير الذي تحظى به من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بمنزلة محرك للتنمية والتطبيقات التقنية في أرجاء المنطقة".
وقال "إن البرنامج يأتي ضمن الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار لتجسير الهوة بين مخرجات البحث العلمي والتقني، وريادة الأعمال والتنمية الاقتصادية والصناعية".
وأشار إلى أن "المشروع ذو بنية تحتية متكاملة، وسينشأ وفق معايير الجودة العالمية، من خلال بيئة فريدة لتطوير التقنية المتقدمة والتصنيع، وأنها ستعمل على تحفيز الاستثمار التجاري والعلمي من قِبل مجتمع الأعمال الدولي".
وأضاف "الهاجري" بأنها "ستكون بمنزلة الحافز على التطوير المادي والتنمية الاقتصادية ونقل التقنية في المنطقة، وأنه من المقرر أن تجسد مفاهيم جديدة تُعنى بتطوير التقنية والتخطيط الإقليمي، ولاسيما أنها ستحدث التغيير المتدرج في أسلوب تخطيط السعودية للتنمية الاقتصادية والإقليمية المتوازنة وإدارتها لصالح مواطنيها".
وعن المبادرات التي ستتبناها الواحة قال "الهاجري": "ستعمل الواحة على مبادرة إقليمية لتقديم الممارسات الذكية في طرح تصور للمدن السعودية، وتنفيذه، وتحويل هذه المدن باستخدام الروافد والمحركات المعرفية للتنمية الإقليمية، وستكون بمنزلة نموذج وطني رائد قائم على تحقيق التنمية المتوازنة والتخصُص الاقتصادي والإقليمي في السعودية".
واستطرد قائلاً: "إن الواحة ستوفر رؤية حضرية واسعة النطاق، ومرجعاً إرشادياً للتطور الحضري في المنطقة، يخفف من وطأة الضغط الذي تعانيه كل من مكةالمكرمةوجدة، إضافة إلى أنها ستكون مجمع استقطاب إقليمي للمجمعات الصناعية وسلاسل التوريد والبحث والتطوير، واستقطاب المبادرات والبرامج الرائدة في تطورها الرامية إلى حفز ثقافة ريادة الأعمال في إطار جديد من رواد الأعمال والأعمال التجارية والصناعات القائمة على التقنية والمعرفة".
وعن التقنيات التي ستدعمها الواحة ذكر "الهاجري" أنها "ستعمل على رعاية تطوير التقنية في مختلف القطاعات الاقتصادية، إضافة لتنفيذ عدد من البرامج لحفز نقل التقنية، وتبني إنشاء المؤسسات والمشاريع التجارية وأوجه النشاط التقني".
وكشف أنه "ستُقام مراكز تطوير المنتجات والتقنية بهدف حفز تطوير منتجات التقنية وتطبيقها واستثمارها في واحة التقنية، بهدف إحلال الواحة مركزاً رائداً لابتكار التقنية، بحيث تكون هذه المراكز بمنزلة حاضنات تقنية مشغلة تجارياً لدعم الشركات المحلية والإقليمية ذات معدلات نمو مرتفعة".
وحول الدور المأمول من الواحة قال الهاجري: "إن الواحة ستغدو مجمع استقطاب إقليمي للتنمية الاقتصادية، ونمو المشاريع الاستثمارية، وستعمل على جذب الشركات القائمة الوطنية والعالمية".
وأضاف "ستدعم نمو الشركات الجديدة والقائمة الصغيرة والمتوسطة الحجم، من خلال استهداف تطوير الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم".
وعن المشروع قال: "إن إنشاء المقر يتضمن مواقع ومرافق معدة لملاءمة القطاعات وإنشاء بيئة متعددة الأغراض، ستتضمن المواقع والمرافق المشتركة والخاصة بالتنمية الاقتصادية وبنية تحتية أولية ومعاهد البحث والتطوير الوطنية والعالمية، ومرافق ومكاتب صناعية".
وأكد أنها "ستشمل محطة سكك حديدية وشحن وميناء جافاً، وحاضنات الأعمال التجارية ووحدات الشركات الصغيرة والمتوسطة والكليات والجامعات، إضافة لمباني الإسكان ووسائل النقل العام، والمدارس والمرافق الاجتماعية، والخاصة بالرعاية الصحية، والمرافق التجارية، والخدمات البلدية الحكومية والسياحة والترفيه".
وذكر أن "ثمة مبادئ رئيسية تشكل أساس الإنشاء الحضري بالنظر إلى البنية والتنظيم فيها؛ إذ ستتميز بمسارات وطرق مصممة بيئياً، تخترق الحدائق الصغيرة في الأحياء؛ لتقارب سكان كل الوحدات، على نحو يتيح المرور الآمن للدراجات والمشاة في الحدائق المحاذية للوحدات".
وبيّن أن "إنشاء المدينة يعتمد على وحدات بأبعاد 800×800 متر، تتضمن كل منها حياً يمكن التنقل فيه سيراً على الأقدام، بحيث تكون مسافة مواقع تأمين الاحتياجات على بعد 400 متر على الأكثر".
وتتضمن كل وحدة مراكز تموينية وترفيهية، إضافة إلى مساجد وخدمات حكومية، بحيث يكون عدد السكان المستهدف للوحدة 5 آلاف نسمة.
وأضاف "تتضمن كل وحدة رباعية مركزاً تجارياً مع محال البيع التجارية والمطاعم والعيادات والمكاتب المهنية ومحطات النقل المركزية، وتعداد السكان 20 إلى 25 ألف نسمة".