كشفت الهيئة العامة للطيران المدني، أن السبب الرئيسي لحادث اصطدام إحدى معدات الشركة السعودية للخدمات الأرضية بالصالة رقم (13) بمجمع صالات الحج بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، عصر يوم الخميس الماضي، هو إهمال السائق في اتباع تعليمات التشغيل الصحيحة، وإخفاقه في تطبيق إجراءات السلامة الواجب مراعاتها عند مباشرة مهامه المهنية في تزويد الطائرة بالماء. وأوضحت الهيئة في بيان بثته قبل قليل، أنه رغبة منها في إيضاح الأسباب والظروف التي أدت إلى وقوع هذه الحادثة، وما اتخذته الهيئة من إجراءات وتدابير كفيلة -بإذن الله- لتعزيز السلامة الأرضية بالمطارات، ومنع تكرار ما حدث؛ فإن الهيئة تبين ما يلي:
"1- توصلت اللجنة المكلفة بالتحقيق، بعد وقوفها على كافة الظروف المتعلقة بالحادثة، وبالرجوع إلى كافة الأدلة التوثيقية، بما في ذلك التسجيل المرئي لوقائع الحادثة، وإجراء الاختبارات الفنية على المعدة التابعة للشركة السعودية للخدمات الأرضية، والفحوصات الطبية على سائقها المدعو "شليندرا كومار" (نيبالي الجنسية)، أن السبب الرئيسي للحادثة هو الإهمال الواضح من جانب السائق المذكور في اتباع تعليمات التشغيل الصحيحة، وإخفاقه في تطبيق إجراءات السلامة الواجب مراعاتها عند مباشرة مهامه المهنية في تزويد الطائرة بالماء؛ الأمر الذي نتج عنه خروج المعدة عن السيطرة، واندفاعها بدون سائق، وارتطامها بجسر تحميل الركاب، وانحراف اتجاهها قبل أن تصطدم بمبنى الصالة، وتصل إلى منطقة انتظار الركاب، متسببة فيما وقع من خسائر مؤسفة في الأرواح والممتلكات.
2- تأكد للجنة بأنه لا يوجد أي دواع أو أسباب أخرى يمكن أن تعزى لها الحادثة المذكورة.
3- غادر المصابون الثلاثة ولله الحمد إلى بلادهم بعد خروجهم من المستشفى، وبقيت حالة المصاب الرابع، الذي تم نقله من العناية المركزة إلى مرحلة استكمال العلاج والمتابعة، بعد أن تماثلت حالته للشفاء وزوال الخطر ولله الحمد، وقد قامت الخطوط السعودية بتحمل كافة نفقات العلاج والإقامة، وعمل الترتيبات اللازمة لسفر المصابين ومرافقيهم إلى بلادهم، وكذلك نقل جثامين المتوفين، حسب طلب ذويهم.
4- صدرت توجيهات صاحب السمو رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، الأمير فهد بن عبدالله، للقطاعات المختصة بالهيئة والمطارات، بإجراء مراجعة شاملة لإجراءات السلامة والتشغيل بالمطارات، وتدقيق أداء الشركة السعودية للخدمات الأرضية، ومقدمي الخدمة الآخرين، داخل ساحات الطيران، والعمل على تحديد أوجه القصور والخلل، ومعالجتها بحزم، وبما يتوافق والمعايير القياسية للسلامة بالمطارات.
5- قامت إدارة مطار الملك عبدالعزيز الدولي، وبالتعاون مع الجهة المشغلة لمجمع صالات الحج، بوضع حواجز ومصدات واقية أمام الصالات المطلة على الساحة بالدور الأرضي بشكل عاجل ومؤقت، إلى أن يتم إعادة دراسة تصاميم تلك الصالات وتدعيمها بالدعائم الإنشائية المناسبة؛ لتوفير الحماية الخارجية اللازمة لصالات الركاب والهيئة؛ إذ توضح ذلك لتؤكد من جانبها حرصها التام على أمن وسلامة الركاب، وكافة مستخدمي المطارات السعودية، لترجو من الله العون والتوفيق في تحقيق أهدافها في الارتقاء بمستوى الخدمة والسلامة بالمطارات إلى المستوى الذي يتطلع إليه الجميع، في ظل ما يجده قطاع الطيران المدني من اهتمام ودعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين".