عبّر الكاتب السعودي الدكتور عثمان بن صالح العامر، وكيل جامعة حائل للدراسات العليا والبحث العلمي، في عموده "الحبر الأخضر" بجريدة الجزيرة، بقسم الرأي، عن آراء "الحائليين" إزاء مدينة عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية بحائل، التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز إبان زيارته لمنطقة حائل عام 1427 ه، والتي وضع عليها أبناء حائل طموح أبنائهم الجامعيين، بعد الوعود بتوفير أكثر من 119 ألف وظيفة لشباب حائل. وأشار "العامر" إلى أن الأمل ينمو ويصحو من الحائلين منذ ذلك التاريخ، رغم العمل البطيء في المدينة، التي تجاوز عمرها حتى الآن سبع سنوات، ولم ينمُ منها إلا مساحات لا تعني للمواطن شيئاً، مقارنة بمساحتها التي تُقدر بأكثر من 156 مليون متر مربع.
وأوضح الأمين العام للمدن الاقتصادية في السعودية المهندس مهند الهلال، إبان مشاركته في منتدى حائل الاقتصادي للاستثمار، الذي أقيم بحائل مؤخراً، ورعاه أمير منطقة حائل، أن "أعمال إنشاء المدينة لم تحقق تقدماً وإنجازاً على أرض الواقع حتى الآن، بالرغم من اكتمال أعمال التخطيط، ووضع التصاميم الهندسية والعمرانية للمدينة". مشيراً إلى أن "الهيئة العامة للاستثمار ستتعامل مع الوضع الراهن بجدية وحزم، بالتعاون مع الجهات المعنية، لتذليل العقبات، والمضي قدماً في تنفيذ المشروع في أقرب وقت ممكن".
وأكد "الهلال" أن المشروع مرَّ بتحديات كبيرة بعد إعلانه، بدءاً من تغيُّر المطور الرئيسي بعد استكمال المرحلة التمهيدية، والتأثر بالأزمة الاقتصادية العالمية التي أدت إلى عدم تمكُّن الشركة المطوِّرة من توفير التمويل اللازم لتنفيذ أعمال البنية التحتية".
بينما أثنى "العامر" على ما قام به خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بتوجيه أمره الكريم لوزارة البترول والثروة المعدنية بتعميد أرامكو السعودية بتنفيذ أعمال البنية التحتية التي تحتاج إليها مدينة جازان الاقتصادية في المرحلة الأولى حرصاً منه - أيَّده الله - على تحقيق خطة التنمية في المنطقة.
ويبدو "العامر" وكأنه يوحي إلى أصحاب القرار باتخاذ القرار نفسه لمدينة عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية بحائل، التي تعتبر ثاني مدينة اقتصادية في السعودية، خاصة أنه عنون لعموده الصحفي ب"عبد الله بن عبد العزيز.. يحيي الأمل في نفوس الحائليين".
وأشار "العامر" إلى أن هذا الأمر الكريم يتضمن في طياته مؤشرات مهمة، يمكن إجمالها في الاهتمام الكبير الذي تحظى به هذه المدن الاقتصادية من لدن القيادة الحكيمة؛ فهي تراهن عليها في سباقها للوصول إلى الريادة العالمية، وفي الوقت ذاته تتوخى أن تكون حلاً لعدد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الداخلية.
إضافة إلى الاعتراف الضمني بوجود إشكاليات نظامية، وبيروقراطيات إدارية، وضعف في التنفيذ، وسيل من المعوقات الحقيقية التي تقف عائقاً أمام إنشاء مشاريعنا الاستثمارية؛ لذا كان القرار الحكيم بإسناد هذا المشروع المهم ل"أرامكو"، والأمل كبير بأن يُقاس على ذلك بقية المدن، وكذا المشاريع التنموية المفصلية في المناطق الأقل حظاً في التنمية.
وفيما يأتي نص مقال الدكتور العامر: كانت لحظة تاريخية تلك التي أعلن فيها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - أمد الله في عمره وأيَّده ونصره - ميلاد مدينة عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية بحائل، إبان زيارته الميمونة المباركة لمنطقة حائل يوم 17-5-1427 ه - 13 يونيو 2006م، وفي كل فجر يستيقظ الحائليون ومعهم أحلامهم التي كانت - وما زالت - تداعبهم منذ ذلك التاريخ المشهود حتى عشية يوم الثلاثاء 16 ربيع الآخر من هذا العام؛ حيث تحدث في الجلسة الثانية من جلسات "منتدى حائل الاقتصادي للاستثمار" في نسخته الأولى المهندس "مهند الهلال"، الأمين العام للمدن الاقتصادية في السعودية عن هذه المدينة الاقتصادية "الحلم والأمل والطموح" بشيء من السوداوية المبنية على معطيات واقعية وتاريخ من الوعود الكلامية والخطط الورقية التي لم ولن تسمن أو تغني من بطالة! إذ أكَّد بصيغ مختلفة أن أعمال إنشاء مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل لم يحقق تقدماً وإنجازاً على أرض الواقع حتى الآن، رغم اكتمال أعمال التخطيط ووضع التصاميم الهندسية والعمرانية للمدينة.. وأن الهيئة العامة للاستثمار غير راضية تماماً عن هذا التأخير في مشروع المدينة، وستتعامل مع الوضع الراهن بجدية وحزم بالتعاون مع الجهات المعنية لتذليل العقبات، والمضي قدماً في تنفيذ المشروع في أقرب وقت ممكن، مشيراً إلى أن مشروع مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية مرَّ بتحديات كبيرة بعد إعلانه؛ حيث تغيَّر المطور الرئيسي بعد استكمال المرحلة التمهيدية، وتأثر أيضاً بالأزمة الاقتصادية العالمية التي سبَّبت هبوطاً في خطوط الائتمان وعدم تمكُّن الشركة المطوِّرة من توفير التمويل اللازم لتنفيذ أعمال البنية التحتية.. وعاد من جديد ليقول، وبلسان الواثق والمدافع، إن "طلبنا من مطوِّر المشروع هو خطة عمل واضحة ليلتزم بها عبر جدول زمني، يحدد تاريخ البدء في التنفيذ، وسيتم تقييم مدى التقدُّم من عدمه، والنظر في إمكانية المطوّر من خلال ما سيتم إنجازه في كل مرحلة!!".
ولكون هذا الكلام مما كثر سماعه وترداده في المجالس والمنتديات، وعبر مواقع النت والملتقيات الحائيلية، وقد قيل اليوم بصيغة رسمية ومسؤولة، لا تحتمل التأويل، وبحضور صنَّاع القرار وأهل الدار، لهذا وذاك فقد أبدى الكثير من أهالي المنطقة وأعيانها المهتمين بالشأن العام تخوفاً كبيراً من موت هذا المشروع الاقتصادي الواعد الذي يعلّق عليه أهالي المنطقة الشيء الكثير.
لقد بدأ اليأس يدب في النفوس، والأمل يجمع شتات بقاياه ليرحل من "حائل الإنسان"، بعد أن افتقد في عالم المكان، وتخطاه وتجاوزه الزمان الذي تحدث عنه حين التدشين وعند التوقيع!! خاصة بعد أن طرح أحد رجال الأعمال المبرزين والمعروفين محلياً وخارجياً في ذلك المساء فكرة إقامة مدن صناعية على الأرض المخصصة للمدينة الاقتصادية التي كانت وما زالت وستظل في رحم الغيب!!.. ولكن سرعان ما أحيا عبد الله بن عبد العزيز الأمل في النفوس من جديد، وبعث فينا روح التفاؤل بغدٍ أجمل حين أصدر - حفظه الله ورعاه - أمره الكريم لوزارة البترول والثروة المعدنية بتعميد أرامكو السعودية بتنفيذ أعمال البنية التحتية التي تحتاج إليها مدينة جازان الاقتصادية في المرحلة الأولى حرصاً منه - أيَّده الله - على تحقيق خطة التنمية في المنطقة.
إن هذا الأمر الكريم يتضمن في طياته مؤشرات مهمة، يمكن إجمالها فيما يأتي:
• الاهتمام الكبير الذي تحظى به هذه المدن الاقتصادية من لدن القيادة الحكيمة؛ فهي تراهن عليها في سباقها للوصول إلى الريادة العالمية، وفي الوقت ذاته تتوخى أن تكون حلاً لعدد من المشاكل الاقتصادية/ الاجتماعية الداخلية.
• الاعتراف الضمني بوجود إشكاليات نظامية، وبيروقراطيات إدارية، وضعف في التنفيذ و... سيل من المعوقات الحقيقية التي تقف عائقاً أمام إنشاء مشاريعنا الاستثمارية؛ لذا كان القرار الحكيم بإسناد هذا المشروع المهم لأرامكو، والأمل كبير بأن يُقاس على ذلك بقية المدن وكذا المشاريع التنموية المفصلية في المناطق الأقل حظاً في التنمية.
بصدق، لقد أعاد هذا الخبر للنفوس نشوتها، وتجدد الأمل فيها، وتباشر الناس هنا في الشمال لخبر الجنوب، وكلهم يأمل أن يكون فجر حائل غداً القريب فجراً صادقاً لهم وللأجيال القادمة من بعدهم، وما ذلك على الله بعزيز؛ فثقتهم بالله عزَّ وجلَّ أولاً، ثم معرفتهم بأن قائدهم حرص على هذه المشاريع المفصلية والمهمة، يُضاف إلى هذا وذاك علمهم الأكيد بمتابعة أميرهم الدائمة لكل ما من شأنه نهضة وتنمية هذا الجزء العزيز من الوطن الغالي، إضافة إلى أن أرضاً مساحتها تتجاوز ال 156 مليون متر مربع وُضعت عليها اليد لهذه المدينة الحالمة، في وقت تشتكي فيه مشاريعنا المفصلية والمهمة عدم وجود مساحات كافية لها، علاوة على أن هذه المدينة هي ثاني مدينة اقتصادية في السعودية، وستوفر كما قيل في يونيو عام 2009 ما يفوق 119 ألف وظيفة، هذه الضمانات وكذا عدد من المبررات وسيل من المعطيات الواقعية والعلمية جعل مساحة التفاؤل عندنا كبيرة. وفي هذا المنعطف الإيجابي الجديد الذي تمر به إحدى المدن الاقتصادية في مملكتنا الغالية نجدد نحن أهالي منطقة حائل تطلعنا إلى أن تنال مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية لفتة كريمة من لدن مقام خادم الحرمين الشريفين - أيَّده الله - فيأمر بما هو آت.. دمتم بخير ودام عزك يا وطن، وتقبلوا جميعاً صادق الود، والسلام.