قبضت شرطة دبي على شخص "باكستاني" اشترك مع صديقه الهندي في قتل زوجة الأخير، وإلقاء جثتها على جانب طريق دبي- العين، قبل أن يفر الزوج إلى بلاده في اليوم نفسه. ونقلت صحيفة "الإمارات اليوم" عن اللواء خميس مطر المزينة نائب القائد العام لشرطة دبي: إن الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية تمكنت خلال زمن قياسي من تحديد هوية المجني عليها، على الرغم من عدم توافر دلائل أو وثائق ترشد إلى شخصيتها، مما أسهم في سرعة فك غموض القضية، خصوصاً أن أقارب المرأة لم يبلغوا عن فقدانها. وأضاف أن الإدارة اتخذت الإجراءات المطلوبة لملاحقة المتهم الهارب إلى بلاده من خلال الإنتربول، مشيراً إلى أن ضبط شريكه في الجريمة تم باحترافية كبيرة من جانب فرق البحث الجنائي. وحول تفاصيل الجريمة، قال مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية العميد خليل إبراهيم المنصوري: إنها بدأت حين أبلغ عامل من جنسية دولة أسيوية الشرطة عن عثوره على حقيبة بلاستيكية كبيرة، ملقاة على جانب شارع دبي- العين، مشيراً إلى أنه يعمل بالقرب من مكانها، ويشك في احتوائها على جثة إنسان، أو جسم مريب. وأضاف "المنصوري" أن فرق البحث الجنائي التابعة لمركز الشرطة المختص، وإدارة البحث، انتقلت فوراً إلى المكان، وتبين أن الحقيبة تحتوي على جثة امرأة في منتصف العمر، ويبدو عليها آثار عنف شديد وخنق في الرقبة. وأكد أن التحدي الأكبر الذي واجه فرق البحث الجنائي هو تحديد هوية المرأة، حتى يمكن التحري والبحث عن قاتلها، لافتاً إلى نقل جثتها إلى الطب الشرعي لفحصها، فيما بدأت رحلة بحث مضنية في ظل عدم وجود أي مستندات تشير إلى هويتها، أو تلقي بلاغات عن فقدانها. وتابع أن فرق العمل انتشرت بسرعة كبيرة، بشكل مركز، معتمدة على صورة المرأة، حتى توصلت إلى جنسيتها، وطبيعة عملها (بائعة في متجر)، شارحاً أن فريق العمل توجه إلى مقر عملها، واستفسر عنها، وتبيَّن أنها غادرت في إجازتها السنوية قبل يوم واحد من العثور على جثتها. وأوضح أن رجال البحث الجنائي عملوا على جمع الاستدلالات اللازمة، وتأكدوا من خلال سؤال عدد من معارف المجني عليها أنها كانت امرأة طيبة، تتمتع بسمعة جيدة وسيرة حسنة. كما أن زملاءها في العمل يقدرونها ويحبونها كثيراً. وتبين من خلال سؤال أهلها أن زوجها وحماها يعملان في المكان نفسه الذي كانت تعمل فيه. وكشفت التحريات أن الزوج غادر الدولة قبل العثور على جثة زوجته بساعات، مما أثار اشتباه فريق العمل في القضية، وتم استدعاء والد الزوج لسؤاله، فصُدم حين رأى الجثة، وتعرف عليها فوراً، ثم أقر بأن ابنه كان على خلاف دائم مع المجني عليها؛ نظراً لسلوكه الخشن، واعتدائه المتكرر عليها، فضلاً عن إدمانه تعاطي الكحوليات. وتابع "المنصوري" أن الأب أبلغ رجال التحريات عن شكوكه في احتمال تورط صديق ابنه (باكستاني) في الجريمة، مشيراً إلى أن فريق العمل تحرك فوراً، وقبض على الصديق الذي اعترف بتورطه في الجريمة. وقال: إن الزوج قرر قتل زوجته بدافع الحصول على المال الذي كان بحوزتها، مشيراً إلى أنها كانت امرأة طيبة، وتحب زوجها، وشديدة الإخلاص له. وأفاد المتهم بأن الزوجة كانت تتحفظ على سلوكيات زوجها باستمرار، وتعنفهما معاً بسبب احتسائهما الكحول بشكل متكرر، مشيراً إلى أنها رغبت في العودة إلى بلادها، لكن زوجها أصرّ على بقائها في العمل حتى يحصل على أموالها. وأفاد "المنصوري" بأن المتهم اعترف تفصيلياً بالجريمة، مشيراً إلى أن الزوج خطط لقتل زوجته حين علم أنها تحوز مبلغاً كبيراً، نظراً لتقاضيها راتبها والمقابل المخصص لإجازتها السنوية، فانتظرها خارج العمل، ثم اصطحبها إلى المنزل، حيث تشاجر معها، وضربها بعنف حتى فقدت الوعي، وأعتقد أنه قتلها، ثم اتصل به، وأبلغه بما حدث، فنصحه برمي جثتها في مكان بعيد. وتابع أنه توجه إليه، لكنهما فوجئا بأن الزوجة لا تزال حية، فأجهزا عليها حتى فاضت روحها، ثم أوثقا الجثة من اليدين والقدمين، ووضعاها في حقيبة بلاستيكية سوداء، مخصصة للقمامة، ورمياها على طريق دبي- العين. وأشار "المنصوري" إلى أن الكاميرا الموجودة في البناية التي يقيم فيها الزوج القاتل مع زوجته في منطقة بر دبي، التقطت مشهد المتهمين وهما يحملان الحقيبة، ويضعانها في الصندوق الخلفي للسيارة.