شكل الفائزون بجائزة الملك فيصل العالمية، في دورتها الخامسة والثلاثين، التي رعى حفلها نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- مساء أمس، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- نجوماً ساطعةً في خدمة الإسلام وفي سماء العلم، فكان لجهودهم ونتائج بحوثهم أثر في تحقيق تقدم جوهري في تخصصاتهم العلمية. ومنح الشيخ رائد صلاح محاجنة من دولة فلسطين جائزة خدمة الإسلام. والشيخ رائد من مواليد دولة فلسطينالمحتلة عام 1948م، وهو رئيس المجلس الأعلى للدعوة، ورئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، ورئيس مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية.
وحصل على الجائزة للمبررات التالية: أبرز الشخصيات المؤسسة للحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1948م، ووضوح جهوده الإصلاحية والاجتماعية عند ترؤسه الحركة الإسلامية بين عامي 1996 و2001م، وتقلُّده مهمة رئيس مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية، ومهمَّة رئيس مؤسسة الإغاثة الإنسانية في فلسطينالمحتلة، وكان من المبادرين لإعمار كثير من المشروعات في المسجد الأقصى بالتعاون مع إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس ولجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المُشرَّفة، وهو أول من كشف النقاب عن النفق الذي عمله المحتلون تحت الأقصى، ونجح -مع لجنة الروحة الشعبية- عام 1998م في منع مصادرة أراضي تلك البلدة. فقدم بذلك خدمة لأبناء وطنه، كما يُنظِّم مهرجانات تحت شعار "الأقصى في خطر" تستقطب آلافاً من الفلسطينيين في الداخل وتُسهم في رفع معنويات مواطنيه.
ومنحت جائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية والأدب لعام 1434ه (2013م) وموضوعها "الجهود المبذولة من المؤسسات العلمية أو الأفراد في تأليف المعاجم العربية" إلى مجمع اللغة العربية بالقاهرة بجمهورية مصر العربية.
وقد مُنح المجمعُ الجائزةَ تقديراً لإسهاماته العلمية المتنوعة في خدمة اللغة العربية، وبخاصة إصداره مجموعة كبيرة من المعاجم اللغوية العامة والمتخصصة طيلة مسيرته الممتدة منذ أكثر من 80 عاماً، حيث دأب المجمع على إعدادها مستعيناً بخبرات علمية متنوعة. وتميزت معاجمه بتنوعها واستجابتها لحاجات مستخدمي اللغة العربية، رابطة حاضر العربية بماضيها، ومستفيدة مما جدّ من مناهج علمية حديثة في مجال صناعة المعجم.
ومنحت جائزة الملك فيصل العالمية للطب في موضوع (العوامل الوراثية للبدانة) هذا العام (1434ه/ 2013م) مناصفة لكل من: الأستاذ بمختبر جاكسون، في بار هاربر، ميين، الأستاذ الدكتور دوجلاس ليونارد كولمان من الولاياتالمتحدةالأمريكية - كندا، والأستاذ بجامعة روكفيلر، والباحث بمعهد هوارد هيوقز ومدير مركز ستار للجينات، بنيويورك، الأستاذ الدكتور جيفري مايكل فريدمان من الولاياتالمتحدةالأمريكية.
وتركزت أبحاث الفائزين بشكل رئيس على العمليات العصبية التي تنظم الشهية وكمية الأكل والطاقة التي يحتاجها الجسم، وتمكَّنا من اكتشاف هرمون لِبْتِن، الذي يرسل إشارات إلى الدماغ تُقلِّل الشهية، ويعد هذا الكشف هو الأهم في مجال أبحاث البدانة على مدى ثلاثة عقود مضت، كما أنه مثال يقتدى للتقارب والتفاعل بين العديد من التخصصات في مجال أبحاث الجينات والكيمياء الحيوية وعلم الخليَّة.
ومنحت جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم لعام 1434ه/ 2013م وموضوعها (الفيزياء) مناصفة إلى كل من: رئيس بحوث فوتونيات الأتوثانية في جامعة أوتاوا، ومدير عام علوم الأتوثانية، في معهد ستيسي لعلم الجزيئات، مجلس البحث الوطني في كندا الأستاذ الدكتور بول كوركم من كندا، والأستاذ بجامعة لودفيك ماكسميليانز في ميونخ، ومدير معمل فيزياء الأتوثانية في معهد ماكس بلانك للبصريات الكمية في جارشينج/ ألمانيا، الأستاذ الدكتور فيرينك كروز من المجر/ النمسا.
وتميز الفائزان بالجائزة بأبحاثهما المستقلة والرائدة التي جعلت من الممكن الحصول على تصوير الحركة السريعة للإلكترونات في داخل الذرات والجزيئات في فترات زمنية متناهية في الصغر في حدود الأُتوثانية، ولتقريب مفهوم وحدة الأُتوثانية الزمنية فإن نسبتها إلى زمن الثانية المعروفة كنسبة الثانية إلى زمن عمر الكون نحو 14 بليون عام، وعندما يتم تشعيع ضوء الليزر المُكثَّف عالي التردد على غاز تنتج عنه حزمة من الأشعة فوق البنفسجية ذات ترددات في مدى الأُتوثانية.
وكان البروفيسور كَوركَمْ الرائد الأول في تفسير هذه الظاهرة من خلال نموذج مبسط. ولقد استطاع تسخيرها في دراسات رائدة للتصادمات الفيزيائية والبلازما وعلم الجزيئات، كما استطاع أن يحصل على صور طبقية لحركة الإلكترونات داخل الجزيئات.
أما البروفيسور كروز فَأهتم بتطوير وسائل فعالة لتوليد أمواج ليزر مكثفة يتم التحكم بها وتكييفها حسب الحاجة، كما استخدم هذه الوسائل للمراقبة في حركة الإلكترونات والتحكم في مجالٍ زمني متناهي الصغر. ولقد تمكنت مجموعته البحثية لأول مرة من إنتاج ترددات أُحادية فوق بنفسجية في مجالات زمنية في حدود 80 أتو ثانية.
وقد حجبت جائزة الدراسات الإسلامية لعدم توافق الأعمال المرشحة مع متطلبات الفوز بالجائزة.
وبحسب آخر إحصائية صادرة من لجنة الاختيار للجائزة فإن إجمالي عدد الفائزين بها في فروعها الخمسة المختلفة، منذ تأسيسها حتى الآن، بلغ 229 فارسا يمثلون 41 دولة عربية وإسلامية وأوروبية، وتصدرت المملكة الفوز بجائزة خدمة الإسلام، فيما استحوذت مصر على جائزة اللغة العربية والأدب، بينما حازت أمريكا قدم السبق بالفوز بجائزتي الطب والعلوم.