طالب عدد من الأهالي الجهات المعنية بسرعة إنجاز ازدواجية طريق "تبوك - حقل" كاشفين أنهم يفجعون يومياً بحوادث مرورية بشعة تغيّب الأرواح؛ مبينين أن المؤسسات الخاصة التي تتسابق لأخذ المشاريع الحكومية لم تضع في اعتبارها حياة المواطنين أو الحرص على سلامتهم وراحتهم. ولفت بعض الأهالي إلى تأخُّر مشروع ازدواجية الطريق، مشيرين إلى أنه يُعدُّ كابوساً يطارد الكثير ويدفعهم للموت، ولم يشفع لمحافظة "حقل" وموقعها الجغرافي -حيث تعتبر منطقة ساحلية حدودية يرتادها الكثير بداعي السياحة أو السفر للأردن- اهتمام الجهات المعنية بهذا الطريق الوحيد المؤدي لهذه المحافظة.
أضافوا: وفي الوقت الذي تحتفل فيه الشركات طوال الفترة الماضية بتوقيع مراحل عقود المشروع بمئات الملايين، تسمع هناك صرخات الأهالي بفقد أبنائهم وآبائهم وأمهاتهم، وتزدحم المقابر والمنازل بالمعزين، وتغرق مستشفيات تبوك بالمصابين، بما يفوق إمكانياتها، حيث تعاني هي الأخرى من العجز.
وأوضحوا: مع هذا كله، ما زال الطريق مصاباً بالشلل التام، حتى على مستوى دوريات أمن الطرق، التي لم تغطِ هذا الطريق حتى اليوم، إلى جانب غياب اللوحات الإرشادية حتى بات يصفه الأهالي بطريق الموت نتيجة المنحنيات الخطيرة، فضلاً عن كونه مساراً واحداً، حيث بلغ عدد الوفيات فقط خلال موسم الثلوج الأخيرة -حسب إحصائية صحة تبوك- ثماني وفيات و 62 إصابة.
وسجّل خلال العطلة الأسبوعية القريبة الماضية خمس وفيات وثلاث إصابات، بينما انتقد الأهالي غياب الجهاز الأمني ممثلاً في أمن الطرق.
وقال ل"سبق" عطا الله الحويطي أحد أهالي حقل، إن غياب أمن الطرق عن عمل نقاط تهدئة دفعت بعض المتهورين للسرعة.
وتابع: لا شك أن المواطن أيضاً يحتاج إلى زيادة الوعي لتوخي الحذر، مؤكداً أن هذا لن يتم في ظل غياب أمن الطرق، الذي نعتبره مصدر أمان بعد الله في ردع الكثير عن التهور.
وسرد "الحويطي" قصصاً مأساوية كان آخرها وفاة قريبين له، وهما شقيقان تُوفيا على ذات الطريق، مرجعاً سبب ذلك بعد الله لعدم ازدواجية الطريق، إلى جانب السرعة الزائدة.
وأكد ل"سبق" المتحدث الإعلامي للهلال الأحمر السعودي بتبوك حسام الصالح، أن عدد الحوادث التي باشرتها إدارته خلال الأشهر الثلاثة الماضية لمركز إسعاف الزيتة 48 انقلاباً، 19 تصادماً بإجمالي 68 حالة نتج عنها 54 إصابة، غير الوفيات.
وذكر مدير فرع وزارة الموصلات بتبوك المهندس خالد الوكيل أنه تم الانتهاء من اعتماد استكمال تنفيذ ازدواج كامل الطريق، حيث اعتمد في ميزانية هذا العام 1434ه - 1435ه آخر مرحلة فيه، وسبقت ذلك أربع مراحل مختلفة من ميزانيات الأعوام الماضية، على أربعة مقاولين، بعقود منفصلة، ومدد زمنية منفصلة.
وقال ل"سبق" اللواء معتوق بن سعيد الزهراني: إن تأمين طريق حقل بدوريات أمن طرق موضوع محل اهتمام وقد عقدت العديد من الاجتماعات لوضع حلول عاجلة لإيقاف الحوادث المأساوية التي وقعت على طريق تبوك-حقل مع قائد قوة أمن الطرق بالمنطقة لتغطية الطريق بشكل كامل.
وأشار "الزهراني" إلى أنه تم التنسيق أيضاً هاتفياً وكتابياً مع قائد القوات الخاصة لأمن الطرق بالمملكة، وسوف يغطى في القريب العاجل بإذن الله، لضبط المخالفات المرورية، وتسهيل حركة المسافرين والمتنزهين وسلامة الطريق لمرتاديه.