خطت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض منذ تدشين فرعها الجديد للخدمات وقاعات الاطلاع، والذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –حفظه الله– كهدية ثقافية ومعرفية، خطوات واسعة لتطوير منظومة خدمتها لروادها من الرجال والنساء، باستخدام أحدث التقنيات المكتبية لتقدم نموذج يحتذى للمكتبة الحديثة، وتضاعف من حضورها كأحد أبرز الصروح لنشر الثقافة والمعرفة في السعودية. وتمكنت المكتبة من خلال فرعها الجديد للخدمات والاطلاع منذ افتتاحه في عام 2012م، أن تضاعف أعداد المستفيدين من خدماتها المرجعية وخدمات الإعارة والخدمات الإلكترونية، بالإضافة إلى تقديم باقة متكملة من الخدمات النوعية للباحثين والدارسين في مختلف فروع المعرفة، بما في ذلك المصادر الحديثة من إصدارات كبريات دور النشر ومراكز البحوث في جميع دول العالم، متجاوزة بذلك مفهوم المكتبة التقليدية إلى المكتبة الرقمية التفاعلية. ويتجلى نجاح المكتبة في الإفادة من فرعها للخدمات والإطلاع في زيادة عدد ساعات استقبال زوراها إلى قرابة 14 ساعة يومياً طوال أيام الأسبوع، بدءا من الساعة الثامنة صباحاً وحتى العاشرة مساءً، والجمعة من الرابعة عصراً إلى العاشرة مساءً؛ مما أتاح فرصة كبيرة أمام طلاب المدارس والجامعات ومنسوبي الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص، وكذلك السكان من خارج مدينة الرياض، للإفادة من خدمات المكتبة واستعارة ما قد يحتاجونه من الكتب والمراجع من بين ما يزيد عن مليون و700 ألف مادة معرفية تجيز آلية العمل بالمكتبة إعارتها أو الاطلاع عليها بمقر المكتبة. وتتيح تقنيات المعلومات المستخدمة في فرع مكتبة الملك عبدالعزيز للخدمات والاطلاع من حيث قواعد الفهرسة والحفظ، إمكانات كبيرة لحصول رواد المكتبة على ما يحتاجون إليه من الكتب والمراجع في دقائق قليلة عبر النظام الآلي المباشر في جميع أقسام المكتبة وتقنياتها، وكذلك تقديم الإرشادات والمعلومات للمستفيدين من خدمات المكتبة حول مصادر معرفية أخرى ذات علاقة بموضوع بحثه أو دراسته، إلى جانب خدمات الاطلاع عبر الإنترنت، والتي تقدمها المكتبة مجاناً لروادها من النساء والرجال والأطفال، مع معايير دقيقة للخصوصية في الاطلاع. وتوفر المكتبة في مبنى الخدمات وقاعات الإطلاع أجواء هادئة في القاعة المخصصة للرجال، والتي تتسع لما يزيد عن 250 شخصا، وكذلك في قاعة الاطلاع النسائية، والتي تبلغ طاقتها الاستيعابية أكثر من 150 زائرة، كافة الخدمات المساندة مثل: التصوير الرقمي للكتب والمراجع مجاناً، وكذلك خدمات الاطلاع على أحدث المراجع في جميع التخصصات فور صدورها، هذا بخلاف الخدمات التي تقدمها المكتبة للأطفال في قاعة مجهزة بكل ما يلزم لاستقبال ما يزيد عن 200 طفل في وقت واحد. وفي خطوة تنفرد بها مكتبة الملك عبدالعزيز لخدمة روادها بفرع الخدمات والاطلاع، تتولى إدارة المكتبة توفير نسخ من المخطوطات والوثائق والمراجع المهمة من عدد كبير من المكتبات العربية والأجنبية، بناء على طلب الباحثين أو الدراسين، وذلك من خلال علاقات التعاون والاتفاقيات المبرمة بين المكتبة وعدد كبير من المكتبات في جميع دول العالم. وتمتد خدمات المكتبة لروادها من خلال إمكانية الاطلاع على كنوز مقتنياتها من الوثائق والمخطوطات والخرائط والصور النادرة بصيغة رقمية عالية الدقة، وتكتمل مؤشرات نجاح المكتبة في تجاوز مفهوم المكتبة التقليدية من خلال مقتنياتها من المواد السمعية والبصرية، والتي يمكن لزوار المكتبة الاطلاع عليها عبر أحدث تقنيات العرض والاستماع، والتي تتوفر في قاعة المحاضرات والندوات والمجهزة بكل ما يلزم لإقامة الأنشطة الثقافية والمعرض والندوات والعروض الفنية، وتتسع لما يزيد عن 400 شخص على أقل تقدير من خلال تصميم فريد يجمع بين المعايير الجمالية والاستخدام الأمثل للمساحات. ويتجسد تميز خدمات مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في فرعها للخدمات والاطلاع من خلال الأداء الراقي لمنسوبي المكتبة، ومشرفي القاعات، والقائمين على خدمات الإعارة والاطلاع، والذي يعكس مستوى التدريب والتأهيل الرفيع، والرغبة في خدمة رواد المكتبة وفق أرقى معايير الجودة في الخدمات المكتبية.