نجح مركز الأمير سلطان لجراحات المناظير المتقدِّمة والسمنة، بمستشفى الملك فهد العام بجدة في إجراء 250 عملية بواسطة المنظار خلال الربع الأول من العام الحالي 1434ه، 30% لحالات تحويل مسار المعدة، و35% لحالات التكميم، و15% حالات استئصال مرارة، و10% لحالات حلقات المعدة. ومثَّلت عمليات الفتاق بالمنظار، وفتاق الحجاب الحاجز، واستئصال الطحال 5%، وهي النسبة ذاتها التي مثَّلتها الحالات الطارئة؛ مثل إعادة الاستكشاف بالمنظار، ومعالجة بعض المضاعفات كالنزيف والتسريب، حسب ما صرَّح به رئيس الفريق الطبي الجراحي بالمركز الدكتور محمود حمو. وأكَّد "حمو" أن الدراسات العلمية المحايدة أثبتت أن 95% من المرضى الذين خضعوا لمثل هذا النوع من الجراحات يعيشون حياة أفضل، وتتحسَّن الحالة الصحية لديهم بشكل ملحوظ، وخصوصاً في الأمراض المصاحبة للسمنة؛ مثل توقف التنفُّس أثناء النوم الذي يتحسَّن بنسبة 74 : 98%، وارتجاع الحامض في المرِّيء الذي يتحسَّن بنسبة 72 : 98%، والروماتيزم الذي يتحسَّن بنسبة 41 : 76%، بل يختفي مرض ضغط الدم لدى بعض هؤلاء تماماً، ويتحسَّن لدى آخرين بنسبة 52 : 92%، وغالباً ما يختفي مرض السكري -النوع الثاني لدى الغالبية العظمى من المرضى- وذلك عائد -بعد إرادة الله- إلى إنقاص الوزن، وتغيُّر أسلوب حياتهم. وقال رئيس الفريق الطبي: إن المدهش في نتائج الدراسات هو أن مرضى السكري من الدرجة الثانية يتوقَّفون عن تعاطي علاج السكري تماماً منذ مساء اليوم الأول للعملية، وخصوصاً في حالات عمليات تحويل مسار المعدة، قبل أن يحدث نقص الوزن لديهم؛ لسبب غير معروف، إلا أنه ربما يكون ناتجاً عن توصيل الأمعاء، والخلل الناتج عن امتصاص النشويات والدهون. من جانبه أكد استشاري الجراحة بالمركز الدكتور أسامة بن حسين فيدة أن الأطباء الجرَّاحين السعوديين كانوا مَن تبنى إدخال هذا النوع المتطوِّر من الجراحات للمملكة منذ أوائل التسعينيات الميلادية من القرن الماضي، بموازاة انطلاقة هذه الجراحات في دول العالم المتقدِّم. كما وصف استشاري الجراحة في المركز بمستشفى الملك فهد الدكتور محمود صدقة المريض بأنه "جزء لا يتجزَّأ من الفريق الجراحي طوال فترة المرحلة العلاجية"، وليس كما يصنِّف بعض المرضى أنفسهم بأنهم متلقُّون للعلاج فقط؛ وذلك من خلال جلسات المناقشة التي تُعقَد بينه وبين الفريق الجراحي المعالِج، بالإضافة إلى التزامه التامِّ بتوصيات الأطباء بعد العملية الجراحية، والتي من أهمها: الالتزام بالحِمية، والإكثار من السوائل، وممارسة الرياضة، وكذلك التواصل المنتظم مع الفريق الجراحي. وأكدت الدكتورة منال عبد الخالق مرغلاني أنه يتمُّ تهيئة المريض للمرحلة الجراحية والعلاجية من خلال تقديم الدعم النفسي للمرضى قبل العملية وبعدها، وإعطائه فكرة واضحة عن نوع العملية الجراحية، والمضاعفات التي قد تحدث له بعد العملية، ونِسَب تحقُّقها، مشيرة إلى أن هناك العديد من الخطوات والمراحل النفسية والعلاجية التي يمرُّ بها مريض السمنة قبل إجراء العملية وبعدها. من جهة أخرى أكَّد مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة الدكتور سامي بن محمد باداود دعم إدارته المستمرَّ لمركز الأمير سلطان لجراحات المناظير المتقدِّمة بكل ما هو جديد ومتطوِّر من الأجهزة والمستلزمات الطبية؛ بما يضمن استمراية وديمومة النجاح الذي حقَّقه هذا المركز -وما زال- على أيدي نخبة متميزة من الكفاءات الفنية والطبية السعودية المؤهلة تأهيلاً جيداً في تخصُّصاتهم الجراحية. وعبَّر باداود عن فخره واعتزازه بالتميُّز الذي تحقَّق في هذا المركز، والذي أصبح مفخرة، ليس لمستشفى الملك فهد فقط، وإنما لجميع المنشآت الصحية بمحافظة جدة بأكملها.