كشف محامي المعتقلين السعوديين بالعراق عبد الرحمن الجريس ل"سبق" أنه تلقى خطاباً من السفارة العراقية بالرياض يزف بشرى قرب تنفيذ اتفاقية تبادل السجناء، وبدء وصول الدفعة الأولى من أكثر من 50 معتقلاً سعودياً بالعراق في غضون أسبوعين. وأوضح "الجريس" أن خطاب السفارة العراقية الذي تلقاه جاء رداً على استفساره حيال القضية، وتضمن أن الخطوات التنفيذية بشأن نقل السجناء من رعايا البلدين سائرة في الطريق الصحيح كما خُطط لها.
ولفت "الجريس" إلى أنه وصل للرياض أخيراً وفد عراقي رفيع المستوى أمضى ثلاثة أيام عقد خلالها عدة جلسات عمل مع المختصين من وزارة الداخلية السعودية واتّفق الطرفان على آلية لتنفيذ نقل المحكومين بأحكام سالبة الحرية وفقاً لاتفاقية الرياض عام 1983م كما اتفقوا على جدول زمني لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
وأوضح "الجريس" أن عملية تبادل السجناء ستكون بعد مضي أسبوعين تقريباً وستكون على ثلاث مراحل، وتشمل المرحلة الأولى السجناء المحكومين بأحكام مكتسبة للدرجة القطعية "تم تمييز أحكامهم والتصديق عليها".
وأضاف أن المرحلة الثانية تشمل السجناء المحكومين بأحكام لم تكتسب الدرجة القطعية "لم يتم تمييز الحكم".
وأما الثالثة فسيستفيد منها السجناء الموقوفون، الذين لم تصدر بحقهم أحكام قضائية بعد.
وقال "الجريس": "يظل ملف المعتقلين الصادر بحقهم حكم الإعدام معلقاً وعددهم ستة معتقلين".
وأضاف: "أبدت الحكومية العراقية موافقتها للتفاوض حيالهم، بعد حضور لجنة سعودية مختصة للتباحث بشأنهم".
وقال "الجريس": "تنص الاتفاقية الموقّعة بين البلدين على احتفاظ دولة الإدانة وحدها بالاختصاص القانوني والقضائي فيما يتعلق بأي نوع من الإجراءات كإعادة النظر في الحكم الصادر، على أن يقوم كلٌ من الطرفين المتعاقدين بإبلاغ الطرف الآخر على وجه السرعة عن الأحكام القضائية الصادرة على إقليمه بحق مواطني ذلك الطرف، مع توضيح مدد العقوبات الصادرة بحقهم، كما يقوم كلٌ من الطرفين المتعاقدين بإبلاغ الطرف الآخر على وجه السرعة عن إيقاف أيٍّ من مواطني كل منهما أو القبض عليه".
وشدد "الجريس" على الاستمرار "بمطالبة المسؤولين العراقيين بطلب العفو على جميع المعتقلين سواء من صدرت بحقهم أحكام قضائية أو لم تصدر، وفق ما وعدت به الحكومة العراقية في متهمي القضايا المدنية. ولفت إلى أن ثلثي المعتقلين قضاياهم مدنية.
وأضاف: "في حال نقلهم الى المملكة نطلب من المسؤولين بوزارة الداخلية أن يكون للمعتقلين معاملة خاصة، وأن يكون لهم أيضاً أماكن مخصصة، بعيداً عن السجناء الآخرين".
وأعرب "الجريس" عن شكره ل"سبق" "الوسيلة الإعلامية الأولى التي تبنت ودعمت قضية المعتقلين السعوديين بالعراق".
وقال: "إنها ساهمت بشكلٍ كبير في تسليط الضوء على قضاياهم وجعلها قضية رأي عام".
ورأى أنها "تواكب التطور المستمر لآلية العمل الصحفي وهذا يعد مصدر فخر واعتزاز لصحافتنا السعودية ولقيادتنا الرشيدة".
وكان "الجريس" استضاف بمنزله أخيراً، السفير السعودي لدى الأردن فهد بن عبدالمحسن الزيد الذي كشف خلال لقائه مع أهالي المعتقلين السعوديين عن زيارة وفد دبلوماسي سعودي إلى العراق خلال الأيام القادمة، بهدف زيارة السجناء السعوديين في المعتقلات العراقية.
كما استضاف نائب مدير عام إدارة الشؤون الدولية بهيئة الهلال الأحمر السعودي الأمير بندر بن فيصل بن فرحان، الذي أكد أن الهيئة عملت على إعادة الروابط العائلية من خلال طلب البحث عن السجناء السعوديين في العراق، وكذلك التواصل عبر الرسائل البريدية والاتصال الهاتفي بين السجين السعودي وأسرته.