اختتم الملتقى السعودي الأول لتخطيط وتصميم المستشفيات، والذي افتتح برعاية وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، ونظَّمته شعبة معماري المباني الصحية التابعة للجمعية السعودية لعلوم العمران، خلال الفترة 21- 23 ربيع الآخر 1434ه الموافق 3- 5 مارس 2013م، في مدينة الرياض. وشهد الملتقى الذي استمر على مدار اليومين الماضيين خمس جلسات، شارك فيها أكثر من 20 متحدثاً من مختصين وخبراء من الدول الأوربية وأمريكا وكندا والسعودية، في مختلف المجالات ذات العلاقة، وتطرّقوا خلالها إلى العديد من الموضوعات الهامة التي تصب في مصلحة العمل الهندسي المرتبط بتخطيط وتصميم المستشفيات، إضافةً لاستعراضهم عدداً من التجارب والخبرات التقنية والفنية.
وتناولت الجلسات العديد من المواضيع، ومنها الاتجاهات الحالية في تصميم المباني الصحية، وفصل خطوط الحركة الخارجية والداخلية في المستشفيات، والتخطيط المستهدف والأفضل لمواقع المستشفيات، إلى جانب الدليل الطبي على أن عناصر البيئة المحيطة تؤثر في معدل نمو الأطفال المولودين قبل موعدهم الطبيعي، ومعايير تخطيط وتصميم المستشفيات، وشرح ماهية الاختلافات بين المعايير والاتجاهات المستقبلية؛ بغرض التوافق وتقليص الاختلافات بين الأكواد والقوانين، إضافةً إلى تصميم المباني الصحية التي توفر الحلول الإبداعية والملائمة للعادات والتقاليد المحلية، والتي تساعد على توفير البيئة المناسبة للمرضى، وكذلك طاقم العمل.
كما تناولت الاتجاهات الهندسية الحالية تصميم الرعاية الصحية المستدامة، وتطوير عملية التشغيل في تصميم المباني الصحية، وتأثير الاستعداد للكوارث على تصميم المستشفيات، إلى جانب كيفية مساعدة البنية التحتية الذكية في تقليص تكاليف التشغيل، وتحسين مستوى الخدمات والرعاية المقدمة للمرضى، ودراسة ميدانية لأداء مواد تشطيب غرف العمليات بالمستشفيات بمصر والولايات المتحدةالأمريكية، إضافة إلى التجهيزات الطبية "التخطيط الدولي والتطبيق المحلي"، وإيجاد تصاميم بيئة استشفائية من خلال تصميم الإضاءة الطبيعية للمرضى، وأخيراً تطور برنامج (عمارة المباني الصحية) في جامعة تكساس بأمريكا منذ عام 1966م.
وشهد يوم الأحد 3 مارس 2013م ورشة عمل متخصصة حول التصوير الإشعاعي بالمستشفيات، قدَّم خلالها الدكتور علي المسند ورشة عمل بعنوان الأشعة والخدمات التطبيقية، كما تحدث الدكتور محمد الهدبان عن الأشعة التشخيصية، والدكتور خالد السلمان عن الطب النووي والتصوير الجزيئي، في حين تحدث الدكتور مشبب العسيري حول العلاج الإشعاعي، والدكتور مساعد المالكي حول الحماية من الإشعاع.
كما تحدث المهندس مالك الحسيني حول التصاميم المستقبلية، والمهندس عبدالملك المحارب والمهندس محمد دريعي حول احتياجات التصميم المثالية ومتطلبات ما قبل التركيب.
وصاحَب الملتقى معرض متخصص لعدد من الشركات الرائدة في مجال التخطيط والتصميم الهندسي المرتبط بالمنشآت الصحية، قَدَّمت من خلاله للحضور والمشاركين الخدمات التي تقدمها، والخبرات السابقة التي عملت عليها ضمن هذه المجالات.
واتفق المشاركون في الملتقى على تبني عدد من التوصيات، كالعمل على تفعيل كود طبي محلي مبني على الأكواد العالمية، إلى جانب تبني إيجاد برامج كالدراسات العليا والدبلوم والماجستير والدكتوراه في جامعات المملكة والخليج في مجال التخطيط الطبي، إضافةً إلى حثِّ الشركات الطبية والمكاتب الهندسية الاستشارية في البحث العلمي للوصول إلى أحدث المعايير الطبية في التخطيط والتصميم الطبي، وأخيراً العمل على عقد تفاهم بين وزارة الصحة والجمعية السعودية لعلوم العمران؛ لإقامة ورش عمل في هذا السياق.
واقترح الحضور دعوة طلاب كليات الهندسة للملتقيات القادمة، وتزويدهم بالمخططات والمعلومات التي يمكن أن يستفيدوا منها في مشاريع التخرج، إلى جانب اقتراح نشر محاضرات إلكترونية في هذا السياق على الموقع الإلكتروني للجمعية، والتعرف على أبرز المعوقات والمشاكل التي تواجه المستشفيات لتلافيها والتغلب عليها، إضافة إلى توثيق المعرفة التي تم بناؤها في مجال تخطيط المستشفيات؛ لتكون مرجعاً لمن يتابعون هذا المجال مستقبلاً.
وفي ختام الملتقى توجهت شعبة معماريي المباني الصحية المنبثقة عن الجمعية السعودية لعلوم العمران بالشكر لكل من أسهم في إنجاح هذا الملتقى، سواء بالرعاية أو المشاركة أو بالحضور، كما تم تكريم جميع اللجان التي أسهمت في نجاح الملتقى.
وكان الدكتور منصور الحواسي، نائب وزير الصحة، ممثلاً لراعي الملتقى، افتتح الملتقى يوم الإثنين الماضي، وأكد في الكلمة الافتتاحية على أهمية هذا الحدث الذي يعد الأول من نوعه في المملكة، مشدداً على ضرورة تكرار مثل هذه التجارب، التي تعود بفوائد جمة على قطاع الإنشاءات عموماً، وقطاع المباني الصحية على وجه الخصوص، داعياً العاملين في هذا القطاع إلى مد جسور التعاون مع الجهات الحكومية ذات الصلة، لدفع عجلة التنمية في المملكة إلى الأمام.
وأوضح "الحواسي" أن ما تشهده المملكة العربية السعودية من نهضة عمرانية ومشاريع عملاقة على مختلف الأصعدة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، التوسع في تشييد المدن الطبية والمستشفيات، التي يراعى في تصميمها أحدث النظم والمعايير الهندسية، تتطلب من الجميع تضافر الجهود والتعاون والتكاتف يداً بيد للحفاظ عليها ودعمها وتطويرها.
ودعا المهندسين السعوديين إلى التقدم لوزارة الصحة للتعاون سوياً والنهضة بالمباني صحياً، نسبة لما تشهده المملكة من مشاريع طبية ضخمة؛ تتمثل في بناء أكثر من 130 مستشفى وأكثر من 300 مركز صحي وخمس مدن طبية، موزعة على مناطق المملكة.