عبدالله البرقاوي، فهد كاملي- سبق- جازان: وجَّهت عائلة سعودية في محافظة صبيا مناشدة للمسؤولين في إمارة منطقة جازان والمسؤولين في وزارة الداخلية؛ للنظر في قضيتهم مع أفراد مكافحة المخدرات بالدرب، التي حدثت قبل نحو شهرين، وتمثلت في اقتحام منزل الأسرة، وإطلاق النار داخله دون مبرر، ولا تزال تبعاتها مستمرة، من تجاهل شكاوى أفراد الأسرة إلى تكرار توقيف عدد من أفرادها أكثر من مرة، وما صاحب القضية من اتهامات عديدة وإجراءات مثيرة، بينها ضرب وإصابة وتبصيم على أوراق مجهولة، في وقت تعذر فيه الحصول على توضيح المديرية العامة للمخدرات حول هذه الاتهامات. المواطن عبدالله كندوري شرح ل"سبق" التفاصيل، مشيراً إلى أن "أفراد مكافحة المخدرات اقتحموا منزل الأسرة في وضح النهار، ودفعوا باب المنزل؛ ما تسبب في إصابة والدتي، إضافة إلى إطلاقهم النار رغم وجود شقيقاتي بالمنزل؛ ما أثار هلعن؛ فتجمعنا وأفراد الحي لمعرفة ما يحدث، وتبيّن أن الأفراد جميعهم كانوا يلاحقون مجهول هوية بحيازته قات، مشيرين إلى أنه دخل منزلنا".
وبيّن كندوري أنه "بعد ذلك بدأت سلسلة معاناة الأسرة؛ حيث تم توقيف أخي علي، وهو على رأس العمل العسكري؛ حيث قُبض عليه في مقر عمله، ونُقل لقسم مكافحة مخدرات الدرب، وتعرض للضرب، ومن ثم تم توقيفه 31 يوماً، تم خلالها تبصيمه على أوراق لا يعرف فحواها، وعُرض خلال ذلك على أفراد الفرقة المستلمة، وأكدوا أنه ليس له علاقة بقضية القات قبل أن يُطلق سراحه، رغم أنه - حسب الأنظمة - كان من المفترض توقيفه في مقر عمله العسكري، وعدم تعريضه لمثل هذه الإجراءات المخالفة". وأضاف "سلسلة التوقيف والتحقيق شملت والدي وأخي هيثم، لكن التبعات مستمرة؛ حيث تم توقيف والدي مجدداً الأسبوع الماضي وتوقيف أخي يوم الأحد الماضي، وما زالا موقوفين".
وأكد كندوري أن لديهم شهوداً على ما حدث، ووالدته تحمل تقريراً طبياً لإصابتها خلال الاقتحام، كما تحفظت شرطة صبيا على طلقة نارية من التي أُطلقت بالمنزل، وجميع ما حدث لم يشفع للأسرة في أخذ حقوقها.
ربُّ الأسرة الذي استُوقف الاثنين الماضي فصَّل ما حدث قائلاً إنه وقت الحادثة لم يكن بالمنزل؛ حيث كان يعمل على بيع الفل والنرجس والورود، وأُبلغ من الأسرة بما حدث؛ إذ بعد عودته وجد زوجته مصابة وابنه هيثم يحاول إخراج أفراد الفرقة من صالة المنزل أثناء وجودهم فيها، وسط رفضهم الخروج من المنزل "وعندما سألتهم عن سبب وجودهم في المنزل أخبروني بأنهم يلاحقون شخصاً يختبئ في منزلي، وهم من مكافحة المخدرات؛ فبحثت لهم في المنزل ولم أجد أحداً؛ فمن المؤكد أنه دخل من باب وهرب من آخر". وأضاف "بعد ذلك توجهنا للشرطة والإمارة للشكوى، وما إن مضت ثمانية أيام حتى أخذوا ابني علي وهو في عمله بالدوريات الأمنية بجيزان، وضربوه وبصَّموه على أوراق لا يعلم ما هي، وكان ذلك يوم خميس خارج وقت الدوام، وأبقوه حتى توارت آثار الضرب، ونقلوه لهيئة التحقيق والادعاء العام، وقد بينا هذا لهم". وتابع الأب "توجهت لأمير منطقة جازان - وهو أملي بعد الله – بشكوى، ووجَّه الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز بخطاب عاجل لشرطة منطقة جازان، وحولته الشرطة لشرطة محافظة صبيا، وإلى الآن تتواصل تبعات القضية بشكل سلبي على الأسرة دون حل".
الأم شرحت ما حدث؛ كونها كانت بالمنزل قائلة: "كنت أُعدّ الغداء لزوجي وأولادي قبل رجوعه من عمله في السوق، وسمعت أصوات رصاص عند الباب؛ فحاولت فتح الباب، إلا أنني فوجئت بهم يفتحون الباب بكل قوتهم؛ ما دفعني إلى الجدار، وارتطمت به، وتعرضت لإصابة، أحمل تقريراً طبياً يؤكدها". وأكملت "دخل علينا في المنزل رجلان والمسدسات بأيديهما، أطلقوا الرصاص قبل دخولهما، وروعا بناتي وأمي العجوز". وأضافت "اقتحامهما المنزل أثار رعب الجميع؛ حيث إن أصغر بناتي تعاني روماتيزماً في القلب، وكانت تستذكر دروسها، وابنتي الكبيرة كانت لتوها قد خرجت من المستشفى؛ حيث أجرت عملية قيصرية، ووالدتي طريحة الفراش تعاني جلطة". اتصلت بزوجي، ونزل أولادي من الدور الثاني، وحاولوا إخراجهما من البيت. والله العظيم لم تكن معهما سجانة لحظة مداهمة البيت كما سجلا ذلك في محضر التحقيق كذباً، نحن لسنا إرهابيين حتى تتم مداهمتنا بهذه الطريقة، ويتم ترويعنا".
واختتمت سرد معاناة الأسرة قائلة: "ابني علي تعرض للضرب، وتم توقيفه لمدة 31 يوماً، وزوجي موقوف منذ 8 أيام، وابني هيثم موقوف منذ 3 أيام، هل ما يحدث لنا ولقضيتنا من تلاعب؛ كوننا لا نملك واسطة؟!".
الأسرة السعودية في صبيا طالبت بالإفراج عن رب الأسرة وأحد أبنائه، وتشكيل لجنة محايدة للتحقيق مع جميع الأطراف، واسترداد حقوقها من اقتحام المنزل على النساء دون وجود سجانة أو أمر مداهمة، ودون مبرر نظامي، إضافة لسلسلة من الإجراءات اللاحقة التي جاءت لمحاولة مداراة ما حدث، رغم أن شرطة صبيا وقفت على الوضع، ووثقت إطلاق النار وعدم وجود سجانة وعدم وجود متهم.
الجدير بالذكر أن "سبق" حاولت خلال اليومين الماضيين الحصول على توضيح من المديرية العامة لمكافحة المخدرات حول اتهامات الأسرة، لكن لم يصل أي رد، وفي حال وصوله سيتم نشره.