اهتمت وكالة الأنباء الإسبانية "إفي" بقضية الزحام المروري في العاصمة الرياض موضحة في تقرير لها أن سكان الرياض يتطلعون بشغف إلى مشروع القطار الكهربائي للتخلص من أزمة المرور التي وصفتها الوكالة بالخانقة, كاشفة أن نائب رئيس شركة "بومباردييه" التي وضعت المخططات الأساسية للمشروع العام الماضي، صرّح في سبتمبر الماضي بأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- مُصِرٌّ على إنهاء المشروع في 48 شهراً. وقالت الوكالة في تقريرها انه كمعظم سكان مدينة الرياض، يتأخر أحمد القحطاني (29 عاماً) كل صباح في الوصول إلى مقرّ عمله الذي لا يبعد إلا بضعة كيلومترات، بسبب الازدحام المروري الخانق الذي يفرض نفسه على سكان العاصمة الذين يقتربون من 5.5 ملايين نسمة. ونقلت الوكالة عن القحطاني، الذي يعمل في شركة تأمين، استياءه بسبب اضطراره لركوب السيارة الخاصة: "فمهما حاولت أن أخرج مبكراً، فإن حادثاً مرورياً واحداً سيغلق طريقي لساعة على الأقل". وتابعت: وفق إحصائية رسمية، فإن عدد السيارات التي تجول في المدينة يومياً يقدر بمليون سيارة، وإن متوسط ملكية السيارات الخاصة في الرياض 1.6 سيارة لكل أسرة, وتخلو المدينة من وسائل المواصلات الحديثة، باستثناء حافلات قديمة ومتهرئة ولا تغطي المدينة بأكملها، لكنها خيار مناسب للعمال من ذوي الدخل المحدود. وقال سامي عبدالرحمن (34 عاماً): "لن تجد أحداً من الطبقة الوسطى يستقل هذه الحافلات، فهي مكتظة بالناس دائماً، وغير نظيفة، ورائحتها خانقة، ويقودها أناس متهورون ولا يلتزمون بقواعد المرور". وأضاف "عبدالرحمن"، وهو موظف في بنك، أن الحكومة ليست عاجزة مالياً عن تنفيذ شبكة عصرية للنقل العام، كما هي حال المدن الحديثة. وبينت "إفي" أن جامعة الملك فهد نشرت دراسة توصلت نتائجها إلى أن سكان الرياض سيوفرون نحو 3.5 مليارات دولار سنوياً في حال إذا ما استخدموا قطارات كهربائية (مترو) بدلا من سياراتهم الخاصة. وكانت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض قد أعلنت العام الماضي عن "مشروع النقل العام" لتأسيس شبكة قطارات كهربائية (مترو) وخطوط حافلات موازية بتكلفة تقدر بسبعة إلى ثمانية مليارات دولار، وتقدمت للمنافسة على المشروع 33 شركة من 15 دولة ضمن أربعة تحالفات, ومن ضمن المتقدمين عدة شركات إسبانية. ووفقاً للوكالة الإسبانية تتضمن أعمال المشروع التي تقدمت إليها الشركات: حفر أنفاق المترو، الأعمال المدنية وأعمال الجسور والأنفاق، نظم التحكم والتشغيل، الأعمال الميكانيكية والكهربائية، وأعمال التصميم، والإدارة والتشغيل للمشروعات الكبرى, وكان من المفترض أن يبت في شأن هذه العروض يوم 22 فبراير الماضي، لكن الهيئة أعلنت عن تأجيل حسم هذا الملف إلى أبريل المقبل. وتتوقع الهيئة أن يخفض المشروع -في حال تنفيذه- عدد الساعات التي يقضيها السكان في الطرق بنحو 400 ألف ساعة يومياً، كما أن المشروع سيهيئ أكثر من 450 ألف وظيفة في السنوات العشرين المقبلة. وتابعت "إفي": من المرجَّح أن تتم ترسية العقد على أكثر من تحالف، وقال مسؤول بالهيئة: "إنه مشروع ضخم وتجهيزاته دقيقة ومواصفاته التصميمية والتقنية عالية". ووفق الخطة التي وضعتها الهيئة، فإن شبكة القطار الكهربائي ستكون على ستة محاور بطول إجمالي يبلغ نحو 175 كلم، بالإضافة إلى شبكة متكاملة من الحافلات تغطي جميع أجزاء المدينة. وستكون المسافات بين كل محطة وأخرى 600 متر في المناطق ذات الكثافة السكانية والمرورية العالية، ومن 1100 متر إلى ألفي متر في المواقع التي تشهد ازدحاماً أقل. وحسب وكالة الأنباء الإسبانية لم تفصح الهيئة عن المدة الزمنية المحددة لإنجاز المشروع، لكن نائب رئيس شركة "بومباردييه" التي وضعت المخططات الأساسية للمشروع العام الماضي، صرّح في سبتمبر الماضي بأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- مُصِرٌّ على إنهاء المشروع في 48 شهراً.