اعتذرت الزميلة "الشرق" لأهالي بريده قاطبةً في عددها اليوم، بعد العنوان المُستفز ضمن تغطيتها تجمّعات أهالي المعتقلين، عندما كتبت "تطهير بريدة" مؤكدةً أن بريدة مدينة لا يمسّها سوءٌ، فهي بتاريخها وحضورها وأُلقها لا تحتاج إلى شهادة، ومَن حاول الربط بين العنوان والإساءة فهو يسعى لتحوير الدلالات وقلب الحقائق. أضافت أن التجمُّع هو مزايدةٌ على هيبة الحكومة وتشكيكٌ فيها مع التأكيد على حق المعتقلين في المحاكمة السريعة والعادلة، وهو ما يحدث حالياً بدرجاتٍ متفاوتة. والذين تجمّعوا مطالب معظمهم مشروعة، إلا أن طريقتهم تتسم بالتحدّي، وتأخذ خط المعارضة، وتتجاهل طرق التواصل الرسمية، وها هو نائب أمير القصيم يلتقي أقاربهم وأعيانهم بحثاً عن حلٍّ عملي، ووصولاً إلى طريقةٍ منصفة. وقالت "الشرق" في مطلع اعتذارها: "غضب البعض من عنوان (الشرق) أمس، وبعض الغضب مفهومٌ إن كان القصد منه براءة بريدة، وبعضه يندرج ضمن الحماس للمتجمّعين أو بصورةٍ أدق المتظاهرين، وهؤلاء يعبِّرون عن رأيهم وموقفهم بكل حريةٍ وعبر كل الوسائل المتاحة".
وأضافت: أما دفع النساء إلى الشارع من قِبل فئاتٍ تضغط كثيراً على مقولة؛ أنْ ليس للمرأة سوى بيتها، واستغلال الأطفال فهو مسلكٌ تنظيمي يراهن على الإحراج والادّعاء بامتهان النساء، مع أن الفعل الذي يختاره المرء هو قراره سواء كان رجلاً أو امرأة. وأشارت إلى أن العنوان يصف الحدث وإن أغضب أهل بريدة أو نالهم منه استياءٌ فلهم الاعتذار، لأنها مدينة طاهرة ولأنها تتجاوز الشبهات، ولأنها أصل المكارم، وهي المدينة ذات العظمة في كل تفاصيلها، المتسامقة في جوهرها، النابضة بالحيوية والفعل في جميع ملامحها.
وأكّدت: لا يمكن المساس ببريدة، وما حدث هو سلوك جماعةٍ أصرّت على طريقتها ولم ينفع معها خطابٌ، وأرادت أن تفرض طريقتها مهما كانت النتيجة. وأردفت: للذين تجمّعوا مطالب معظمها مشروع، إلا أن طريقتهم تتسم بالتحدّي، وتأخذ خط المعارضة، وتتجاهل طرق التواصل الرسمية، وها هو نائب أمير القصيم يلتقي أقاربهم وأعيانهم بحثاً عن حلٍّ عملي، ووصولاً إلى طريقةٍ منصفة.
وواصلت: حاول الأمن طوال 12 ساعة تهدئتهم وفك تجمّعهم لولا إصرارهم وعنادهم وكأنهم يلوون ذراع الحكومة أو يدفعون الأمن دفعاً إلى التحفظ عليهم، والتحفظ إجراءٌ أولي تتبعه خطواتٌ نظامية وقضائية أخرى.
وسينال كل فردٍ حقه أو جزاءه، لا خطأ في حق بريدة رغم المزاعم.. لأن الكبار فوق الشبهات". وكان مكتب "الشرق" ببريدة قد شهد أمس استقالة الصحفي محرّر تقرير التجمّعات وتضامن معه ستة محرّرين بتقديم استقالاتهم، معربين عن انزعاجهم من "المانشيت" الذي أساء لمدينتهم، وتلقى مدير مكتب "الشرق" بالقصيم علي اليامي، رسائل تهديداتٍ بمقاطعة الصحيفة ورسائل عتابٍ.