ربما لو قدرت حجم مصيبتها، ولو عرفت أن هناك مسؤولين لم يمنعوا وقوعها، لما بادرت الطفلة المصابة بالأيدز رهام حكمي بابتسامتها البريئة وهي تجلس على سريرها الأبيض داخل غرفتها بجناح «ب-1» في مستشفى الملك فيصل التخصصي في مدينة الرياض يوم أمس (الجمعة)، حين كانت تراسل صديقتها منال بواسطة رسائل «واتس آب»، ومع من تركتهم خلفها بقرية «مزهرة» في منطقة جازان، بعد أن غادرت بواسطة إخلاء طبي إلى العاصمة، للركض خلف خيط أمل التعافي من مرض مخيف نُقل إليها بخطأ طبي فادح إثر عملية نقل دم، للتحول من مريضة أنيميا منجلية إلى طفلة مصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة. وفيما ذكرت رهام ل«الحياة» أنها قدمت للرياض لتتلقى العلاج من مرضها الذي رافقها منذ أن كان عمرها ثمانية أشهر، وأنها خافت من أن تسقط الطائرة التي استقلتها، خصوصاً أنها للمرة الأولى لها، وتحدثت عن لهفتها إلى الرجوع إلى قريتها التي تعشقها كثيراً، وعن آمالها وطموحاتها وفي مقدمها شفاؤها من مرضها، والحصول على جهاز «آي باد»، وحلمها أن تصبح طبيبة أطفال، وعشقها لمادتي «الرياضيات» و«لغتي». من جانبها، أكدت والدة رهام ل«الحياة» أن ما يحدث لها ولابنتها أشبه بالكابوس، وأنها لا تصدق أن يحدث هذا في الواقع، وأن رهام لا تعلم عن الخطأ الذي وقع فيه الأطباء وتسبب في نقل مرض الأيدز لها، وأنها تعرضت لارتفاع الضغط عندما بادر الطبيب بمستشفى الملك فهد في جازان بإخبارهم عن الواقعة، مشيرة إلى أنها ستقاضي المتسبب وتطالب بعلاج ابنتها في أي مكان كان، وأن الطبيب المشرف على حالة طفلتها في مستشفى الملك فيصل التخصصي في مدينة الرياض طمأنها بقوله: «إن شاء الله لها علاج، وإن شاء الله ما يكون موجود فيها». وأضافت أن طفلتها «رهام» تعاني من مرض الأنيميا المنجلية منذ أن كان عمرها ثمانية أشهر وظل الأطباء يسعفونها بنقل دم لها مرتين كل عام حتى بلغت الثامنة من عمرها، لتستقر حالتها وتستمر على أدوية طبية إلى الأسبوع الماضي، إذ تعرضت لآلام في الظهر وبعد فحوص تأكد ارتفاع نسبة الأنيميا المنجلية في دمها، وهو ما استدعى تنويمها لنقل دم إليها وأدخلت إلى التنويم ظهر الاثنين الماضي، وتم نقل الدم عند الساعة ال11 مساءً، واستغرقت عملية النقل حتى الساعة الثانية من صباح يوم الثلثاء. وقالت: «في اليوم ذاته أجرى لها الطبيب فحوصاً للدم، وتأكد أن النتائج سليمة، وأذن لها بالخروج وغادرت بعد عصر ذلك اليوم، وفي اليوم ذاته وعند الساعة ال11 مساء اتصلوا بناء المستشفى وأخبرونا بأنه تم إرسال سيارة إسعاف خاصة، ومن الضروري نقل رهام إلى المستشفى لوجود خطأ في الدم، وأن سيارة الإسعاف وصلت إلى منزلهم عند الساعة الواحدة من صباح الأربعاء واتجهت بهم إلى مستشفى جازان العام، الذي أحالهم إلى مستشفى الملك فهد وحينها كانت الفاجعة».