قدم الوفد النسائي الذي سافر من السعودية إلى فرنسا رسالة واضحة أكد فيها على الهوية الإسلامية للمملكة، وأنه في حركة الإصلاح التي يقودها الملك عبدالله بنفسه، تستلهم المرأة شخصيات أمهات المؤمنات رضي الله عنهن بروح العصر ومنجزاته، وأن المساواة بين الجنسين ستتحقق تدريجياًً والحجاب لا يعوق صعود المرأة في الحياة العامة. وقالت صحيفة "جلف نيوز" الإماراتية: لقد أكد إرسال الوفد إلى باريس والشخصيات التي تم اختيارها أن مسيرة الإصلاح في المملكة تتسارع، فقد ضم الوفد سيدات أعمال وأساتذة جامعات وعالمات وناشطات حقوقيات، والتقى الوفد بالعديد من المسؤولين الفرنسيين والمؤسسات التربوية والجماعات المدافعة عن حقوق المرأة، وفي نهاية الزيارة عقد مؤتمر صحفي أجاب فيه الوفد على أسئلة صعبة عن وضع المرأة في المملكة. وقد أثار الوفد إعجاب كل من التقاه من المسؤولين أو الصحفيين، خاصة سيدة الأعمال الدكتورة لمى السليمان، نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة، وعضو مجلس إدارة البنك السعودي الفرنسي، التي تحدثت بطلاقة ومن موقع المسؤولية. وقال الوفد: إن محرك الإصلاح في المملكة هو الملك عبدالله بنفسه، فحركة الإصلاح بدأت من قمة الهرم وهو ما يعطيها دفعة قوية وزخماًً، وإن من ضمن أولويات خادم الحرمين مشاركة المرأة في الحياة العامة بالمملكة. وأكد أعضاء الوفد على الهوية الإسلامية للمملكة، وعلى استلهام المرأة السعودية لشخصية أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها، التي شاركت في الحياة العامة بمكة المكرمة؛ حيث عملت بالتجارة، والسيدة عائشة رضي الله عنها، التي تعد مرجعاًً في الفقه والحديث. وفي الوقت نفسه أكد الوفد على الاستفادة من منجزات العصر الحديث، وقال الوفد: "إن الإسلام الحقيقي يدعو إلى احترام المرأة ومنحها الفرصة للمشاركة في الحياة العامة". وتحدث الوفد عن الحجاب فقال: "إن الحجاب لا يمثل مشكلة في العالم الإسلامي، كما هو الحال في فرنسا، ففي العالم الإسلامي لا يعد الحجاب عائقاًً يقف أمام صعود المرأة في الحياة العامة." وعن المساواة بين الجنسين قلن: "إننا نريد المساواة، لكننا ندرك أنها ستتحقق تدريجياًً". وشرحن أن أي دعوة إصلاحية تلقى مقاومة، لكن المقاومة في السعودية اجتماعية أكثر منها دينية، تعود إلى ميل المجتمع السعودي إلى حماية هويته التراثية، لذا يأتي رد الفعل متخوفاً". وعن رؤية الوفد للمرحلة المقبلة قلن: "نحن نرغب أولاًً بالتوسع في مجالات العمل بالنسبة إلى المرأة، حيث يقتصر عمل المرأة حالياًً على التعليم والصحة، وهو ما يعني دخول المزيد من النساء إلى سوق العمل".