أرجع أستاذ علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الدكتور محمد المطوع، ظاهرة التسيب الوظيفي الملحوظ في الدوائر الحكومية، إلى أسباب أبرزها: غياب القدوة في العمل، وقال ل"سبق" إن هذا يؤدي إلى عدم انضباطهم في العمل وكثرة الخروج بعذر أو غير عذر، إضافة إلى غياب محاسبة الموظف الذي يهمل عمله وربما يصل متأخراً ويخرج مبكراً بساعتين أو أكثر، تاركاً خلفه مئات معاملات ومراجعات الناس، ومن الأسباب أيضاً عدم إيجاد بدائل النقل لطلبه، فهناك من يخرج ويتأخر في العودة للعمل بسبب الزحام، والبعض لم يعد مكترثاً بتعطيل مصالح المواطن، وانخفاض مستوى إنتاجيته، ويرى أن الزيارات المفاجئة من قبل ديوان المراقبة بين الحين والآخر وزيادة عدد موظفيه سيسهمان في الحد من ظاهرة التسيب و الاستهتار واللامبالاة بالعمل أو المسؤول. موضحاً أن جولات ديوان المراقبة هي مرة كل عام أو عامين. وقال: هناك من لا يحضر للعمل بعد الإجازات الرسمية مباشرة، وربما من يحضر هم من تكون منازلهم قريبة من هذه الجهة أو المنشأة، مطالباً بمعاقبتهم، حيث إن ذلك يؤثر في المواطنين وفي الإدارات الخدمية وكل ما له علاقة بالمواطن. ويرى الباحث الاجتماعي والكاتب في جريدة المدينة، الدكتور سلطان العنقري، أن الإحباط الوظيفي في الدوائر الحكومية يعد من أسباب تسيب الموظف، مشيراً إلى أن أرشيف أنظمة ديوان الخدمة منذ 40 عاماً لم يحدث ولم يطور، مطالباً بدمج ديوان الخدمة في وزارة العمل تحت مسمى "القوى العاملة" لخدمة القطاعين العام والخاص معاً، وذكر أن الموظف ينتظر الترقية والعلاوة بعد أربع سنوات من الوظيفة، ولكن تمر 10 سنوات دون أن يحصل على ترقية أو علاوة، فليس هناك حوافز تقدم للموظف، فكيف ينتج أو يتقدم في وظيفته؟ ويضيف: الباحث الاجتماعي الدكتور سلطان: أن من بين الأسباب أيضاً الضغط والاتكال على الأب في اصطحاب أبنائه من وإلى المدرسة، وعدم السماح للمرأة بقيادة السيارة حتى تتمكن الأم من الذهاب والعودة بأبنائها من المدرسة، مشيراً إلى أن جميع الأسر لا تستطيع توفير سائق للعائلة. وأوضحت دراسة لمعهد الإدارة العامة أن نصف موظفي الأجهزة الحكومية يتأخرون عن أعمالهم، 54 في المائة منهم يخرجون أثناء وقت الدوام لإحضار أولادهم من المدارس أو لبعض الأعمال الخاصة، و69 في المائة منهم يتغيبون دون عذر، و95 في المائة من الموظفين يغادرون قبل نهاية الدوام بساعة، و22 في المائة يغادرون قبل نهاية الدوام بساعتين، و12 في المائة يغادرون قبل نهاية الدوام بثلاث ساعات.